مقالات

إصرار سعد الحريري على تذكيرنا بإنجازاته!!

حميد رمضان

كاتب لبناني
عرض مقالات الكاتب


لا نكاد ننسى أو نتناسى هفواته وزلاّته وكبواته وقصر نظره السياسي، حتى يعود لينكأ جراحنا التي ما كانت لتكون في جوارحنا لولا طعناته المتكررة و كأنه يتلذذ بذلك.
عاد ليذكرنا بأنه كان المسبب الأساسي بانتخاب الجنرال السادي الأرعن ميشال عون لرئاسة الجمهورية، والذي أعقب ذلك اليوم المشؤوم نوازل وكوارث وأزمات حلت بوطن الأرز شعباً ومؤسسات.
عاد ليذكرنا بتأييده القانون الانتخابي النسبي والذي جاء بنواب ما أنزل الله بهم من سلطان.
عاد ليذكرنا بخطابه الشهير الذي ألقاه في قضاء البترون (رأس نحاش)، وذلك في الإنتخابات النيابية (2018) دعما لجبران باسيل بعبارته المشهورة: الصوت التفضيلي لصديقي جبران باسيل.

اقرأ: قائد الجيش يحذر السلطة اللبنانية وباسيل ولعبة احراق مرشحي الرئاسة


عاد ليذكرنا أنه كان فاشلاً، وعمله السياسي كان مخيباً للآمال ومقرباً للآجال، ومحبطاً للهمم وجالباً للسقم وهابطاً من السماء الزرقاء إلى درك الخرزة الزرقاء.
عاد ليذكرنا بتفليسته المالية والسياسية وعقم مسيرته السياسية التي دامت 17سنة.
عاد ليذكرنا بضعفه وهروبه من المواجهة عند كل استحقاق وطني، واستسلامه المهين لمحور الشر الممانع، ورضوخه لمشيئة أربابه بدءا من حسن نصرالله ونبيه بري وصولاً إلى ميشال عون وجبران باسيل.
عاد ليذكرنا بمستشاريه السوء الذين أوصلوه إلى ما وصل إليه من نهاية كنا لا نتمناه له.
عاد ليذكرنا أنه لم يكن سر أبيه.
عاد ليذكرنا أن الشهيد رفيق الحريري مات مرتين، في المرة الأولى كانت على
يد مجرمي العصر، والثانية على يديه.
عاد ليذكرنا بأنه وريث فاشل؛ حيث بدَّد إرث أبيه المالي على مستشارين وطفيليين ووصوليين وانتهازيين وبدد إرث أبيه السياسي اللبناني والعربي والإقليمي والدولي.
عاد ليذكرنا ببسمته التي ما جلبت إلا الخراب على طائفته فقط لا غير حتى أصبحت هذه الطائفة الكريمة في عهده، مكسر عصا لمن هب ودب فانتكهت كرامتها وسجن شبابها وسلبت حقوقها.

تابعنا في فيسبوك


عاد ليذكرنا بزمنه الأسود، سواد أيامنا الحالية التي كانت ليديه اليد الطولى في تلوينها.
أيها الناس وبالأخص أهل السُنّة والجماعة لا تنجروا وراء عواطف لم تجنوا من ثمارها إلا العلقم، خاصة وأن البعض من الجهلة يترحم على أيام سعد الحريري لمّا رأوا حالتهم الحالية بغيابه وضعف من يمثلهم في المناصب السياسية؛ سواءً كان في رئاسة الحكومة أو في مجلس النواب أو وزراء، وهذا لعمري قمة في الجهل أيضاً لأننا كأهل السُنّة والجماعة بتنا مجبرين على الإختيار “التعايشي” بين السيء والأسوأ، وكأنه ليس فينا الحسن والأحسن، وبالتالي هذا ما أوصلنا إلى ما نحن فيه من هوان على الناس من شتى المكونات والأجناس.

اقرأ: وكالات : سعد الحريري يطالب برحيل الرئيس اللبناني ميشال عون على وقع انفجار عكار .


يروى عن شارل ديغول أن أحد مستشاريه طلب منه عدم تغيير أحد الوزراء لاستحالة الاستغناء عنه فأجابه: “كل عظماء فرنسا المدفونين في (البانتيون -مدافن عظماء فرنسا) كانوا ممن لا يستغنى عنهم”.
واللبيب من الإشارة يفهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى