فنجان سياسي

مرايا… حقبة تاريخية تعيد صياغة مفهوم الولاء والبراء


فراس العبيد/
ﻻ شك أنّ لوحات “مرايا” للفنان السوري، ياسر العظمة، شكلت تسجيلاً دقيقًا لمرحلة تاريخية عاشتها “سوريا”، امتدت زمنيًا منذ ثمانيات القرن الفائت، وحتى اللحظة التي “جلس فيها” العظمة على كرسيٍّ مستخدمًا “اليوتيوب” للإطلالة على جمهوره.
المشكلة التي حصدت جدلاً حول “تصريحات العظمة” اﻷخيرة حول البيئة الشامية، والدراما، والواقع السوري، هذه المرة كانت من برجٍ عاجي تربع فوقه الرجل، عند إطلالته التي كان ينتظرها جمهوره ربيع العام 2011، فمدرسة “مرايا” تتلمذ ضمن أروقتها الكثير من الشباب الذي هتف “الموت وﻻ المذلة”، رافضًا تلك الحقبة السوداء في تاريخ سوريا.
مشكلة العظمة أنه مجرد مؤدٍ بارع، ومؤرخ لفترة زمنية، أغفل أنّ للفن رسالة، وهي اﻻنحياز إلى “الحق”…
“الحق” ليس كما يراه فريقا الصراع، إن جاز المسمى، وإنما هي “أزمة أمة”، غاب عنها معاني “الوﻻء والبراء”، بالتالي؛ لم تدرك أنّ “الرمادية”، مجرد “رقصٍ على الخط الفاصل بين الحق والباطل”، ويصدق في أولئك قوله تعالى: “مذبذبين بين ذلك ﻻ إلى هؤلاء وﻻ إلى هؤلاء”. النساء: 143
أقول؛ من الطبيعي أن يتهافت الجميع ليرمي ياسر العظمة بسهم، المعارضة والمواﻻة، وأيضًا إن جاز المسمى.
إنّ الوﻻء لدين الله تعالى، واتباع الحق، وإﻻ فإنّ العظمة ذاته سقط في هاوية الحلقة التي سجلها وصورها، وأخرجها، تحت عنوان “ديوان النكتة، والوالي سكجك”، فهو بناءً على ما سبق، مجرد حالة خرجت بضوء أخضر من أجهزة المخابرات للتنفيس عن الاحتقان الشعبي.
ويحضرني كيف منعت إحدى لوحات مرايا، قبل إذاعتها على الشاشة السورية، قبل نحو 20 عامًا، وبحسب المسؤول الذي أقرّ أمامي أنها ليست المرّة اﻷولى، يبدو أنّ العظمة غاب أو نسي، ونسي معه من اتهموه من رويبضات العصابة النصيرية.
بالمحصلة؛ العظمة كزملائه من “الممثلين” المنفصلين عن الواقع الذين انقطعوا عن أحوال الشارع، بل لم يخرجوا عن سياق إدمان “العلاقة مع السلطة”… فهي التي سمحت لهم، كما أسلفت، أن يقولوا ما يتفق وهواها، وما تريد تمريره.
ولعل ما غاب عن “العظمة” و”غيره من زملاء الكار”، أنهم يعرفون ما يدور “خلف الكواليس” إﻻ أنهم خلطوا بين المشاهدة والتفسير، ﻷسبابٍ مختلفة يطول سردها، لكن خلاصتها ذاك “اﻻرتباط الفج” مع “النظام”.
بالمختصر؛ “ياسر العظمة” شيء و”مرايا” شيء آخر، إنها مجرد توثيق وشاهد على حقبة حافظ اﻷسد، ووريثه، دونتها ووافقت عليها أيدي العصابة، لتكون عليهم حسرةً وندامةً، إن فقهوا.
أمّا العظمة فقد اختار اللون الرمادي، لذي ترفضه الفطرة، ويرفضه المنطق والعقل، فسقط حتى وإن كان شيخ الكار وهذا ﻻ ينكر.
ما يهمنا أنّ الساحة الشامية أحضرت بفضل الله تعالى مفاهيم غائبة، منها “الوﻻء والبراء”، والسعيد من بحث عنها في أمهات الكتب الشرعية، وآيات الكتاب الحكيم واضحات في هذا اﻷمر محكمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى