فنجان سياسي

إلى “ديمة”… وصيةً دمشقية


فراس العبيد/
ركنت القلم بعيدًا في تلك الزاوية الصماء… لديّ الكثير من اﻷسباب، ﻷصمت أمام تلك اﻷنثى، التي تعانقني على وسادتي، كل أمسيةٍ… فأبوح لها حتى ساعاتٍ متأخرةٍ من العتمة.
اخترت قديمًا أن أغازلها بالحروف.. قبل أن تتحوّل لغة الكلام إلى بندقيةٍ، يومها… عشقت “اﻻرتماء على كتف السمراء”… ونسجت ما ﻻ يعلمه غيرها من “القصائد الساخنة”…. كانت “ساخنةً بكل التفاصيل”…
ما لبثت أن توقفت عن البوح حتى استنهضت “ديمة” قلمي… كانت تشبهني… بل قطعًا أجمل… حتمًا ﻷنها تحمل في فؤادها “معنى اسمها”… تلك الصبية الدمشقية الممزوجة بالفرات.
لكنني لم أبح لها إﻻ عبر هذه السطور أنني ما عدت أسمع “فيروز”، واختفيت خلف أسماءٍ مستعارة… ربما ﻷنّ “اﻷسامي كلام… وشو خص الكلام”… ربما بل حتمًا ﻷن “عينينا هني أسمينا”.
لم يتغير بداخلي الكثير صغيرتي… أنا فقط هجرت الورق واتكأت على “كتف السمراء”… وربما يكون اللقاء موعدنا تحت نارنجة بيتنا في “حي ساروجة”، ونافورة الماء تبلل قطراتها خديكي.
قد أكتب مجددًا عن “امرأةٍ”… لكنني أخيتي اخترت ممارسة طقوس العشق علانيةً مع “دمشق” ولكن بالأحمر القاني.
وأستعير تلك الحروف أهديها الشام… من خلال تغرك حين يقرأ تدرك معاني وصيتي الدمشقية… لعلها تلثم هذي الحروف كما ألثمها شوقًا:
سأرسم من ملامحك القصيد
ويوحي طرفك الأخاذ ألواناً
تسافر بي
إلى عمق
بعيد
سأنزع من صراخ الصمت سوطاً؛ كي
يرافقني إذا ما خانني
بوحٌ بليد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى