مقالات

من التسول في السر إلى التسول في العلن

د. عز الدين الكومي

كاتب مصري
عرض مقالات الكاتب

فى زيارته لدويلة الإمارات،ثمّن قائد الانقلاب،الدور الأكبر الذي قام به محمد بن زايد ،في الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي ، رحمه الله. وعلى إرادة شعب كان يريد الحرية والحياة الكريمة، ليؤكد من جديد دور هذه الدولة “الشرير” في الانقلاب على الرئيس المنتخب.
وفى وصلة تملق ونفاق وتسول على الهواء خلال جلسة حوارية بعنوان “تسريع التنمية والحوكمة”،على هامش فعاليات القمة العالمية للحكومات المنعقدة بدبي،أهان قائد الانقلاب دولة بحجم مصر، وعمل على تقزيمها، وأظهرها بصورة العاجز،من أجل الحصول على رز الخليج الذى لم يستفد منه الشعب شيئا،وذهب إلى كروش وحسابات العسكر خارج البلاد،والنتيجة أنه جعل مصر تابعة لمحمد بن زايد.. نعم هو كذلك !
ولم يكتف بذلك،بل وصف “محمد بن زايد” بأنه “منقذ مصر” – عجيب- ولولا هو لضاعت الدولة المصرية عام 2103.
ولا أدرى كيف أنقذ محمد بن زايد مصر،وهو الذى تسبب بتواطئه مع العسكر،في سفك دماء الآلاف من الشباب والعلماء والتخصصات النادرة،واعتقال آلاف من خيرة من أنجبت مصر.هل هذا هو الإنقاد من وجهة نظر النظام الانقلابي؟!
وكشف قائد الانقلاب ماقدمه محمد بن زايد من دعم لنجاح الانقلاب على الشرعية،من الدعم المادي والعيني من مواد بترولية وغيرها من أنواع الدعم.
قائلا: “أنا هسجل النقطة دي وعارف إن الشيخ محمد هيزعل،دعم الأشقاء العرب لنا نقطة مضيئة.
أعلم أنها ستبقى نقطة سوداء مهما حاولت تبيضها ،والتاريخ لايرحم!
فقال متفاخراً: بعد أن ألقيت بيان 3 يوليو علمت بزيارة الشيخ محمد بن زايد لمصر،وكانت أول مرة هشوفه.
وكان وقتها الناس بتقف طوابير على محطات الوقود، كان سولار وبنزين وبوتاجاز مفيش،مش هتكسف أقول كده، أنا بفكر الناس في مصر،إحنا بنتعلم نخلي بالنا من بلادنا.
لكن لم يخبرنا من أدار مؤامرة خلق الأزمات لإفشال الرئيس المنتخب؟!
مش أنا اللي قولتله والله.. والله ما قولتله، بصيت لقيت السفن تتحرك من البحر المتوسط والبحر الأحمر بها سولار وبنزين وغاز لمصر.
وكأن السفن كانت فى عرض البحر تنتظر الإذن بالدخول بعد أن تم الانقلاب العسكري الدموي!
والسؤال هنا ماذا أفادت هذه المساعدات التى تدفقت على العسكر، كعربون للانقلاب العسكري الدموي، سوى أن مصر بعد عشرسنوات أصبحت تباع فى أسواق النخاسة بالجملة والقطاعي، وتعانى من أزمات اقتصادية طاحنة.
وأصبحنا نعيش ظروف مشابهة لما كان عليه الوضع، زمن الخديوي إسماعيل إلى حد كبير، الذى فتح باب الاستدانة على مصراعيه، فضلاً عن تردى الأوضاع فى شتى المجالات والفساد الذى ضرب بأطنابه فى كل مؤسسات الدولة.
فماذا تعمل ياترى مساعدات ابن زايد،وابن سلمان،ووصفات صندوق النقد الدولي بعدما أصبحت إرادة البلاد مرهونة بأيدى الدائنين والمشترين والمتربصين؟!
ولم يخف ابن زايد إعجابة بوصلات المدح والإطراء، وتفاعل معها بشكل لافت، عندما قام بالتصفيق مع ابتسامة عريضة!
وحاول قائد الانقلاب،أن يوجه رسالة لابن سلمان،معتذرا عن الإساءات التى وجهها أراجوزات الإعلام المخابراتي المصري قدحا وسبا في السعودية وبقية دول الخليج قائلاً: ماتسمحوش للأقلام والأفكار ومواقع التواصل المغرضة تؤثر على الأخوة التي بينا كلنا كعرب.
أترميم العلاقة مع السعودية بعد خلاف ظهر على السطح، بعدما كان صراعاً مكتوماً من خلال تراشق أرجوزات
الإعلام فى البلدين، قائلاً:ولا تنسوا الفضل بينكم.. واحنا حريصين على العلاقات الجيدة مع أشقائنا وده توجه دولة.. وأرجو إننا كلنا كمواطنين لا ننساق ورا مواقع التواصل لعدم حدوث فتنة،وعلاقتنا طيبة بالجميع حتى في أصعب الظروف.
لكن الذى تطاول على دول الخليج ووصفها بأوصاف”دويلات – حفاة عراة – أندال – لئام – لقطاء – محدثي نعمة – أقزام صغار”.
ليست وسائل التواصل كما يزعم الطاغية ولكن رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الحكومية بناء على توجيهات مخابراتية هو الذي وصف دول الخليج بهذه الأوصاف، ثم عاد صاغر معتذراً، بعدما صدرت له الأوامر بذلك، معلقا وقاحته على شماعة الإخوان!
وأخيراً وليس آخرا هل تبنى البلاد بالديون والهبات والمساعدات والتسول من هنا وهناك، وبيع الأصول وإقامة مشروعات فنكوشية تهدر فيها الأموال والطاقات ولاتحقق تنمية ولا تطوراً ولا ينعكس أثرها على حياة المواطن ورفاهيته؟
وهو ما أجاب عنه الباحث بمنطقة الشرق الأوسط وزميل مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، بمجلة”فورين بوليسي” “ستيفن كوك”عندما كتب مقالاً فى 17أغسطس 2022 يدعو فيه المؤسسات المالية الدولية ودول الخليج للتوقف عن دعم مشروعات النظام الانقلابي الورقية،وقال فى مقاله: إن هذه المشروعات في الغالب عملية احتيال وإن السيسي استهلك الخزينة المصرية على مشاريع ترضي غروره في الوقت الذي يعاني فيه شعبه.
وإن “المشاريع العملاقة التي بدد فيها السيسي أموال المصريين،من تفريعة قناة السويس وأنظمة السلاح ومفاعل نووي إلى عاصمة إدارية جديدة، جميعها مشاريع احتيالية”.
وأكد أن أفضل شيء يفعله السعوديون والقطريون والإماراتيون وصندوق النقد الدولي هو مقاومة فكرة أن “مصر ضخمة بدرجة يجب عدم السماح بانهيارها”، “ربما كان هذا صحيحا، لكن إنقاذ السيسي بأموال مجانية وشروط سهلة من صندوق النقد الدولي لن تؤدي إلا إلى إطالة الأزمة المصرية”.
وهو ما يلاحظه اليوم أي متابع للأوضاع فى مصر، وكيف أنها تسير من سيئ إلى أسوأ تحت حكم الجنرال الأغبر،وقادة الحكم العسكري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى