مقالات

السيسي والهند وصفقات السلاح المشبوهة والملغومة!

ياسر سعد الدين

كاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

مع أن جيش مصر في عهد السيسي منشغل في التجارة والزراعة والمقاولات وصناعة البسكويت والمعكرونة، ومع أنه لا يتوقع له أن يخوض حربًا سوى حرب الاحتفاظ بالسلطة ومنافعها والتي لا تحتاج لسلاح ثقيل أو مستورد، فإن مصر في عصر السيسي تتصدر قائمة الدول الأكثر استيرادًا للسلاح عالميًا محتلة المركز الثالث. وبحسب تقرير لبلومبيرغ عن زيارة السيسي للهند، فإنه من المتوقع أن يكون شراء طائرات تيجاس وطائرات هليكوبتر مقاتلة خفيفة من نتائج هذه الزيارة وثمراتها.

رئيس وزراء الهند أعلن بحضور السيسي أن التبادل التجاري بين البلدين الذي يصل ل 7 مليارات دولار في الوقت الحاضر، من المخطط أن يرفع إلى 12 مليار، ولا يُستغرب أن تكون ال 5 مليارات الجديدة مخصصة في أغلبها لصفقات أسلحة.

لماذا يشتري السيسي هذه الأسلحة؟

دأب نظام السيسي منذ وصوله بانقلاب دموي للسلطة على شراء السلاح من دول مختلفة، وهذه الأسلحة لن تستخدم على الأرجح، وقد دفعت الخزينة المصرية بمبالغ ضخمة لذلك والبلاد في وضع اقتصادي شبه منهار، وهي عاجزة حتى عن دفع فوائد ديونها فتلجأ لبيع أصول البلاد الاستراتيجية لرأس المال الأجنبي –ومنه ما قد يكون معاديًا لمصر دولة ومكانة- بطريقة مشينة ومهينة لمصر وشعبها؟ وهل فعلا كما يقال، إن مهمة السيسي الحقيقة هي تدمير مصر لتلتحق بدول عربية كبرى منهارة (سوريا والعراق واليمن) وإن كان بطريقة مختلفة، تمهيدا لشرق أوسط جديد، تهيمن عليه الدولة العبرية؟

استقبال رسمي كبير في عيد الهند الوطني

،إذا كان الرجل المهزوز والمهتز يقود بلاده للإفلاس والانهيار؟ فلماذا هذا الاستقبال الكبير، ولماذا تتعامل الهند مع السيسي بطريقة ترضي غروره ونرجسيته؟ ربما أن الهند تسعى لأن يكون لها نصيب في الشراء والتسوق من أصول مصر مقابل ثمن الأسلحة، في سعي الهند نحو النفوذ والتوسع غربا! وبعيدًا عن مجال الأسلحة يعلن البلدان عن تعاونهما الوثيق في مكافحة الإرهاب “الإسلامي”. وهكذا يقدم السيسي مصر الأزهر غطاء للجرائم الهندوسية المتطرفة في الاعتداء على المسلمين واضطهادهم وتدمير مساجدهم والذي يجري من شهور وأعوام على يد حكومة مودي الهندوسية المتطرفة.

خمسون مليار دولار نفقات مصر على الأسلحة خلال بضع سنوات

في تقرير نشره موقع عربي بوست في شهر أيار من العام الماضي جاء فيه أن مصر السيسي أنفقت أكثر من 50 مليار -حتى ذلك التاريخ- في صفقات سلاح متعددة من دول مختلفة أهمها الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا (من ضمنها طائراتها الفاشلة رافال). صفقات الأسلحة هي بمثابة رشاوي سياسية للحصول على الاعتراف الدولي وصمت الدول على جرائم السيسي وانتهاكاته المشينة لحقوق الإنسان، واعتقاله الآف من سجناء الرأي السياسيين (الدول الغربية)، ومحاولة بناء جسور مع قوى عالمية (روسيا) للظهور بمظهر الزعيم الكبير وللاستعانة بها لحماية نظامه إن استدعت الحاجة (ما قبل حرب أوكرانيا). كما أن صفقات الأسلحة تمتاز بالعمولات الضخمة ،وبالتالي فإن مجال النهب فيها واسع لحكومات الغارقة في الفساد، وهي سبيل لتحويل عشرات ملايين الدولارات لأرصدة في الخارج، كتأمين لمستقبل الطاغية إن اضطر للهروب من مصر.

أغاث الله مصر وأهلها وأهلك الظالمين والطغاة ومن يساندهم ويعينهم في ظلمهم وبغيهم وتجويعهم لشعب كريم!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى