أخبار عاجلة

تصاعد التوتر بين قسد والمجلس العسكري هل يؤدي إلى صراع مسلّح؟

خاص رسالة بوست

تشير المعلومات الواردة من المنطقة الشرقية إلى تصاعد الخلافات بين قوات قسد التي يقودها عناصر حزب العمال الكردستاني التركي (بي كي كي)، وقوات المجلس العسكري في شرق الفرات، الذي يضم أبناء المنطقة من العشائر والقبائل العربية.وبحسب مصدر مطلع فإن المجلس العسكري قد تقدم منذ مدة ليست بالقليلة بمجموعة من الطلبات؛ لم تجد أذنًا صاغية عند قيادة قسد، وأهم هذه المطالب:

1- المشاركة السياسية الكاملة في صنع القرار، والإدارة وتقاسم المناصب.

2- تقاسم الثروة على أساس عادل، وبما يضمن حقوق أبناء المنطقة.

3- الإفراج عن المعتقلين، ولا سيما النساء، والكشف عن المغيبين، ومعرفة مصيرهم.

4- إنهاء موضوع المخيمات واللاجئين والمهجرين وعودتهم إلى المنطقة.

5- وقف التعامل مع النظام السوري، وتبني خط الثورة.

6- عدم تهميش شيوخ العشائر العربية، وعدم إثارة الفتن والنعرات بين القبائل، ومحاولة خلق صراع فيما بينهم.

7- وقف سياسة التغيير الديمغرافي، والتهجير القسري، والاعتقالات العشوائية، واستعمال القوة المفرطة، واستقدام الإنزالات الأمريكية لاعتقال المعارضين وتكميم أفواه الرافضين لتلك السياسة.

من الجدير ذكره أن أعضاء حزب العمال الكردستاني “بي كي كي” قد دخلوا المنطقة في بداية الثورة، بتنسيق مع النظام السوري وبترتيب وتعاون مع الولايات المتحدة، وبمباركة الكيان الصهيوني، لحرمان سكان المنطقة الذين ثاروا على نظام بشار وطردوه منها، من الثروة النفطية والغازية والموارد الهائلة التي تطفو عليها المنطقة.

ومن جهة أخرى يرى مراقبون أن الهدف كان أبعد من ذلك، وهو إيجاد جيب عميل لأمريكا والغرب والكيان الصهيوني في خاصرة تركيا، يهدد أمنها، وتستعمله تلك الدول ورقة ضغط على القيادة التركية.

 تلك المطالب وغيرها التي سبق ذكرها، لم تجد أذنا صاغية لدى قيادة قسد، وعلى العكس من ذلك فقد زادت قسد من سطوتها وبطشها ووحشيتها بحسب سكان المنطقة، وهي بذلك تحاول جاهدة إحكام قبضتها على المنطقة بتهمة جاهزة هي داعش والداعشية ودعشنة المنطقة، وبشتى الطرق الأخرى، مستقوية بالأمريكان الذين يحاول قائد المجلس العسكري التقرب إليهم واستمالتهم إليه، وقبوله عندهم؛ مستغلا بعض المستجدات التي تشير إلى رغبة الولايات المتحدة في طرد الميليشيات الإيرانية، أو تحجيم نفوذها على الأقل في سورية والعراق، حيث صارت تشكل قلقا لأمريكا وإسرائيل، وتعمل جاهدة على استكمال الهلال الشيعي الذي حذر منه الملك الأردني عبد الله الثاني، من طهران إلى عمان، مرورا بالعراق وسورية ولبنان.

الغاية إبعاد قائد المجلس العسكري

 التسريبات تشير إلى أن قسد تحاول إبعاد قائد المجلس العسكري “أحمد الخبيل” عن الواجهة، وتعيين قائد جديد للمجلس العسكري، يكون أكثر استجابة لإملاءاتها، وتنفيذًا لأوامرها، ومن مكان آخر، وقبيلة أخرى بعيدة عن المنطقة.

قائد المجلس العسكري – وبحسب مقربين منه- أدرك أن مماطلة قسد بتنفيذ تلك المطالب هو اكتساب الوقت حتى يتم الإطاحة به ،وهذا ما دفع به بالاعتماد على الحاضنة الشعبية، بالتلويح بالقوة الضاربة التي يملكها، وزيادة عددها، وتحسين تدريبها وتسليحها.

وقد بدأ يصعد ويرفع سقف الطلبات، منذ أن شعر أن قيادة قسد تريد التخلص منه، وحاجة الناس إلى تحقيق تلك المطالب التي تقدم بها من قبل، والتي ما لبثت اليوم أن تحولت إلى مطالب شعبية، ورأي عام يجمع عليه أبناء المنطقة كلهم، ويطالبون بالتمسك بها، ويلحون على الاستجابة إليها، وتحقيقها كاملة غير منقوصة، وفرضها بالقوة إن تطلب الأمر.

يذكر أن هذه المنطقة التي تسيطر عليها قسد هي منطقة عربية خالصة، وسكانها من أبناء العشائر العربية، ولا يوجد فيها أي كردي قط، وهي جزء لا يتجزأ من القطر العربي السوري. وقد تسربت إليها عناصر حزب العمال الكردستاني التركي، في بداية الثورة، وبعد طرد قوات النظام منها، ودعمها الأمريكان ماليا وعسكريا حيث شكلوا قوات قسد من العرب والأكراد، ولكن قيادتها كانت ومازالت بيد عناصر حزب العمال الكردستاني التركي، التي تطالب تركيا بإبعادهم، وحصلت حروب ومعارك، ولكن أمريكا تعطيهم الحماية، وتمدهم بأسباب القوة  السياسية والعسكرية والمالية.

 وقد ازداد نفوذها وقوتها بعد سيطرة داعش على المنطقة، حيث شاركت في تحريرها، وطرد داعش منها بمساعدة الأمريكان وقوات التحالف، وأبناء العشائر العربية التي نكلت بهم داعش، ليقعوا بعدها تحت هيمنة قسد وسياستها العنصرية الإقصائية التي مارستها ضدهم كما يدعون.

الصدام العسكري بات وشيكًا

المعلومات تشير إلى تمسك الطرفين بمواقفهم المتشددة، ومن المحتمل إن ينفجر الوضع في أية لحظة، ويحدث صدام مسلح بينهما.ويرى مراقبون أن الصدام المسلح في حال حصوله يمكن أن يتسع ليشمل المنطقة كلها..

يشار إلى أن قوات قسد تعتمد كثيرًا على العنصر العربي، لعدم قدرتها على سد النقص الحاصل في صفوفها، وهروب الأكراد من الخدمة الإلزامية التي فرضتها عليهم، ورفضهم لسياسة قسد التي تتبنى فكر أوجلان الذي يتعارض مع عقيدة أبناء المنطقة العرب والأكراد الذين يميلون إلى التدين والمسحة الصوفية.

   آخر الأخبار تشير إلى بعض المحاولات التي يبذلها بعض الوسطاء لمحاولة نزع فتيل الأزمة، وتجنيب المنطقة ويلات حرب جديدة؛ قد تكون نتائجها ثقيلة على الطرفين، وقد تفتح بابا جديدا لتدخلات كثيرة في المنطقة؛ حيث الأتراك والإيرانيون وميليشيات النظام، والروس، وداعش وغيرهم، وقد تستمر مدة طويلة، وتكون نتائجها خطيرة، وخسائرها كبيرة، ولا تنتهي إلا بالقضاء على أحد الطرفين.

يرى خبراء عسكريون أن موازين القوى تشير إلى قدرة المجلس العسكري على الصمود والثبات في وجه قوات قسد” البكي كي”، ويمكنها السيطرة على المنطقة بسهولة؛ كونهم أبناءها، ولديهم الخبرة القتالية والحاضنة الشعبية، والمدد العشائري في أماكن أخرى خارج المنطقة.

هذا في حال التزم الأمريكان الحياد، ولم يتدخلوا لصالح قوات “البكي كي”،وأما إذا تدخل الأمريكان عسكريًا – كما هو متوقع – لدعم “قسد” وفرضوا على المجلس العسكري المواجهة المسلحة معهم، فإن تلك المواجهة ستطول، وستتحول إلى حرب عصابات، وستكون دموية، وعواقبها ستكون وخيمة على المنطقة برمتها..      

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

سوريا: توقعات رسمية بارتفاع أسعار الفروج في رمضان

المكتب اﻹعلامي بالداخل/توقع عضو لجنة مربي الدواجن، التابع للنظام، حكمت حداد أن يزداد سعر الفروج …