مقالات

مرور 102 سنة على هدم دولة الخلافة

د. عثمان محمد بخاش

باحث في الفكر الإسلامي والقضايا المعاصرة
عرض مقالات الكاتب

للأسف أصبحت بديهيات الأمور وجوهر حكم الشريعة الإسلامية  مغيّبة عند الكثير من المسلمين، وذلك بعد أن أناخ المستعمر الغربي (الأوروبي أولا و ووريثه الأمريكي لاحقا) بكلكله على الأمة الإسلامية  ففرض منظومة حظيرة سايكس بيكو، وعطّل حكم الشريعة، وفرض تطبيق الشرائع الغربية القائمة على عقيدة العلمنة التي، بوضعها الإنسان في موقع الربوبية لجهة التشريع من تحليل وتحريم، تتناقض بالكلية مع العقيدة  الإسلامية القائمة على توحيد الرب الخالق وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله.

وقد حرص قادة الغرب على “تغريب” أجيال المسلمين وتجهيلهم بأركان الدين فصار ما كان معلوما من الدين بالضرورة موضع جدل ونقاش وردود وردود مضادة…و رحم الله  المتنبي وهو القائل:

وليس يصحُّ في الأَفهامِ شَيء    إِذا اِحتاج النَهار إِلى دليل

ولكن ما العمل وقد أعرض جل العلماء، الذين يفترض بهم أن يكونوا ورثة الأنبياء، عن تعريف المسلمين بأحكام الدين، و خاضوا بطولات تضر ولا تنفع في سفاسف الأمور، و فرحوا بإنجازات وهمية على منابر الفضائيات ومنابر حكام الضرار، فزينوا لهم باطلهم أو سكتوا عن الصدع بكلمة الحق وهي ميراث الأنبياء.فترى كثيرين منهم يحملون شهادات الدكتوراة في كذا وكذا من العلوم التخصصية الشرعية وهم لم يسمعوا بالخلافة وفرضيتها، وإذا سئل أحدهم عنها وقع في حيص بيص و احتار كيف يتنصل من الجواب.

فلنبدأ بالتذكير بالخلافة:

ما هي الخلافة

الخلافة والإمامة تدلان على معنى واحد عند أهل السنة، وهي عند ابن خلدون :”حمل الكافة (كافة الأمة) على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية، والدنيوية الراجعة إليها”، فهي في الحقيقة خلافة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حراسة الدين وسياسة الدنيا به.

و عرّف الماوردي الإمامة فقال: “الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا، وعقدها لمن يقوم بها في الأمة واجب بالإجماع وإن شذّ عنهم الأصم”.

و أورد الإمام ابن حزم رحمه الله ، في الفصل في الملل و الأهواء والنحل: “اتفق جميع أهل السنة، وجميع المرجئة، وجميع الشيعة، وجميع الخوارج على وجوب الإمامة، وأن الأمة واجب عليها الانقياد لإمام عادل، يقيم فيهم أحكام الله، ويسوسهم بأحكام الشريعة التي أتى بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حاشا النجدات من الخوارج فإنهم قالوا: لا يلزم الناس فرض الإمامة، وإنما عليهم أن يتعاطوا الحق بينهم.”

وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره :”ولا خلاف في وجوب ذلك (تنصيب الخليفة) بين الأمة ولا بين الأئمة، إلا ما روي عن الأصم، حيث كان عن الشريعة أصم. وكذلك كل من قال بقوله واتبعه على رأيه ومذهبه”.

وقد أجاد الإمام الغزلي رحمه الله بقوله:” والملك والدين توأمان فالدين أصل والسلطان حارس وما لا أصل له فمهدوم وما لا حارس له فضائع ولا يتم الملك والضبط إلا بالسلطان وطريق الضبط في فصل الحكومات بالفقه”، وهذا مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم:” لتنتقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضا الحكم، وآخرهن الصلاة.” ففي غياب السلطان الحارس، كما جرى بعد قيام مصطفى كمال بإلغاء الخلافة في 28 رجب 1342 هـ، قام نواطير حظيرة سايكس بيكو بقضم شرائع الدين، وآخر ذلك ما نشهده من موبقات في أرض الحرمين الشريفين مهبط الوحي.

فقد كان وجوب إقامة الخلافة من المعلوم من الدين بالضرورة في سالف الأمة الإسلامية ، منذ انشغل الصحابة رضوان الله عليهم عن واجب دفن الرسول صلى الله عليه بالفريضة الأهم وهي البحث فيمن يختارونه خليفة يخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في إقامة شعائر الدين و حفظ بيضة المسلمين وسياستهم وفق أحكام الشريعة، و سار على ذلك من جاء بعدهم من المسلمين حتى قام اتاتورك بفعلته الشنيعة، فكيف تم له ذلك؟  

كيف هدمت الخلافة

الجريمة الكبرى التي ارتكبها مصطفى كمال جاءت تتويجا لعقود مديدة من مكر الاستعمار الغربي استهدفت خلخلة أسس العقيدة الإسلامية وفك ارتباطها بالحياة العملية للمسلمين الذين لم يعرفوا في تاريخهم، منذ الهجرة  النبوية إلى يثرب وإقامة الدولة الإسلامية الأولى، غير الشريعة الإسلامية ناظمة لحياتهم اليومية، بغض النظر عن تفاصيل النزاعات السياسية و تعرض الأمة لحملات الأعداء الخارجية التي لم تفتر. فقد قامت فرنسا في الحملة الصليبية على مصر بالعمل لبذر فكرة ضرب الحياة الإسلامية وما تقوم عليه من أساس أحكام الشريعة، فشجعت محمد علي باشا حاكم مصر، على إرسال الطلبة الشباب إلى فرنسا ليتم برمجتهم وفق أفكار الفكر الغربي والحضارة الغربية، وهكذا عاد الشيخ الأزهري رفاعة الطهطاوي من رحلته الباريسية (1825-1831)  ليبشر بفضائل الحضارة الغربية داعيا إلى تقمصها و استنساخها، فكان أول من بذر بذرة الفكر العلماني الداعي إلى فصل الدين عن الحياة. وهذه دعوة تناقض العقيدة الإسلامية جملة وتفصيلا، فكان من الطبيعي ألا تأتي ثمرتها المرجوة بين عشية وضحاها، فتتالت أعمال المبتعثين إلى الغرب وما قامت به دوائر الاستعمار الغربي من تأسيس الإرساليات التعليمية والتبشيرية في بلاد الشام وفي مصر وفي الأناضول ( الجامعة الأمريكية في بيروت تاسست في 1866 تحت اسم الكلية الانجيلية البروتستانتية)، وتتالت جوقة المروجين لسموم الحضارة الغربية على شتى الصعد، خاصة بعد أن تمكنت بريطانيا بدهائها من حتلال مصر في 1882 فسرّعت من احتضان الرجال- الأدوات من المسلمين والنصارى فاستقدمت بعض النصارى من الشام (خاصة لبنان اليوم) الذين أنشأؤا عددا من الصحف والمجلات لتركز على صناعة الرأي العام ، كما رعت كوكبة من المسلمين من مصر ليقوموا بنشر الفكر القومي الداعي لاستقلال العرب عن السلطنة العثمانية، بل وسخرت في ذلك بعض المشايخ الذين افتوا بأن منصب الخلافة يشترط فيه العروبة، في الوقت ذاته التي دعمت وشجعت الدعوة الطورانية وسط المسلمين الترك.كما قام مبعوثوها من المستشرقين بالتجول في أنحاء بلاد المسلمين ليستكشفوا مواطن الضعف فيها ولتجنيد العملاء من زعماء العشائر ووجهاء القوم.

وكان من أخطر الأدوات التي استعملتها بريطانيا هي تأليف الجمعيات السرية التي اتخذت عناوين شتى وأسماء متعددة تزعم أنها تريد الإصلاح و إنصاف العرب في السلطنة العثمانية.

ومن أشهر تلك الجمعيات جمعية (العربية الفتاة) التي تأسست في أوروبا في 14 تشرين الثاني 1909 وكانت غايتها،كما جاء في اللائحة الداخلية، استقلال البلاد العربية استقلالا تاما، وهذه الجمعية ، التي تفرعت عنها جمعيات أخرى لتوسيع “وهم” وجود فئات عريضة من الناس تطالب بمطالبها، هي التي قامت بتنظيم “المؤتمر العربي الأول” في باريس في حزيران 1913. ورغم أن المشاركين في المؤتمر المزعوم هم حفنة لا يمثلون إلا أنفسهم إلا أن باريس ولندن روجتا للمؤتمر لجعله ناطقا باسم الشعب العربي(الذي سيصبح قريبا شعوبا عربية بفضل سايكس بيكو). و لحاجتها إلى “غطاء” يبرر عقده في باريس طلبت الجمعية من حزب اللامركزية الإدارية في القاهرة أن يترأس المؤتمر فقام الشيخ رشيد رضا بانتداب نائبه الشيخ عبدالحميد الزهاوي لرئاسة المؤتمر، وهذا ما كان. علما أن من يطلع على برنامج الحزب يجد أنه ينصّب نفسه كحكومة ظل يريد فرض آراءه على السلطنة العثمانية، بينما لم يبذل أدنى جهد في الدعوة، فضلا عن العمل، لطرد الاحتلال الانجليزي و تطهير مصر من دنسه، بل صب جام غضبه على السلطنة العثمانية واتبع كل السبل لتحقيق الاستقلال الناجز عنها، وكل ذلك بحضانة ورعاية الانجليز والنصيحة الخالصة التي قدمها للانجليز مشايخ المسلمين على شاكلة محمد عبده و رشيد رضا وهم يزعمون أنهم يريدون الإصلاح!! ومع أن قادة حركة الاتحاد والترقي دعوا الزهاوي إلى اسطنبول فلبّى الدعوة وعينوه في مجلس الأعيان العثماني، في محاولة لرأب الصدع ولجم حركة هؤلاء المتعاونين مع الاستعمار الفرنسي الانجليزي، بل وطلبوا من الزهاوي استدعاء رشيد رضا الى اسطنبول لتعيينه في مركز رفيع إلا إنه آثر حضن الإنجليز الدافيء في القاهرة ورفض الذهاب إلى اسطنبول!

أما محمد عبده فدوره أشهر من نار على علم في بذله النصح الخالص لصاحبه الانجليزي حاكم مصر كرومر وصديقه مستشرق المخابرات (بَلَنت)، فأصدر من الفتاوي ما يوطيء لهم حكم مصر، كما سار على نهجه تلميذه رشيد رضا فأفتى للمسلمين في الهند أن تطبيق القوانين الإنجليزية تدخل في باب الرخصة إن لم يكن العزيمة، وبينما كانت أوار الحرب العالمية الأولى تستعر ويقدم المسلمون، من ترك وعرب و كرد وأرناؤوط وشركس وغيرهم، دماءهم الزكية لصد الهجمة الصليبية على إسلامبول، وبدل دعوة المسلمين في مصر وغيرها إلى الجهاد لطرد المحتلين الإنجليز، كان يتوجه بالنصح الخالص لهم في كيفية إحكام قبضتهم، سواء خلال الحرب أو بعدها.

المصيبة هنا أنك لو سألتهم يومها ماذا أنتم فاعلون وكيف تبررون تقربكم من المحتل المستعمر لكان جوابهم أننا نسعى إلى إصلاح الدولة العثمانية العلية، و علينا إصلاح الأزهر  وعلينا تخفيف وطأة احتلال وعلينا كذا وكذا من الأوهام التي عشعشت في عقولهم المريضة. و ما زال هذا ديدن  بعض محبيهم حتى اليوم يبررون لهم صنيعهم و ما قاموا به من المساهمة في هدم دولة الخلافة، ثم إذا احتد النقاش يأتيك الجواب أنهم أرادوا الإصلاح وأنهم كانوا “أصحاب نوايا حسنة”، حتى لو نجح الإنجليز في تسخيرهم لخدمة مآربهم. 

وكانت ثمرة هذه الجمعيات السرية  الثورة الانجليزية الكبرى (المسماة بالثورة العربية) بقيادة ضابط المخابرات الانجليزي لورانس وتابعه “الشريف”( أي ينحدر نسبه من السلالة الهاشمية والله المستعان) حسين “شريف مكة وأميرها وملك البلاد العربية” كما ختم منشوره الذي ألقته الطائرات الإنجليزية على الضباط والجنود العرب في الجيش العثماني:”لقد كانت المملكة العربية  مستعبدة تحت سلطة الأتراك مدة طويلة فقتلوا من قتلوا من إخوانكم وصلبوا من صلبوا من رجالكم ونفوا نساءكم وعيالكم بعد تحريف دينكم فكيف تطيقون الصبر بعد ذلك و تتحملون عناء الاستمرار معهم وترضون بمعاونتهم؟ هلموا للانضمام الينا نحن الذين نجاهد لأجل الدين و حرية العرب..”

 وهكذا باسم حرية العرب مد خونة العرب يد العون للإنجليز أعداء الدين والملة ليتمكنوا من هدم دولة الخلافة التي استظل المسلمون بحكم الشريعة الإسلامية في ظلها منذ خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه و حتى ارتكاب أتاتورك الجريمة التاريخية التي لا سابقة لها بإلغاء الخلافة. ولا ننفي هنا ما وقع في أواخر الدولة العثمانية من جمود وتخلف و عثرات، ولكن هذا كله كان يفرض العمل على معالجة الثغرات وليس هدم الدولة، فحين تكون أمام مريض يشكو من عدة علل فلا يكون العلاج بقتله والتخلص منه، فضلا عن تمكين العدو من بسط هيمنته على الامة و ما يعني ذلك من تعطيل الشريعة الإسلامية.

طبعا كان جزاء هؤلاء الخونة، الذين تصفهم الرواية الرسمية لمنظومة سايكس بيكو بأنهم “رواد النهضة العربية الحديثة”، أن نال هذا منصب وزير و ذاك منصب رئيس الوزراة و فلان رئيس جهاز في الحكم وفلان أصبح شيخ الأزهر أو عميد الأدب العربي الخ، بينما هم كلهم مطية وأدوات (ماريونات) تخدم مصالح المستعمر الغربي. ولم يكن فيصل ابن الشريف حسين وأخوه عبدالله و رضا الركابي و نوري الشعلان وعبدالعزيز ال سعود وغيرهم إلا نماذج على ما صار يطلق عليه لاحقا ب كرزايات (جمع كرزاي بطل الخيانة الامريكي في أفغانستان) على شاكلة جمال عبدالناصر وياسر عرفات والقذافي و حافظ الأسد الخ…ولا زال هذا النهج مستمرا حتى هذه اللحظة، ولو سألتهم كيف تبررون ارتكاب جريمة الخيانة بالاعتراف بجرثومة كيان إسرائيل لقدموا كذا وكذا من التبريرات الواهية تدل على المنطق السقيم عندهم، الذي يجعل من الخيانة “وجهة نظر”، و”حسبنا أننا اجتهدنا”! وقد أوصل هذا الاجتهاد المريض بعضهم إلى الاصطفاف إلى جانب الأمريكان في دخولهم بغداد وكابول وإلى جانب من سعى في إبادة الشعب السوري. 

فلا عجب أننا بعد قرن على هدم دولة الخلافة أصبحنا كالأيتام على مائدة اللئام، ينطبق علينا قول الشاعر

 كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ            والماء فوق ظهورها محمول

إذ فرّط نواطير حظيرة سايكس بيكو، السائرين على نهج أسلافهم قبل قرن مضى، بكل ما حبانا الله به من ثروات وإمكانيات تؤهلنا لأن نكون خير أمة أخرجت للناس، وهو الذي جعلنا أمة وسطا وشرّفنا بأمانة إخراج الناس من الظلمات إلى النور وكلفنا بأن نقوم بأمانة الشهادة على الناس بدعوتهم إلى الدخول في دين الله والخروج من تيه الفلسفات المفلسة التي ما زادت الإنسان المعاصر إلا ضلالا وشقاء!( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)

وصدق الله و وعده الحق:

( “يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

    1. حياك الله أخي العزيز
      فيما يتعلق بدور اليهود والحركة الصهيونية أرجو أ، تراجع تفاصيل مذكرات الصهيوني ناحوم سولوخوف الذي روى كيف اتصل به مارك سايكس طالبا منه ترتيب لقاء لسايكس مع قادة الحركة الصهيونية في لندن، فقام سولوخوف بترتيب اللقاء حيث عرض سايكس عليهم الاقتراح بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، فسروا بذلك ورحبوا به، ولكن سايكس (وهو الضليع بخفايا المفاوضات الدائرة مع فرنسا فيما عرف لاحقا باتفاقية سايكس بيكو ) طلب منهم ام يزرزوا الخارجية الفرنسية فب باريس وبابا الفاتيكان لاخذ موافقتهم على ذلك، فقالوا له : ولكن من نحن وماذا نمثل؟ أنت تمثل حكومة بريطانيا العظمى فأنت القادر على ذلك. فقال لهم لا عليكم سأرتب لكم المواعيد وأنتم تقومون باللقاء؛ وهذا ما جرى فاوفقت فرنسا والفاتيكان على الاقتراح البريطاني. ثم قامت بريطانيا بالحصول على موافقة وودرو يلسون رئيس أمريا على المقترح، وكذلك على موافقة اليايان، وهكذا صدر وعد بلفور بموافقة من تلك الأطراف…
      أخلص إلى أن بريطانيا هي صاحبة المكر في فرض فكرة الوطن القومي اليهودي…
      شكرا لمرورك الكريم. مع تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى