النِّظام الإداريّ في عهد عمر بن الخطّاب

أحمد إبراهيم الرحال

كاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

هل يتمثُّل النِّظام الإداريّ في عهد عمر على العدل فقط أم كان هناك أسلوب إداري يدير المجتمع ؟؟
اعتمد عمر في نظامه الإداريّ بداية من التزامه بالقانون المنزل من السماء وقال منذ توليته : كيف بكم إن مِلتُ بكم عن كتاب الله هكذا (وأومأ برأسه ) فقالوا: والله لنقوِّمك بسيوفنا هكذا ، فقال : الحمد لله الذي كان من رعيّة عمر من يقوّمه إذا اخطأ .

تابعنا في فيسبوك

1-عدم اتِّخاذ القرار الخاطئ : كان عند عمر ثلاثة أوجه للشورى :
أ- مجلس المهاجرين والأنصار وكانوا مجلس النُّخبة فلايقطع أمراً إلَّا استشارهم ملتزماً قول الله عزَّ وجلَّ وأمرهم شورى بينهم وبذلك يكون القرار بالعقل الجمعي فنسبته أقرب للصواب من العقل الفردي .
ب- مجلس زعماء القبائل : عندما يكون الأمر متوسعاً أكثر كان يشاور بعد المجلس الأوّل مجلس زعماء القبائل مستفيداً من خبرتهم ومايرون في إصلاح أمرهم .
ج- عامة النَّاس : ينادي بالصَّلاة جامعة ويستشير النَّاس عامَّة عندما يكون ذلك عام في النَّاس ومثال ذلك عندما قرَّر تحديد المهر بألّا يتجاوز مهر فاطمة فردَّت عليه الشِّفاء بنت عبدالله فقالت ليس ذلك لك ياعمر وقد قال الله : وآتيتم إحداهنّ قنطاراً فلاتأخذوا منه شيئاً ، فقال أصابت امرأة وأخطأ عمر .

وبذلك يكون النِّظام العمريّ ذو عقل جمعي وتجاوز عيوب الدِّيموقراطيَّة التي تعتمد دائماً على عامّة النَّاس من الرُّعاع كما عابها افلاطون في مدينته الفاضلة وأسماها سفينة الحمقى ودعا إلى حكم النُّخبة ، وقد كان النِّظام الإداري يلجأ إلى ثلاث حالات كما أوضحنا فلايلتزم بالنّخب ولا بعامّة النّاس بل حسب تقدير الموقف لاتّخاذ القرار الصَّحيح .

2-محاربة الفساد : كان النِّظام الإداريّ لعمر يتيح المجال لعامّة النّاس بالاطلاع على أدقِّ التَّفاصيل والقدرة لعامَّة النَّاس على المحاسبة فلايدع في هذه الحالة أمراً مخفياً وألزم نفسه ومن تحته بذلك ومثال هذا عندما جاءه فيئ من القماش وقسمهم بين النَّاس وكان طويلاً فوجدوا أنَّ قميصه مكتملاً فقالوا له : من أين لك ذلك ياعمر ؟؟
فأجاب إني قد وصلت قميصي بقميص ابني عبد الله ، فكانت روح المساءلة والمحاسبة موجودة سلوكاً في عهده ولو كان لقميص يلبسه وكانت الشِّدة على عماله واللّين على العامَّة .

3-العدل : عندما جاء القبطي من مصر شاكياً ابن عمرو بن العاص عدل بأمره وأعطاه حقَّه وقال اضرب ابن الأكرمين ، وإن القصص الّتي وردت بالعدل مازالت النَّاس يردِّدونها كابراً عن كابر.

4-المساواة : كان يساوي بين الرعيَّة حتى أنَّ ابنه عبد الرَّحمن كان في مصر فأقام عمروبن العاص عليه حد الخمر دون الجهر بحدِّه فجاء بابنه وجلده مرة أخرى أمام النَّاس ، وحادثة جِبلَّة بن الأيهم عندما صفع أحد العامَّة في أنفه فأمره بالقصاص .
5-الحدُّ من الإسراف والتّبذير في كلِّ شيء .
6-اعتمد في حكمه مركزية البلاد .