مات الزوج الغني و خلف زوجة شابة وعددا من الأوﻻد وثروة طائلة..
تطلع الخطّاب للثروة أوﻻً، ثم لجمال المرأة وغضاضتها ثانيًا رغم زهدهم ومقتهم للأوﻻد.
اقتنص الفرصة خاطب غريب مجهول الهوية وأغرى الأرملة الشابة حتى أوقعها في شركه.. فاستحوذ عليها بالحرام قبل إعلان الزواج الصوري على الورق.
حقق مبتغاه فيها ليحقق المبتغى الأكبر وهو استحواذ الثروة، فحصل له ما أراد، وصار وصيا ووليا وناظرا على الأوﻻد القاصرين.
استمتع بالأم وتصرف بالمال وظلم الأوﻻد أيما ظلم،
كبر الأوﻻد وطالبوه بحقوقهم، فكان الصد والرد والإمعان في الظلم. ولكنه كان يرضي بفتات من المال والمكاسب بعض الأوﻻد الذين يداهنون له ويسكتون على أفعاله ويصفقون له ويسايرونه.
اجتمع الأوﻻد عدة مرات لمناقشة وضعهم تحت سلطان زوج أمهم الغاصب فلم يصلوا إلى نتيجة لعدم اتفاقهم…
استنجدوا بالجوار فاختلفوا في أمرهم فمنهم من أخذته الرحمة فسارع في نجدتهم، ومنهم من صدهم وادعى أنهم تمردوا على سيدهم الذي رباهم وفي أنفسهم كانوا يقولون لو آزرناهم لتمرد علينا أبناؤنا وطالبونا بحقوقهم وأتعبونا، ومنهم من توقف خائفا من بطش هذا الظالم، ومنهم من توقف حائرا في كل ما يرى وﻻ يريد المغامرة، استنجدوا بأقربائهم فلم يكونوا أحسن حاﻻ من الجوار.
في معمعة هذه الحيرة والتردد والخوف والانتصاف المنقوص تحير الأوﻻد ماذا يفعلون فقرر بعضهم الرجوع للبيت مع إخوتهم المداهنين المنتفعين راضين بالظلم متفادين التردد وظنون الاحتماﻻت، وبقي الآخرون في تمردهم وتشردهم ووضعوا أيديهم في أيدي الأخيار والأشرار والتجار والفجار وعباد النار لينتصفوا لهم، وقام الانتهازيون يتسولون باسمهم يعطونهم من الجمل أذنه وهم يبتلعون الجمل بما حمل.
ذهبوا للحقوقيين والمحامين عن حقوق الإنسان فوجدوهم مشغولين بحقوق الحيوان – …. –
أقاموا بين المزابل والقمامات وفي الأكواخ القديمة والمخيمات .. وحلموا بالبيت الأبيض فكان الحلم أسود.. عملوا عند الأصدقاء بلقمة عيشهم وبشيء من كرامتهم، وعملوا عند غيرهم كالعبيد، وبعضهم ركب البحر متحملا الصعاب متخليا عن جنسه وجنسيته وأصله وفصله كافرا بقيم الأخوة والقرابة والجوار ،
أما أمهم فقد تناوب عليها كل طماعي الأرض وتناوؤوا وتصارعوا ثم توافقوا أن تكون لكل واحد حصة منها فبعضهم أمسك برجلها وبعضهم بيدها وبعضهم بثدييها يحلبهما وبعضهم بسوأتيها وبقي الرأس عند المنتزي الأول زوجها بالحرام.. وأما الأوﻻد الذين في حجرها وتحت رعايتها صاروا تحت رحمة – بل لعنة – كل هذه العصابات، والقلة القليلة من المخلصين المتعاطفين يحاولون تخليص الأم وأوﻻدها من أيدي السفاحين المنتزين الفجار، وﻻيزالون.
والأوﻻد بعضهم مات في حجر أمه والآخرون خائفون جائعون ينتظرون مصيرهم، والبعيدون مشردون ينتظرون الفرج لهم والخلاص لأمهم وما تبقى من إخوتهم…
امتلأت جيوب التجار، تجار الدماء والأعراض والنار والسلاح على حساب المساكين الأم وأوﻻدها..
أما الجوار والأقرباء والأرحام صاروا يلومون الأوﻻد الثائرين لماذا تورطوا.. ولماذا لم يحسبوا حسابهم بشكل صحيح .. ولماذا .. ولماذا .. ولماذا .. ؟؟؟
والثلة القليلة من المنصفين يسعون في إنقاذهم وردهم ﻷمهم وتخليصها من المغتصبين والطامعين .. وأصواتهم تملأ الفضاء ويتردد صداها في الآفاق .. ولكن .. مالهم سوى رحمة الله ثم الاعتماد على أنفسهم ﻻستعادة حقهم مع التوكل على الله وإعانة المخلصين .. ودعاء الصادقين..
من منشوراتي لعام ٢٠١٤ م في فيسبوك
فهل تغير شيء الآن عام ٢٠٢٣ م !!
لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ..سنثأر لأمنا لدينها و لحقنا و لعرضها و لكل شيء يخصنا و يخصها هذا عهدنا مع الله