مسجد “الحاج بُنّية” في مدينة بغداد عاصمة العراق
يقع هذا المسجد في مكان متميز من حي العلاوي بالكرخ التي تقع على الضفاف الغربية لنهر دجلة وتشكل شطر العاصمة العراقية بغداد.
سمي المسجد بهذا الاسم نسبة لمن بناه وهو الحاج محمود جاسم بُنّية الذي أسس المسجد عام ١٩٧١ لكن الموت عاجله قبل أن يرى مشروع المسجد متجسدا على الأرض، ومضى أولاده في ذات الطريق حتى تم افتتاح المسجد عام ١٩٧٤م.
تولى تصميم المسجد المهندس قحطان المدفعي، ويبدو أنه دمج في تصميمه بين ثلاثة من الأنماط المعمارية المعروفة وهي العربي والفارسي والتركي مع شيء من خيال المهندس، كما نرى في القبة التي منحها شكلا بيضاوياً غير مكتمل!
يمكن اعتبار المسجد لوحة فنية ساحرة، حيث يتجمل بمئذنة رائعة تتميز بارتفاع شاهق يصل إلى ٥٥م، بينما يصل قطرها إلى ٣م، وهي ذات ٨ أضلاع ومغمورة بالكامل بالنقوش والزخارف المبهرة، حيث جرى تلبيسها بالكاشي الكربلائي الأزرق.
ويزدان المسجد بقبة ذات شكل بيضاوي غير مكتمل، وهي قبة كبيرة يبلغ قطرها ٢٥م ويصل ارتفاعها إلى ٣٦م، وجرى تزيينها أيضاً بالكاشي الكربلائي الأزرق وتزخر بالنقوش القاشانية المذهلة!
المسجد مؤسسة متكاملة، فإلى جانب قاعة الصلاة التي تتسع لأكثر من ١٠٠٠ مصل، فإنه يمتلك أقساما ذات صلة بوظائفه المتصلة بالمجتمع؛ حيث يضطلع بمهمة تعليم النشئ تعاليم الإسلام؛ من خلال معهد إسلامي يتبعه ويضم سكنا لطلبة المعهد أيضاً، لكن تم دمجه بمعهد دعوي آخر في المدينة.
ويتزين المسجد بالنقوش والزخارف النفيسة، وبالخطوط العربية الجميلة، التي قام بنسجها الخطاط العراقي المعروف هاشم محمد البغدادي.
