مقالات

خبراء أتراك: زلزال أشدُّ تدميرًا يهدِّد إسطنبول!

د. محمد عبد المحسن مصطفى عبد الرحمن

أكاديمي مصري.
عرض مقالات الكاتب

قبل أن تتجاوز تركيا التَّداعيات الكارثيَّة للزِّلزالين اللذين ضربا ولايتي غازي عينتاب وكهرمان مرعش جنوب شرقي البلاد، وامتدَّ تأثيرهما إلى منطقة شمال سوريا، يوم الاثنين 6 فبراير 2023م، بقوَّة 7.8 و7.5 درجة على مقياس ريختر،على التَّوالي، تتجدَّد المخاوف من وقوع زلازل جديدة أشدِّ فتكًا وأوسع تدميرًا قد تصيب وسط البلاد وغربها،لا سيِّما مدينة إسطنبول، العاصمة التُّجاريَّة لتركيا وإحدى أعلى المدن السِّياحيَّة زيارةً في العالم. فحتَّى قبل أن تنتهي أعمال إنقاذ المتضرِّرين من الزِّلزالين، اللذين خلَّفا ملايين النَّازحين وأكثر من 44 ألف قتيل وأكثر من 100 ألف مصاب حتَّى ساعته؛ وكذلك قبل إحصاء الخسائر المادِّيَّة الَّتي تشير التَّقديرات الأوَّليَّة إلى تجاوُزها 84 مليار دولار،إلى جانب خسارة نسبة لا يُستهان بها من الأيدي العاملة، وكذلك من الأراضي الخصبة الَّتي كانت تسدُّ حاجات البلاد من مختلف المنتجات الزِّراعيَّة،تسري أقاويل عن احتماليَّة وقوع زلازل مستقبليَّة قد تخلِّف أضرارًا تفوق ما خلَّفه لزلزالا ولايتي غازي عينتاب وكهرمان مرعش.

قبل الانتهاء من أعمال إزالة حطام المباني المنهارة،تتعاقب الهزَّات الارتداديَّة للزِّلزالين على تركيا حتَّى بلغت 4734 هزَّة منذ يوم 6 فبراير، كان من أشدِّها زلزال بقوَّة 5.1 درجة ضرب ولاية هاتاي الجنوبيَّة في السَّاعات الأولى لعاشر الأيَّام التَّالية للزِّلزالين، هذا إلى بالإضافة إلى هزَّة بقوَّة 4 درجات أصابت وسط البلاد في اليوم التَّالي. هذا، ومن المتوقَّع أن يتجاوز عدد القتلى من جرَّاء زلزالي تركيا وسوريا 70 ألف شخص، كما من المنتظر هدْم آلاف المباني المشكوك في قدرتها على الصُّمود في مواجهة أيَّة هزَّات أرضيَّة مستقبليَّة، فكيف ستواجه تركيا المزيد من التَّداعيات قبل أن تتجاوز هذه المرحلة العصيبة في تاريخها؟

صحيفة تركيَّة: زلزالا غازي عينتاب وكهرمان مرعش مجرَّد ‘‘بروفة’’!

نقلًا عن عدد من خبراء الزَّلازل الأتراك، نشرت صحيفة حرييت التُّركيَّة مقالًا في 17 فبراير الجاري، تحذِّر فيه من وقوع زلزال مدمِّر يصيب مدينة إسطنبول التَّاريخيَّة، الَّتي تعدُّ من أكثر المدن التُّركيَّة استيعابًا للسُّكَّان، بدرجة لن تقل عن 7 على مقياس ريختر؛ما قد يؤدِّي إلى دمار قرابة 200 ألف مبنى. وبعد أن نُشر عام 2018م أنَّ زلزال إسطنبول المرتقب قد يحدث خلال الـ 70 عامًا المقبلة،أفادت الصَّحيفة التُّركيَّة بأنَّ ذلك الزِّلزال،المتوقَّع أن تفوق خسائره أضعاف ما أحدثه زلزالا غازي عينتاب وكهرمان مرعش، قد يحدث “في أي لحظة الآن”؛ لدرجة أنَّ الصَّحيفة اعتبرت الزِّلزالين مجرَّد ‘‘بروفة’’، أو تجربة للاستعداد لما هو أشدُّ قسوةً. وكانت إدارة الكوارث التُّركيَّة قد صرَّحت بأنَّ قوَّة زلزالي غازي عينتاب وكهرمان مرعش تعادل 500 انفجار نووي، وقد أُطلق عليهما “زلزالا القرن”؛ نظرًا لما أحدثاه من تداعيات يصعب إلى الآن حصْرها.

المتنبِّئ بزلزالي تركيا وسوريا يتوقَّع زلزالًا جديدًا!

أثار العالم الجيولوجي الهولندي، فرانك هوجيربيتس، جدلًا واسعًا بصحَّة تنبُّؤه بوقوع زلزال قوي يصيب جنوبي تركيا وسوريا لبنان والأردن قبل وقوع زلزالي غازي عينتاب وكهرمان مرعش بثلاثة أيَّام، حيث تعجَّب مراقبون من قدرته على التَّنبُّؤ بالزَّلازل، برغم تعذُّر ذلك علميًّا. غير أنَّ الجيولوجي الهولندي أتبع ذلك التَّنبُّؤ بآخر عن وقوع زلزال بقوَّة قد تبلغ 6 درجات على مقياس ريختر سيصيب وسط تركيا خلال الأيَّام المقبلة. فقد نشرت هيئة المسح الهندسي للِّنظام الشَّمسي، المعروفة بالاسم المختصر SSGEOS، والَّتي يشغل هوجيربيتس منصب مديرها التَّنفيذي، تغريدة عبر شبكة تويتر تقول “هزَّة ارتداديَّة أقوى، ربَّما 6 درجات، قد تحدث بوسط تركيا أو حولها في الأيَّام المقبلة”.

جدير بالذِّكر أنَّ البعض شكَّك في وقوع زلزلي غازي عينتاب وكهرمان مرعش بصورة طبيعيَّة دون تدخُّل بشري، حيث زعموا وجود أيادٍ خفيَّة افتعلت الزِّلزالين بواسطة برنامج بحوث الشَّفق القطبي النَّشط عالي التَّردُّد، المعروف بالاسم المختصر ‘‘هارب’’ (HAARP).

ونتساءل: إذا صحَّت نظريَّة المؤامرة وكثبت افتعال الزِّلازل في تركيا وبعض دول المنطقة العربيَّة،فهل الهدف من وراء ذلك تسهيل تهجير القاطنين في مناطق معيَّنة لإحداث تغيير سكَّاني يعيد تشكيل المنطقة بأسرها بما يتَّفق مع أهداف مشروع الشَّرق الأوسط الكبير؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى