مقالات

“كأس الخليج” لكرة القدم.. بين الربح العربي والخسارة الإيرانية

أ. د. عبد المجيد الحميدي الويس

سياسي وأكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب

في كأس الخليج العربي، ربح العرب وخسرت إيران، وربحت الشعوب العربية، وخسرت أنظمة الشر العربية، في كأس الخليج العربي أُخذ الإيرانيون وحكام الشر العرب من حيث لم يحتسبوا..

سنوات وسنوات ظلت كأس الخليج العربي وبطولتها ودورتها تحوم حول العراق، مرة تقترب، ومرة تبتعد، وكان المسؤولون العراقيون القائمون على الرياضة العراقية  يحاولون في كل مناسبة الحصول على الموافقة لإقامة البطولة العربية الخليجية في العراق، وتقربا من عرب الخليج، وابتعادا عن النفوذ الإيراني، وبالمناسبة فإن الرياضة هي المؤسسة الوحيدة في العراق التي ظلت خارج سيطرة العصابات الشيعية الشعوبية الفارسية المجوسية الإيرانية، ابتداء من حسين سعيد، إلى أحمد راضي الذي قتلوه غيلة، ومنعوا نصب تمثاله في ساحة النسور ببغداد، وعلى كورنيش البصرة، مع أنه من مواليد البصرة وسكانها قبل رحيله إلى بغداد؛ بحجة أنه تسنن بعد أن كان شيعيا، والحقيقة أبعد من ذلك فهو عربي ورمز من رموز العراق العربي، وله تخفق قلوب كل العرب، فقتلوه ليحرقوا قلوب العرب عليه كما حرقوا قلوب العرب على العراق العربي بسنته وشيعته.. كان هناك اتفاق سري بين إيران وحكام الشر العرب على سحق العراق وعزله عن محيطه العربي وقتل العراق والعراقيين، وإطالة أمد عذابات الشعب العربي.. وكذلك عملوا على قتل الشعوب العربية في سورية ولبنان واليمن كما قتلوا الشعب الأحوازي وباركوا للشاه ضم الأحواز العربية إلى بلاد فارس، وطمس هويتها العربية.. 

وهم أنفسهم من شجع إيران على تسمية الخليج الفارسي عندما حذفوا من أدبياتهم كلمة العربي ووقفوا عند كلمة الخليج، ورفضوا تسمية الخليج الإسلامي لأنهم يبغضون الإسلام أكثر من بغضهم للعرب، وبالمناسبة فمن يظن أن حكام إيران وحكام دول محور الشر من العرب فهو واهم..

استطاع الرياضيون العراقيون بعد جهد جهيد الحصول على إقامة كأس الخليج العربي في البصرة، ويسجل لقطر دعمها الكبير لهم، كون معظمهم عمل في أنديتها، وبنى صداقات عميقة مع مسؤولي الرياضة فيها، وكان المسؤول عن كأس الخليج العربي قطريا.. 

تابعنا في فيسبوك

المفاجأة لم تكن في المباريات، ولا في المستوى الفني للاعبين فقد كان المستوى الفني والأداء السابق لكل المنتخبات الرياضية سواء أكان المنتخب العراقي نفسه أم منتخبات الكويت والسعودية والبحرين والإمارات، كان أفضل، التحسن الطفيف ظهر على المنتخب العماني واليمني فقط في السنوات الأخيرة، أما في السنوات الماضية فلا يمكن لأحد من جيلنا أن ينسى فلاح حسن وعلي كاظم، وكاظم وعل، وحسن فرحان ومحمد طبرة وعدنان درجال، ورعد حمودي، وحسين سعيد وأحمد راضي وليث حسين وحبيب جعفر.. وكذلك جاسم يعقوب وفتحي كميل وأحمد الطرابلسي وماجد عبد الله وحمود سلطان الذي كنت أتمنى لو ظللت أسمع به ولا رأيته في برنامج الكاس الرائع، الذي ظهر فيه حمود سلطان بقطر بإحدى الحلقات بمنتهى البلادة والغباء والحمق والجهل.. فضلا عن أن شكله قبيح.. 

المفاجأة كانت في أمرين، الأمر الأول: في أهل البصرة، وشعب البصرة،  وطيبتهم وكرمهم، وهذا لم يكن غائبا عني، ولا غريبا علي، فقد زرت البصرة مرات، وعاشرتهم عن قرب، وقلت أنهم أكرم أهل العراق، بل أكرم العرب، مع أني ولدت في دير الزور المعروفة بكرمها، وعشت في الأنبار وصاهرتهم، وعشت في السعودية وخالطتهم، فمن حيث الكرم المادي يأتي السعوديون أولا، ثم الأنباريون، ثم أهل دير الزور، أهلي وبلدي ومسقط رأسي، هذا بتجرد، وكمقياس عام بعيدا عن الحالات الفردية، وناتج عن تجربة شخصية، لكن كرم أهل البصرة لا يقارن ولا يقاوم بمدى الطيبة والود والمحبة التي في قلوبهم، ويجودون بما عندهم على قلة وحاجة وفاقة.. وهذا هو الكرم الحقيقي، وأعلاه الكرم الأخلاقي، والجود بما عندهم، فهو مستعد أن يبيت ليلته بلا طعام، ويطعمك، وينام في العراء بلا غطاء، ويفرش لك.. وترى الفرحة والبسمة في وجوه كل أفراد العائلة بوجودك بينهم؛ بلا سابق معرفة، أو علاقة قديمة أو حديثة؛ مبنية على مصلحة أو منفعة كما هو دارج على علاقات وصداقات وتعامل أهل هذا الزمان.. 

الأمر الآخر: أن أهل العراق عموما، وأهل البصرة خصوصا، ضاقوا ذرعا بإيران وأذناب إيران وميليشيات إيران وحشد إيران وذيول إيران والولائيين لإيران وعصابات التهريب والمخدرات والقتل والجريمة المنظمة الإيرانية.. 

وكفروا بإيران ومذهب إيران وتشيع إيران الذي لم يجلب لهم إلا الخراب والدمار والفساد والرذيلة، وكلها صفات ذميمة لم يعرفها الشعب العراقي إلا بعد أن غزته إيران بدعم من حكام محور الشر الخليجي، وخطأ ارتكبه صدام بتهوره المعروف، حين مكن الجبناء والخونة والعملاء والسفلة من رقابنا حين احتل الكويت بفخ نصبه له أعداء الأمة العربية وبعض حكامها اليهود الصهاينة الخونة لإنقاذ حافظ الأسد، حيث كنا ننتظر ساعة الصفر للتوجه إلى دمشق بعد أن أنهينا كل الاستعدادات لذلك.

كانت كأس الخليج الفرصة الذهبية التي سنحت للعراقيين جميعا، ولأهل البصرة خصوصا، وكذلك للشعوب العربية الخليجية؛ لتكسر حاجز الصمت والجفاء والبعد والخوف والرعب، وتفصح عما في نفسها، وتعبر عن مكنونها العظيم، بحبها الكبير للعراق وللعرب، وحقدها الدفين الذي انفجر كرهها وبغضا لإيران، ومقتا لأذناب إيران وذيول إيران وعصابات إيران..

فكان هذا الجنون البصري العراقي تجاه العرب، وهذا العشق العربي والحب العربي لإخوانهم العراقيين.. الذي شكل صدمة لإيران وذيولها، وصدمة لحكام محور الشر الخليجي والعربي، الذين وإن أظهروا الابتسامة الصفراء كما أظهروها لقطر أيام كأس العالم بالدوحة، فيظهرون فرحهم المزيف، ولكنهم يخفون السم الزعاف، والحقد الأسود، واللؤم والكره والتآمر والعمل السري مع الصهاينة وأعداء الأمة في الليل والنهار لإيذاء العراق وإيذاء أمة العرب، ولكي ينالوا من العروبة والإسلام، ويصيبونهما بمقتل.. ولكن الله يفسد مكرهم، ويضعف كيدهم ويقلب سحرهم على ساحرهم.. 

عاش العراق العربي الحر الأصيل بشعبه وأرضه وسمائه ومائه وخليجه العربي، وشطه؛ شط العرب.. وعاشت أمة العرب من محيطها إلى خليجها، حرة كريمة عزيزة موحدة، والخزي والعار والهزيمة والمذلة لإيران وأذناب إيران.

كانت كأس الخليج العربي نصرا للعراق العربي، وللخليج العربي بامتياز، وهزيمة للمشروع الصفوي المجوسي الإيراني الفارسي بامتياز، والنصر الأكبر، والفرحة الكبرى يوم تنتصر دمشق وبغداد، وتتخلص من المجرمين الطغاة القتلة، وتهزم المشروع الشعوبي المجوسي الفارسي، وتتوحد أمة العرب، وتعود سيدة ورائدة للعالم كله، تحت راية الإسلام الحقيقي النقي، راية لا إله إلا الله محمد رسول الله..

والحمد لله رب العالمين..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى