ثقافة وأدب

لو أنكَ..

عالية محمد علي

شاعرة عراقية
عرض مقالات الكاتب

لو أنك أبطأت قليلاً خُطاكْ
وتوقفت لبرهة قبل الحدود
وألتفتَّ الى الوراء
إلى ماوراء تلال الخوف
لبرهة.. لبرهةٍ من وقت
ربما كنت فيها مستيقظة
من وسنيّ..
في طريقي لمشوار غامض
يقودني وبنصف أغماضةٍ.. إليك
لكنك دوماً على عَجل
تحمل على كتفك الموجوع قهراً
حقيبة ثورة وبضع منشوراتٍ وهموم..
تحثّ خطى التشظّي
وتجمع قطع جسرٍ كالأحجية
لمغادرة الوجع الكالح لشوارعنا الكادحة..

تابعنا في فيسبوك

لو أنك تمهلت
لربما كان لنا في عش مهجورٍ لطائر
لقاء على الحافات الحادّة لجسر الأحرار
لقاء على القوافي الصرعى في شارع المتنبي..
لقاء.. وفي شارع النهر تُهديني وردة.
لربما قادت الصدفة أقدامي إليك..
صدفة ما
ولا بدّ من صدفة لو أنك تمهلت.

صدفة
تُطيحُ بأقدارِ موتنا السريّ
في أخر الزمان وتصرعه
كان يليق بنا أن نلتقي
ولا معنى أخر للصدفة غير لقائنا
لنحمل معاً هواجس كأس مرارنا وتاج شوكِّنا..
لعلّه أقل مرارة يكون والعوسج ينقلب.


حرير.
ياعشب الروح المائل حزناً
هب لي بعض الحزن
كي ألقاك
وشيئاً من الشجن وبعض من شهيق ثوراتك.. كي أتحرر وأتبعك
وشيئاُ من نثار الترقب.. كي أتوجسك
وكتفك المُنتظِرْ يترقب طيفي الهائم
كي يستكين..
فحين نويت الغربة دون علمك
كنتُ أضلُ طريقي ولاتدري كم تعثرت
باحثة عن يدك تُنهضني
وضوءٌ بعيد
لثائر أنارَ الطريق
ودون قصد كان عُتمتّي
فنارٌ أنتَ لمهاجريّ العوز والخوف
اللاشرعييّن..
الا أنا
يالطيش أقدرانا الساحقة..
ألقتنا مكبلين
تحت قطار التوقيت السيء
كان ممكنا أن نلتقي
تحت رماد المنايا
تحت الأيقاع الرتيب للهوامش
تحت المظلات المفتوحة
التي هاجمها.. المطر!
آآآآآه.. يا أنتَ.. ياوجعي
أيها البرق الممطر ورداً
بعد الآهة الألف.. بعد سرب فراشاتك الليلية
أقبض كفّي على قلبي فلا أجده..
وكم حكمتني مجاهيل الصُدّف
ورغم المسافة.. رغم زيف الأمنيات
أنتظرتك طويلاً في محطات
غيابك..
وحين أخذتَ حقيبة نبضي معك
غادرتني كل الأشياء..
منتظرة في كل المحطات.

قلبي
فمن يأتيني بكما.. تُرى، يوماً
هل يستبيحك النسيان
ويُسقطُ عنك توت عشقك
للمفردات التائهة.. وضلعك المكسور حنيناً
أتُراكَ تنساه.
وسعفة عراقية جبيرته
امرأة الضماد التي أحبتك
دون أن تدري..
هب لي
شيئاً من حمّى ظهيرتك.. كي أُنُضج عليه رغيف..

اقرأ: كيد النساء.. هجرها زوجها وبقصيدة أرجعته نادمًا

لهفتي
فأطعمك كسرة بملح وداع
لاحاجة لآستنطاق أحلامي
فهي عادةً تثرثر بكَ.. كثيرا
عزائي في نهاية المطاف
أنه لا للزمان ولا للمكان سلطة على
عاشقة..
خرقت قوانين الحب
وأحرقتها
وكتبت على الجدران.. قانونك!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى