مقالات

فوز عراقي ذو بعد آخر

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

فاز المنتخب العراقي ببطولة كأس الخليج، بعد أن تغلب على المنتخب العماني في ختام دورة خليجي 25، التي احتضنتها مدينة “البصرة” العراقية، وكان لهذا الفوز بعدٌ آخر هو الأهم بالنسبة لنا نحن العرب، حتى ولو كان المتبارون المتنافسون كلهم عرب! فما هو هذا البعد الذي نتحدث عنه ونعتز به؟
إنه البعد الذي أظهر لكل المتابعين، أن العراق ما زال بخير، وما زال عربياً، ولم تتغير ملامحه التي سعت الجارة اللدودة “دولة الملالي في طهران” أن تسلبه هويته العربية من خلال مشروعها الفارسي الذي عملت عليه طيلة أكثر من عقدين من الزمن، أي منذ مجيئ ميليشياتها الطائفية وحرسها الثوري واقتحامهم البوابة الشرقية، تحت ظلال القوات الأمريكية الغازية التي احتلت هذا البلد العربي الأصيل، بعد أن أسقطت نظام حكمه الوطني، لتضع مكانه عملاءً لها جاءت بهم على ظهر دباباتها.
لقد تبين لكل من تابع هذه البطولة أن الخاسر الأكبر فيها هم “ملالي طهران” وأذنابهم من التبع والأزلام، وأن الرابح الأكبر هم العرب حتى ولو اختلفت مسمياتها القطرية بين مملكة، وإمارة، وسلطنة، وجمهورية.
هذه المشاهد التي رأيناها على مدرجات الملعب وهي تكتظ بجمهور شباب العراق وشاباته وهم يحملون علم العراق ولا علم سواه، وقد اختفت فيها أعلام الميليشيات الطائفية، وصور ملالي طهران وقادة الحرس الثوري الإيراني، ولم نشاهد صورة للهالك “قاسم سليماني”، ولا للطائفي”أبو مهدي المهندس” التي كانت تضعها إيران في الساحات والأماكن العامة للدلالة على سيطرتها ونفوذها في مدينة “البصرة”- على وجه الخصوص- والتي اعتبرتها أنها أصبحت بحكم الواقع قضاءً ملحقاً بأقضية دولتها التي يحكمها الولي الفقيه،
هذه المشاهد هي الصدمة الكبيرة للملالي وللأتباع ولكل من يراهن على المشاريع الطائفية التي يراد منها تمزيق شمل العرب وطمس هويتهم العربية واستبدالها بهوايا طائفية لا مستقبل لها ولا عزة ولا كرامة لمن يحملها.
أكاد أرى في الجمهور الذي احتشد في الملاعب جماهير “ثوّار تشرين” الذين ملأوا الساحات منذ ثلاث سنوات في عموم مدن الجنوب العراقي والذين أقضوا مضاجع حكوماتهم العميلة لإيران وهم يهتفون:
“بغداد حرّة حرّة
إيران تطلع برَة.”
تحية لك ياعراق فقد كنت ولم تزل معقلاً للعروبة رغم أنف الملالي ومن تبعهم من أراذل العرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى