اقتصاد

العالم الثالث والفجوة الحقيقية الكبرى

المهندس محمد شعبان أمين مصري-
محترف بإدارة المشاريع وباحث في الإستراتيجيات وعلاقتها بالإدارة|

سؤال يطرح نفسه، لماذا يطلقون على العالم العربي والشرق الأوسط دول العالم الثالث؟

و إن كنا كذلك كما ينعتوننا أو يصنفوننا فلماذا نحن بهذه المرتبة وما هي سمات وصفات مواطني دول العالم الأول؟

قطعاً الإجابة وبلا شك إنهم دول متقدمة في كل شيء (علمياً وصحياً وزراعياً وصناعياً وتكنولوجياً وثقافياً وحربياً) 

إلى آخره.. كل هذا عظيم، لكن دعوني أستكمل تساؤلاتي وأستوضح معكم بعض النتائج، هل المواطن بهذه الدول له دور فعال في تقدم دولته الإجابة: (قولاً واحداً “نعم”) وبكل تأكيد..

إذن فكيف يكون ذلك؟ بكل بساطة إن هذا المواطن قد وفرت ووضعت  له الدولة  نظام وسيستم متكامل منذ ولادته حتى أن يبلغ سن التقاعد فقد تم وضعه في منظومة مبنية على العدالة الاجتماعية  والتوازن في الدعم والخدمات 
المقدمة لكافة شرائح المجتمع ليكون لديه الحد الأمن من الاحتياجات الإنسانية  وفقاً (لهرم ماسلو) وبالتالي يكون المواطن قادر على الإبداع والنمو والتأثير والتطوير ويصبح له دور فعال حتى تكتمل المنظومة.

فكيف يتم ذلك وتصبح هناك منظومة التعاون المشترك  الفعال والتكاملية البناءة بين (الدولة المواطن) في دول العالم الأول؟

فنجد إنه من  أساسيات الموازنة العامة للدولة والمخصصات  المالية بهذه الدول هو تخصيص ميزانية سنوية (للبحث العلمي واللتطوير R.D).

وهى ميزانية مهما كانت تعاني الدولة اقتصادياً لا يمكن أن تقلل أو تجور على هذه المخصصات المالية مما يساعد هذه الدول على النهوض دوماً وأخذ الخطوات الاستباقية في مختلف الملفات والحقائب الوزارية   (الصناعية– التجارية_ الزراعية– الصحية_ البيئية – إلى آخره) و هذا ما يؤهلهم إلى وضع الأجندة الاستراتيجية السياسية عالمياً كدول عظمى أو كما يقال “دول العالم الأول”.

على الجانب الآخر، نجد المواطن بدول العالم الثالث كما يطلقون عليه يعاني ويلهث ليل نهار لتوفير احتياجاته الأساسية الإنسانية كما ذكرنا منذ قليل ( المأكل والمشرب والسكن الأمن والعلاج والأمان الوظيفي) الذى يظل لعدة عقود بعمره هو شغله الشاغل الذى يعيش من أجله  ليل نهار حتى وإن تقاعد لم يصل إلى الإنجاز الذى يرضيه أو إلى تحقيق الذات و المأمول.

فتصبح الحقائق واضحة جلية أمام أعين الجميع لماذا تهاجر الكفاءات من دول العالم الثالث إلى دول العالم الأول  (الأطباء_ المهندسين_ المحاميين_ العمالة الماهرة) إلخ..،  والأسماء التي سطعت وأبهرت العالم الأول هم من مهاجري العالم الثالث فعلى سبيل المثال لا الحصر،” 
(د.أحمد زويل – مصري) ، (د.مجدى يعقوب – مصري) ،  (م. هانى عازر- مصري) ، (منير نايفة – فلسطين)
(م. رشيد اليازمى – مغربي)، (شادية حبال – سورية)، (م. زها حديد – عراقية)، (طونى تنورى – لبناني)، ( محي الدين معيتيق_ ليبي)”.

الكثير والكثير اللذين وجدوا من يقف خلفهم و يدعمهم  لترى أبحاثهم وأفكارهم النور ليفيدوا بها العالم والبشرية أجمع، كل هذا بفضل الخطط الاستراتيجية والوعي السياسي والعلمي الذي وفر لهم البيئة  الصحية والدعم الفعال لتكتمل المنظومة
ويتحقق الهدف المنشود بالشراكة بين (الدولة & المواطن).

إلى متى سنظل دول عالم ثالث؟ إلى متى سنظل دولاً و بلداناً طاردةً  للكفاءات؟.. إلى متى سيظل المواطن  لدينا كادحاً يلهث وراء احتياجاته الأساسية وينعت بأنه مواطن درجة ثالثة؟ 

أخيراً:

أعلم أن كلماتي لم تورق للبعض وربما للكثيرين ولكنها كمرارة الدواء الذي نتجرعه أخذين بأسباب الشفاء.

كلي ثقة في أبناء بلادي، كلي يقين أننا دوماً قادرون، كلي إيمان بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ومن هذا المنبر الموقر أناشد كل متخذ قرار بكافة أنحاء  العالم العربي والمجتمع الدولي.

“ادعموا شبابكم واستثمروا طاقاتهم فهم من بنوا وسيظلوا يبنوا ويطورا العالم أجمع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى