مقالات

نحن أصحاب القضية

مرهف الزعبي

ناشط سوري
عرض مقالات الكاتب

قالها ثوار سورية بكل شجاعة أمام من اغتصب قرارهم، وسَيَّد نفسه قائداً، أو ممثلاً، أو وصياً عليهم، عبر مظاهرات في جنوب سورية، وشمالها أعادت للثورة روحها من جديد لتؤكد للعالم أجمع بأن الشعب السوري الثائر هو وحده من يمثل ثورته، ويتخذ قراراتها السيادية، والمصيرية، آنية، أو مستقبلية.
وما انتشار المظاهرات الغاضبة في الشمال السوري بعد تصريح المسؤولين الأتراك، ما كان ليكون لولا الخذلان، والطعنات التي تلقاها السوريون من الضامن الذي اتخذ من أعداء الشعب السوري من الروس، والإيرانيين أصدقاء، وحلفاء حقيقين له، وفرض على ثوار سورية تنفيذ ما تمَّ التوافق عليه في مؤامرات سوتشي، وأستانا من انسحابات صبَّت في صالح أسد على حساب دماء السوريين، وآلامهم، وعذاباتهم، ومنعهم من فتح معارك ضد أسد تنفيذاً لمؤامرات العار، والذل، والخيانة، ناهيك عن التقارب مع النظام الإجرامي في سورية والسعي للمصالحة بين المعارضة، ونظام أسد ليستثمر هذا التقارب سلعة مجانية لمادته الانتخابية فوق جماجم أكثر من مليون شهيد، في حين أبقى الشعب السوري الثائر خارج قضيته تمثيلاً، وقيادةً.

إنَّ عودة الروح الثورية لساحات التظاهر، وتأكيد المتظاهرين على عدم مصالحة أسد، وأنهم أصحاب القرار كانت رسالة شديدة اللهجة لكل الدول الممسكة بملف الثورة، ولكل من وطَّد علاقاته بدول، وأجهزة مخابرات ملخصها أن من خرج بوجه جبروت أسد، وإجرامه كي يسقطه، لن يصعب عليه إسقاط المعارضات السورية المأجورة، والمرتزقة بشقيها السياسي، و العسكري، وأنَّ ما وقعته من اتفاقيات، ومعاهدات مع أعداء الثورة ممن قتلوا الشعب السوري، وساهموا بطرده، وتهجيره من مدنه، وقراه، لن يكون إسقاطهم بعيداً، وليدركوا أنهم بارتهانهم للخارجي ساهموا بفقدان الثورة لرونقها، ولاحقوا أصحاب الحق من ذوو الشهداء، والمعتقلين، وزجَّوا بهم في السجون، ولجموا أقلام الأحرار المنادين بتحرير سورية. وطرد الغزاة، والمحتلين، ممهدين بذلك لسحب السلاح من أيدي الثوار كخطوة لحل سياسي مع حكم أسد الإجرامي رغم أن الثورة لم تنته، وسورية لم تتحرر، وحكم الأسد ما زال مغتصباً للسلطة. في حين يقبع الأحرار في المعتقلات، والمسالخ البشرية، والنازحون، والمهجرون يأنون عذاباً، وألماً، وقهراً نتيجة الواقع المزري الذي يعيشونه في مخيمات التشريد، والنزوح.

وهنا تنجلي الحقيقية، ويبرز التساؤل! من الذي أوكل للمعارضات السورية السياسية، والمسلحة تمثيل الثورة، أو قيادتها؟ ولماذا تصدروا ملفها رغم التباين، والاختلاف الكبير بين أهداف الاثنين؛ حيث تسعى الثورة إلى تغيير جذري في سورية على مختلف الصعد، بينما المعارضات تدأب للمشاركة في سلطة آل الأسد عبر حلٍ سياسي، وتزيل للأخير العثرات التي لم يستطيعوا إزاحتها بالقوة العسكرية، ومساندة دول، وميلشيات قاتلت معهم الشعب السوري الأعزل ليأتي الجواب بأنَّ كثرة اللاعبين الإقليميين، والدوليين، والملعوب فيهم ممن تصدروا المشهد الثوري؛ تجمعهم مصلحة واحدة لتعويم أسد، ونسف تضحيات شعب دولةٍ بأكمله ثار ضد الإجرام، والإرهاب، والإقصاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى