مقالات

زلزال سوريا الذي لا ينتهي

ذكر قاعدة البيانات عن الزلازل التاريخية لسوريا والمناطق المحيطة أن آخر زلزال حدث عام 1881 وكان مركزه الرئيسي في لبنان مدينة صيدا لكن شعر به سكان مدينة دمشق وسقط بعض الضحايا كما تدمرت الكثير من المباني.
لذلك يمكن القول إن زلزال عام 2023 هو الأول في القرن الحادي والعشرين بالنسبة لسوريا التي لم تشهد هذا النوع من الزلازل الشديدة منذ مئة عام تقريبا.
لكن ما حدث في شباط 2023 كان أكبر من زلزال بدرجة 7 ويعتبر من أقوى الزلازل التي ضربت تركيا وسوريا بالطبع.
فقد أتى على منطقة دمرتها الحرب كليا وسوت بالأرض معظم مؤسساتها وبذلك يأتي الزلزال كي يضاعف الموت على السوريين ويمنعهم من الحلم بحياة أفضل يستحقونها ويحلمون أن يكون الغد أفضل من يومهم، لكن الموت كان أسرع في الوصول بهم إلى نهاية مفجعة.

اقرأ: عدد الضحايا يتجاوز 36 ألفاً في تركيا وسوريا بعد مرور أسبوع من كارثة الزلزال


أتى هذا الزلزال كي يمثل فصلا جديدا من فصول الموت التي شهدها السوريون على مدى عقد كامل، فمن نجا من براميل الأسد والكيماوي الذي قصف به السوريين أتى هذا الزلزال كي يمثل نهاية له، حيث قضت عشرات العائلات بهذا الزلزال الذي أصاب بشكل كبير السوريين الذين يعيشون في جنوبي تركيا ويتركزون في مدن أنطاكيا وغازي عنتاب، فضلا عن المئات الذين قضوا في الشمال السوري وخاصة في مناطق من مثل جنديرس ومارع وغيرها والتي كانت الأكثر تضررا بشكل لا يقاس مع مناطق أخرى.
السؤال الآن بعد فشل المجتمع الدولي في مساعدتهم على مدى أربعة أيام حيث دخلت قافلة المساعدات الأولى بعد أربع أيام كاملة من يوم الإثنين يوم الزلزال الأسود، وهو ما بدد حلم الكثير من السوريين بإنقاذ أرواح والخروج بهم من تحت الأنقاض أحياء، هل فرص الخروج من تحت الأنقاض أصبحت ضئيلة أو معدومة.

تابعنا في فيسبوك


سيطرح اليوم مجددا سؤال العقوبات وإعادة الإعمار، حيث سيستغل النظام موجة الدعم والتعاطف الدولي من ضحايا الزلزال للمطالبة برفع العقوبات الأميركية والأوروبية عليه، رغم أنه يدرك أنه لا عقوبات أممية عليه وإنما هي عقوبات على أفراد وكيانات كان لها دور كبير في قتل السوريين وقصفهم على مدى عقد من الزمان كما أن العقوبات لا تشمل المواد الطبية والمساعدات الغذائية، لكن النظام يعتقد أن هذه هي الفرصة الأفضل له للخروج من العزلة الدولية التي هي نتيجة وحصيلة السياسات التي اتبعها على مدى سنوات في قتل السوريين وقصفهم.
بكل تأكيد نحن اليوم مع مساعدة السوريين للخروج من هذه المحنة بكل الطرق الممكنة لكن على النظام أن يدرك أن ألاعيبه في التحايل على هذه العقوبات لن تفلح في الخروج به من هذه العزلة فالعالم خبر النظام وخبر سياساته في هذا الإطار.
من دفع الثمن الأكبر من هذا الزلزال هم السوريون الذين ما زالوا يرزحون تحت قبضة النظام حيث يدفعون ثمن دولة فاشلة أدخلها الأسد في عزلة دولية حيث ترك السوريون لوحدهم يعيشون الألم والموت لوحدهم، حيث تحولت سوريا إلى دولة فاشلة تماما بعد خمسين عاما من حكم الأسد وإلى دولة غير قادرة بالمطلق على الاستجابة إلى الكوارث الطبيعية وخاصة زلزال بهذا الحجم.
بالنهاية الألم يتضاعف بحق السوريين وبقي الزلزال فقط من لائحة الموت، اليوم يمكننا إضافته إلى هذه اللائحة.

المصدر: تلفزيون سوريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى