بحوث ودراسات

ملامح الفكر السياسي المستند إلى الوهابية (7من 9)

د. محمد عبد المحسن مصطفى عبد الرحمن

أكاديمي مصري.
عرض مقالات الكاتب

جزء 7
نشرت شبكة فوكس بزنس الإعلاميَّة التجاريَّة الأمريكيَّة، في مقطع إخباري في 9 يناير من عام 2019م، خبرًا عن نيَّة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، زيارة المملكة العربيَّة السَّعوديَّة قريبًا للقاء ولي العهد السَّعودي، الأمير محمَّد بن سلمان. وعلَّق وليد فارس، الأكاديمي المتخصص في شؤون الأمن القومي، على الخبر بتأكيده على نيَّة نتنياهو زيارة السَّعوديَّة، مشيرًا إلى أنَّ التَّقارب بين إسرائيل والسَّعوديَّة بدأ منذ عام 2015م، لمَّا اتَّفقتا في عدائهما لإيران، بمباركة الرَّئيس الأمريكي السَّابق باراك أوباما. ردًّا على سؤال المحاور عن رد فعل الَّتيار الوهَّابي في السَّعوديَّة على هذه الزيارة، أجاب فارس بأنَّ المعارضين لهذا التَّقارب في المنطقة سيبدؤون في إثارة القلاقل، لكنَّ السَّعوديين قد أعدُّوا لهذه الزيارة المجتمع المدني والَّتيار المعتدل لمواجهة الاعتراضات المتوقَّع أن تصدر من الخارج. شدَّد فارس على أنَّ بدون الأمير محمَّد بن سلمان، ما كان نتنياهو ليتوجَّه إلى السَّعوديَّة، موضحًا أنَّ ولي العهد الشَّاب قد اتَّخذ خطوات ملموسة لإبعاد المتشدِّدين، ممن أُلقي بهم في المعتقلات، إلى جانب مساعيه المثمرة في مجال التَّحديث.

اقرأ: ملامح الفكر السياسي المستند إلى الوهابية (6 من9)

صورة 3.1-خارطة لزيارة مايك بومبيو للشَّرق الأوسط في يناير 2019م
تطرَّق الحوار إلى زيارة وزير الخارجيَّة الأمريكي السَّابق (2017-2021م)، مايك بومبيو، الَّتي شملت 8 عواصم عربيَّة مطلع يناير من عام 2019م، واستهدفت حشد القوى في مواجهة تهديد النِّظام الإيراني للمنطقة، بغيَّة إيقاف تجاوزاتها في حقِّ دول الجوار. أراد بومبيو كذلك إثبات حُسن علاقة بلاده بدول الشَّرق الأوسط، ونفي ما يُشاع عن عُزلة الإدارة الأمريكيَّة، أو تنامي مشاعر الاستياء حيالها لدى الشَّعب العربي. وبسؤاله عن احتماليَّة نشوب حرب في الشَّرق الأوسط في أيِّ وقت في المستقبل القريب، أجاب فارس أنَّ الحروب السِّياسيَّة والإعلاميَّة والنفسيَّة والحرب على الإرهاب مستمرَّة، ويعلم الإيرانيون أنَّهم إذا واجهوا التَّحالف الأمريكي العربي الجاري إعداده، والَّذي كان من المفترض إعداده منذ أَمَد، سيخسرون.

تابعنا في فيسبوك


وقد نشرت وكالة الأنباء العالميَّة رويترز في 11 يناير من عام 2019م، عن استضافة الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة مؤتمرًا دوليًّا في العاصمة البولنديَّة، وارسو، يومي 13 و14 من فبراير من العام ذاته، بهدف مواجهة التَّهديدات الإيرانيَّة لمنطقة الشَّرق الأوسط، بعد انسحاب الولايات المتَّحدة من الاتفاق النَّووي مع إيران، المبرم عام 2015م، في مايو من عام 2018م، وإعادتها فرض عقوبات عليها بدءً من أغسطس من العام ذاته.
وقد تناولت تايمز أوف إسرائيل، وهي صحيفة رقميَّة إسرائيليَّة مستقلَّة، الخبر ذاته في مقال نشرته يوم 11 يناير من عام 2019، سلَّطت فيه الضَّوء على هدف المؤتمر، وهو التُّركيز على الاستقرار والسَّلام والحريَّة والأمن في الشَّرق الأوسط، والاطمئنان إلى أنَّ إيران ليست معول هدم في المنطقة. ويضيف الخبر الَّذي نشرته الصحيفة الإسرائيليَّة، أنَّ وزير الخارجيَّة الأمريكي يحشد الدعم لمبادرة أطلها الرَّئيس الأمريكي السَّابق (يناير 2017-يماير 2021م)، دونالد ترامب، لتكوين تحالف عسكري استراتيجي في الشَّرق الأوسط، يُعرف بالاسم المختصر MESA، وإن كان الاسم الشائع له هو Arab NATO، الناتو العربي. وكان هذا التَّحالف في الأصل اقتراحًا للرَّئيس الأمريكي السَّابق، باراك أوباما، تقدَّم به عام 2015م، لكنَّه فشل بسبب خلافات الدُّول المعنيَّة، وهي دول الخليج الست، ومصر، والأردن، ومن المفترض أن تشاركها إسرائيل. وقد نشرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل خبرًا مستقلًّا، تزامنًا مع الخبر آنف الذِّكر، عن تردُّد أنباء عن دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى حضور مؤتمر وارسو، في 13 و14 من فبراير 2019م.
يشير المقال أنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تلقَّى دعوة لحضور المؤتمر الَّذي دعا إليه الرَّئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في العاصمة البولنديَّة، وارسو، بهدف التصدِّي لنفوذ إيران في الشَّرق الأوسط. ولم يقرر نتنياهو حتَّى ذاك الوقت مشاركته في المؤتمر المزمع عقده في 13 و14 فبراير 2019م، إلى جانب وزراء خارجيَّة دول الخليج، الَّتي تشترك مع إسرائيل في تعرُّض أمنها للتهديد على يد إيران. وقد أعلن موقع هآرتس الإسرائيلي في 30 يناير من عام 2019م، أنَّ نتنياهو سيحضر المؤتمر المزمع عقده في وارسو. حضر نتنياهو المؤتمر الَّذي انعقد في وارسو يومي 13 و14 فبراير 2019م، وأدلى بعد انتهاء جلساته بصريح حضَّ فيه الزَّعماء العرب على مواجهة الخطر الإيراني، باعتباره أولى من القضيَّة الفلسطينيَّة.
وتشير افتتاحيَّة مقال، نشرته صحيفة ذا تايمز أوف إسرائيل، إلى أنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، قد ذَكَر أنَّ أربعة من وزراء الخارجيَّة العرب قد عبَّروا عن تأييدهم حقَّ إسرائيل في حمايَّة نفسها من العدوان الإيراني، مضيفًا أنَّ الدُّول العربيَّة شبه مستعدَّة لتكوين ‘‘روابط أكثر وديَّة’’ مع إسرائيل، في إشارة ضمنيَّة إلى وجود ‘‘روابط’’ مع تلك الدُّول من قبل، أسهمت التَّهديدات الإيرانيَّة في تقويتها؛ بغرض تأسيس جبهة مشتركة لمواجهة الخطر الإيراني على الشَّرق الأوسط. أشاد نتنياهو بما أعتبره ‘‘كسرًا للمحظورات’’ بمشاركة عشرة من وزراء الخارجيَّة العرب معه منصَّة مؤتمر وارسو، مضيفًا أنَّ أربعة من هؤلاء الوزراء وجَّهوا إلى إيران انتقادات لاذعة بطريقة مباشرة، مكررين ما كان يقوله هو منذ سنوات. غير أنَّ نتنياهو لم يكشف عن هويَّة هؤلاء الوزراء، الَّذين لم تُنقل كلماتهم إلى وسائل الإعلام بسبب عقْد المؤتمر في جلسات مغلقة، مكتفيًا بتصريحهم بحقِّ إسرائيل في الدِّفاع عن نفسها في مواجهة إيران.
أشار نتنياهو إلى أنَّ القضيَّة الفلسطينيَّة أثيرت مرَّة واحدة خلال جلسات المؤتمر، ‘‘لكنَّ المسؤولين العرب آثروا التُّركيز على الشأن الإيراني’’، معتبرين أنَّه أولى بالتَّعامل. ولعلَّ أهمَّ ما صُرِّح به في هذا الصدد، أنَّ المسؤولين العرب، ممَّن ألقوا كلمات خلال المؤتمر، أيَّدوا الرأي الرَّسمي الأمريكي، الَّذي يعتبر أنَّ السَّلام الإسرائيلي-الفلسطيني لا سبيل لتحقيق، إن بقيت المعضلة الإيرانيَّة دون مواجهة.


ويظهر نتنياهو في الصُّورة، وهو يصافح وزير خارجيَّة عُمان، الَّتي زارها رسميًّا أواخر أكتوبر 2018م، لبحث سُبل تعزيز مساعي السَّلام في المنطقة، واعتُبرت عُمان بذلك أولى محطَّات نتنياهو في الدُّول العربيَّة، المتوقَّع أن تعلن جميعها تطبيعًا رسميًّا للعلاقات مع إسرائيل، على اعتبار أنَّ إيران هي عدو كافَّة دول الشَّرق الأوسط، بما فيها إسرائيل.

نتنياهو يزور سلطنة عمان لبحث “سبل دفع عمليَّة السَّلام في الشَّرق الأوسط”
جاء في بيان صدر من مكتب نتنياهو بعد عودته إنه التقى بالسُّلطان قابوس.
وقالت وكالة الأنباء العمانيَّة الرَّسمية إن السُّلطان قابوس استقبل نتنياهو في “بيت البركة”.
وجاءت الزيارة النادرة إلى عمان بعد أيام من زيارة قام بها الرَّئيس الفلسطيني محمود عباس للسلطنة استغرقت ثلاثة أيام والتقى خلالها أيضا بالسُّلطان قابوس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى