فنجان سياسي

الطاغوت يغضب ﻹحراق القرآن.. مستغفلاً المغفلين


فراس العبيد/
عندما كنّا صغارًا حضرت فيلمًا تحت عنوان “الشيطان يعظ” للأديب المصري، نجيب محفوظ، وبعيدًا عن التفاصيل التي لا تعنينا، انتقلت بطفولتي إلى العنوان، مستنكرًا، إمكانية سماع موعظة من “إبليس”.
لا يختلف اﻷمر كثيرًا هذه اﻷيام، فقط أدركت معنى “العنوان”، و”رأيته” مثلكم جهارًا نهارًا، في كلّ مرةٍ يستهزأ فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يحرق فيها “المصحف الشريف”.
ويصر العلماني العربي والأعجمي، على التصريح بموقفه، وﻻ أظنه يعلم أنّ في اﻷمة من المستضعفين اﻷشداء من يجرأ على الرد عليه بالقول؛ بأنه من “أكابر المستهزئين بالقرآن”… بل إنه من “المُحرّقين الممزقين له”… كيف لا وقد رضي بالتحاكم إلى “الطاغوت” أو “الياسق”.
والحافظ ابن كثير ذكر ذلك باقتضاب في تفسير قول الله: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة:50] قال: “مثل ما يتحاكم به التتار إلى كتابهم الذي يسمى الياسق”.
ويتلاعب العلمانيون مهما كانت مراتبهم ومناصبهم، بعواطف أمة غافلة مكلومة؛ متفاخرين بعلمانيتهم، أو حكمهم العلماني “اللاديني”، داعين غيرهم إلى تطبيقهم، حكامًا ومحكومين، ثم يتبجح بالدفاع عن “القرآن” الذي حاربه ومزق تعاليمه أصلاً، “فاستخف قومه فأطاعوه”… فهو “حقا طاغوت بامتياز يستغفل المغفلين”.
أمّا الصامتون فمثلهم كمثل تلك العبارة التي مرت أمام مسامعكم مثلي، على لسان علاء وليّ الدين، الذي يصف أحلامًا وآمالًا للشباب تبخرت أمام أعينهم.. وليس في اليد حيلة، يقول؛ “أنا حلمي كان صغير، وفضل يصغر يصغر لحد ما اختفى، وما بقتش أقدر أشوفه”.
من فيلم “عبود على الحدود”، مصير اﻷحلام الصغيرة اﻻختفاء… ومصير أصحاب الهمم العالية والعقيدة الواضحة الصافية، النماء وخلافة راشدة على منهاج النبوة.
شربت فنجان قهوتي المرّ، ليست قهوةً مرةً… هي فقط مرارة الصنع، فالبائع غشاش، واستحضرت عبارةً أعتقد أنها تناسب علمانيو هذا الزمن، بل هي أصدق ما نطقوا به؛ “احنا لو دخلنا الجنة، مش هنلاقي حد نعرفه”. من فيلم “الراقصة والطبال”، على لسان عادل أدهم.
ما المطلوب منّا…؟
المقاطعة لا تكفي، والعودة إلى تعاليم “كتاب الله تعالى” التي فيها “سبيل النجاة”.
والله غالب على أمره

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى