مقالات

“الجماعات أو التنظيمات الإرهابية” الكلمة المفتاحية في تعقيد ملف الحالة السورية

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي
عرض مقالات الكاتب


بشار الأسد وطائفته حملوا السلاح ضد التنظيمات والجماعات الإرهابية!!
حسن نصر الله وفئته الملعونة بادرت إلى سورية لقتال الإرهابيين والتكفيريين، وتبعته كذلك الميليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية والإيرانية ومن تجحفل معها من قوى وأفراد ومنظمات وتنظيمات، حتى القوميون العرب تجحفلوا مع الشعوبية الفارسية، ضد الإرهاب والإرهابيين!!
الروس وصلوا إلى سورية عمليا منذ 2015 لقتال الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وسبقهم التحالف الدولي الأمريكي في العراق وسورية، والذي أعلن عن نفسه مقاتلا للإرهابيين، نصيرا للمستضعفين.
تشكلت قوات سورية الديمقراطية كميليشيا عسكرية تحت عنوان محاربة ومطاردة الإرهابيين في سورية، ويتشكل هذه الأيام تحالف “تركي – أسدي تحت” عنوان: محاربة الإرهابيين والفصائل الإرهابية في سورية!


إن عدد السكان الذين لم يبق منهم إلا نصفهم في سورية، يفرض علينا سؤالا رياضيا محضا: من هم الإرهابيون في سورية.. ومن هم الذين يقاتلونهم؟ يتحدث السيد بيدرسون عن خمسة جيوش أجنبية في سورية، ومع التسامح في العدد، كل هذه الجيوش ومعها جيش الأسد وجيش قسد، كلها تزعم أنها جاءت أو كانت لحرب الإرهابيين…!!

فمن يحل طلّسم الإرهابيين هؤلاء؟ وماذا يشكل هؤلاء من نصف السوريين المتبقين على الأرض السورية؟، ولو أدرنا السؤال على كل هؤلاء المحاربين للإرهابيين: من هم الإرهابيون في تصورهم أو في عقيدتهم القتالية؟ ربما نجد أجوبة عجبا, سيقول لك لافروف: أهل السنة هم الذين يجب أن يحال بينهم وبين حكم سورية. فهؤلاء خطر على سورية وعلى المنطقة. تصريح محفوظ، وليس كلاما مقدرا مرسلا.
وسيقول لك القسديون: العرب والترك هم الإرهابيون..
وسيقول لك الأسديون: كل من لم يخضع لبشار الأسد هو إرهابي..!!
وسيقول لك الأتراك: البي كا كا وكل تفرعاته هم الإرهابيون..
وسيقول لك الأمريكيون: بلسان الحال، كما قالها بوش الابن من قبل: كل من ليس معنا فهو ضدنا..
وسيقول لك الصهيوني: كل من يعيش بين الخطين الأزرقين من الفرات إلى النيل فهو الإرهابي الذي يسيطر على أرض إسرائيل المسلوبة..
وهكذا تبدو كلمة “الإرهابيين” في سورية لفظا مبهما، يوقعه كل فريق على من يشاء، وما يشاء بالطريقة التي يشاء، لتظل الرحى تدور على لحم حي، وهكذا تتحول قضية الشعب السورية بمعادلتها البسيطة من الدرجة الأولى “شعب يريد أن يعيش مثل كل شعوب العالم حرا كريما” إلى معادلة شديدة التعقيد كالتي تحدث عنها غير بيدرسون في الأمس في مجلس الأمن فقال: الأزمة في سورية معقدة فهي أزمة إنسانية- سياسية- عسكرية- أمنية- اقتصادية- وأزمة حقوق إنسان معقدة.. لا يمكن نصورها.، وحتى يمتلك السيد بيدرسون التصور الصحيح على السوريين في المعتقلات والمنافي أن يصمدوا.

تابعنا في فيسبوك


إن سورية المقسمة تحت وطأة أكثر من عشرة جيوش وميليشيات أجنبية، تحتاج إلى مقاربة من بنيها الأقرب رحما، والأكثر برا ، لكي يوضع قطار خلاصها عى السكة الصحيحة…
التنظيمات أو الجماعات الإرهابية نظير الغول في ثقافة العرب، أو سبدلا أيام الطفولة، لعلكم تعقلون، وما هؤلاء الأشرار الذين يتحركون بيننا إلا مثل آلهة التمر، يصنعونها ويعبدونها ثم يأكلونها، وصنعوا الحشد الشعبي وصنعوا تنظيم الدولة وصنعوا قسدا ثم حرّشوا بين الديكة، ثم صاغوا النظريات، وقرروا المقررات، ويحدثونك عن الإرهاب والإرهابيين.
ويزعمون أن عمر – رضي الله عن عمر – أمر بإحراق مكتبة الإسكندرية في القرن السابع ويكذبون، ثم لا يستحيون أن يحرقوا كتابا في القرن الحادي والعشرين. هل ترون من فرق بين من يحرق كتابا أو يحرق مكتبة؟ لعلكم ترجعون…


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى