سياسة

زلزال مرعش والتمييز بين القادة والطغاة!

أ.د فؤاد البنا

أكاديمي ورئيس منتدى الفكر الإسلامي
عرض مقالات الكاتب


إن كل عاقل منصف يدرك جملة الفروق الواضحة بين القادة الذين نصّبهم المواطنون خداما لهم وبين القادة الذين نصّبوا أنفسهم سادة على شعوبهم. ويقدم زلزال مرعش صورة صارخة في هذا المضمار لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد!


فقد نزل أردوغان وحكومته منذ الوهلة الأولى للزلزال إلى الأماكن التي تضررت منه فأنقذوا المطمورين، وضمدوا جروح المصابين، وآووا المشردين، وطمأنوا الخائفين، وواسوا المكلومين، بكل ما أوتوا من مشاعر ومواهب وبما يملكون من طاقات وقدرات.


وفي المقابل فإن الرئيس القاصر بشار الأسد بقي في برجه العاجي يستمتع بالمشاهدة عن بعد وكأنه يشاهد فيلم رعب من إنتاج سينما هوليود، وفي اليوم الخامس نبهه بعض البطانة إلى أهمية التقاط ولو صورة من الميدان، فذهب إلى مدينة حلب التي جعل منها مدينة أشباح بعد أن قتل عشرات الآلاف ودمر آلاف البيوت، ليُتم مشاهدة بقية الفيلم الهوليودي عن قرب!


وبينما استدعى أردوغان وقادة تركيا العالم للإسهام معهم في جهود الإنقاذ والإغاثة نظرا لحجم الكارثة الكبير ولتسارع الوقت، وقاموا بتسهيل الحركة للفرق التي وفدت من عشرات الدول فاتحين لها كافة الأبواب المغلقة، كان بشار الأسد وبطانته يواصلون إحكام الحصار على شعبهم السوري متوجسين من أي شيء على أمن كراسيهم، ولما طالب العالم بفتح المعابر لإغاثة الشعب الذي يموت تحت أنقاض المباني التي دمرها الزلزال المرعب أو في الخيام التي اقتلعتها العاصفة الثلجية رفض بشار بكل غطرسة، متحججا بأن ذلك يتعارض مع السيادة الوطنية!
وبعد هذا يتساءل أغرارٌ من الناس عن سبب ثورة الشعوب على جلاديها!
إنها تريد بكل بساطة حكاما من أجل الشعوب لا شعوبا من أجل الحكام، فهل هذا كثير عليها؟ وهل هي أقل إنسانية وقيمة من الشعوب التي تتمتع بهذا المكسب؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى