مقالات

لماذا انقلب إعلام العسكر على السعودية؟

د. عز الدين الكومي

كاتب مصري
عرض مقالات الكاتب


على غير العادة وبعدما كانوا كما يقول المثل الشعبى:”راسين في طاقية”و……..” شن رئيس تحرير صحيفة “الجمهورية المصرية”، “عبدالرازق توفيق” هجوما لاذعاً على المملكة السعودية رداً على انتقادات كتاب سعوديين تناولت سيطرة الجيش المصري على اقتصاد البلاد .
وكان قد قال الكاتب السعودي خالد الدخيل: “ما يحصل لمصر في السنوات الأخيرة يعود في جذوره الأولى إلى أنها لم تغادر عباءة العسكر منذ ١٩٥٢، انكسرت في يونيو ٦٧ وتبخر وهج ٢٣ يوليو كما عرفه المصريون والعرب، لكن سيطرة الجيش على السلطة وعلى اقتصاد مصر لم يسمح ببديل سياسي اقتصادي مختلف”.
وفي عدد من التغريدات، انتقد الكاتب السعودي “تركي الحمد” الجيش المصري وسيطرته على الاقتصاد قائلا:
“لدينا نموذجان لمصر: مصر المزدهرة قبل عام 1952، ومصر الطموحة بعد ذلك التاريخ، وفي المقابل هنالك مصر بواقعها الحالي، أي مصر البطالة، وأزمات الاقتصاد والسياسة ومعضلات المجتمع وتقلباته الجذرية العنيفة التي لا تنتمي لأي نموذج، ملكيا كان أم جمهوريا، فما الذي حدث لمصر الثرية بثرواتها وإمكانياتها، والتي كانت تُقرض المال وتساعد المحتاج، وها هي اليوم أسيرة صندوق النقد الدولي، مشرئبة العنق لكل مساعدة من هنا أو هناك، وهي أرض اللبن والعسل؟”.
وعن السبب فيما وصل إليه الوضع في مصر قال:”هيمنة الجيش المتصاعدة على الدولة- وخاصة الاقتصاد- بحيث لا يمر شيء في الدولة المصرية إلا عن طريق الجيش، وبإشراف الجيش، ومن خلال مؤسسات خاضعة للجيش ، ولصالح متنفذين في الجيش”.
ورداً على هذا الكلام قال رئيس تحرير صحيفة الجمهورية “عبدالرازق توفيق”بمقال حمل عنوان “الأشجارالمثمرة.. وحجارة اللئام والأندال”، كال فيه المديح لحكمة الموقف المصري والإدارة الرشيدة للتحديات والضغوط، وأن حالة الثبات والصمود في مصر قد أزعجت البعض ممن نحسبهم أشقاء وأصدقاء، واصفاً دول الخليج بأنها تعانى من الهشاشة البشرية والحضارية، وأصبحت فى غفلة من الزمان تحمل اسم «دول».
واختتم مقاله قائلاً: “أقول في النهاية إن مصر أكبر وأعظم من أحاديث الإفك التي يروجها الأندال والأقزام واللئام والحاقدون، وكل شيء فيها يمضي إلى الأمام على طريق تحقيق أهدافها وتطلعات شعبها، لكن شكراً للمحن والشدائد والأزمات، لأنها تعرفنا الفرسان من الأندال..أولاد الأصول من اللقطاء «الشبعان»إلى محدث النعمة، ولا يحق للحفاة العراة الذين ارتدوا أفخر الثياب مؤخرًا التطاول على مصرزينة وأمّ الدنيا. فلوحدث مكروه لمصر فلن يبقوا دقيقة واحدة بعدها،لأنهم مجرد تفاصيل وتوافه وجذوع نخل خاوية”.
ومن الواضح أن مقال الكاتب التحريضي جاء بأوامرعليا وتوجيه مباشر من جهات معروفة حظيت يوماً بالتدليل والرز الخليجي الذي انهمر على عسكر كامب ديفيد عقب الانقلاب العسكري المشؤوم في 2013.


وهذا طبيعي جداً أن يعض الكاتب وأشباهه اليد التي امتدت إليه بالنعمة،لأنها لم تطعمه من جوع، ولكنها أطعمته لتخريب وطنه وقد جرت سنة الله أن من أعان ظالماً سلطه الله عليه.
لأن هؤلاء الذين وجه لهم الكاتب السباب والشتائم، ووصفهم بأنهم دويلات – حفاة عراة – أندال – لئام – لقطاء – محدثي نعمة – أقزام صغار – هم الذين مولوا الانقلاب العسكري، وتسببوا في سفك دماء آلاف الشباب الأبرياء!.
ولا أدري لماذا يتطاول هذا الكائن على أسياده الذين صبوا عليه المليارات التي أهدرها العسكرعلى مشروعات فاشلة ، أو ذهبت إلى كروشهم وحساباتهم خارج البلاد، والتي قدرت بنحو 92 مليار دولار بحسب مانشرته صحيفة القبس الكويتية.
وأعتقد أن هذا الهجوم قد جاء بعدما أعلنت دول الخليج أنها لم تعد تعطي هبات وعطايا بغير حساب أو بدون مقابل، فضلاً عن تنفيذ أوامرصندوق النقد الدولي، لرفض الجيش الانسحاب من الحياة المدنية السياسية والاقتصادية.
كما أن الدول الخليجية أدركت مؤخراً أن الأموال التي قدمتها للعسكرلم تدخل الاقتصاد المصري، ولكنها هُرِّبت خارج البلاد بحسابات سرية لصالح قادة المؤسسة العسكرية.
إن السعودية تريد أن تنهي مماطلة الجنرال في تسليم جزيرتي تيران وصنافير بحسب ما ذكره موقع “أكسيوس” الأميركي الذي نقل عن مصادر أميركية وإسرائيلية أنّ مصر أوقفت تنفيذ اتفاقية تيران وصنافير مع السعودية وحكومة الاحتلال.
كما أن الإمارات استحوذت على النصيب الأكبر من الأصول المباعة في أسواق النخاسة بالجملة والقطاعي، وهو ما أغضب السعودية، فضلاً عن خذلان السعودية في حربها في اليمن، بل على العكس وثق الجنرال علاقته مع الحوثيين وإيران، لابتزاز السعودية، للحصول على مزيد من الرز !!.
فيا أصحاب السمو والمعالي ألستم أنتم من دعم المنقلب على إرادة الشعب؟ وقدمتم له مليارات الدولارات ليقتل بها الشعب الذي اختار من يحكمه لأول مرة في تاريخه؟!
فلا تشتكوا من بذاءات صبيان النظام الانقلابي العسكري وأراجوزات إعلامه، لأنكم توقفتم عن مده بالرز، ونحن نعلم أنكم ستجبرون على مده بالمليارات، ليستمر في مسلسل تدمير وخراب البلاد وإذلال العباد، كما هو مرسوم له،لكن سيتم ذلك عندما تصدر لكم الأوامر من الكفيل الأعلى! ولا تلوموا إلا أنفسكم أن رضيتم بهذا، ودعمتم الظالم.
وغدا ستجنون ما صنعت أيديكم؛ فإن حق المظلوم لن يضيع عند الله تعالى.
ولله الأمر من قبل ومن بعد..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى