فنجان سياسي

خلفيات خروج المقاتلين اﻷلبان من سوريا إلى أوكرانيا


فراس العبيد/
انتشرت صور تظهر “عبد الحكيم الشيشاني” أحد قيادات المجموعات اﻷلبانية الجهادية في أوكرانيا، بعد خروجه من إدلب، وسط تساؤلات عن خلفيات خروجه، وتوقعاتٍ بأن يتبعه القائد العسكري، “مسلم الشيشاني”.
بطش الهيئة:
يجزم المطلع في المحرر شمال سوريا، على أنّ التضيق على المهاجرين الجهاديين الذي تمارسه هيئة تحرير الشام، هو العامل الوحيد في انحياز المقاتلين اﻷجانب إلى مناطق أخرى، خاصة بعد تكبيل عملياتهم وملاحقتهم وسجنهم.
لكن لا يمكن التكهن بعدد الخارجين من المقاتلين اﻷلبان إلى أوكرانيا لقتال “الروس”، إﻻ أن المجموعة التي خرجت، انشقت مؤخراً عن الجماعة التي يقودها عبد الجشاري المكنى بـ”أبي قتادة الألباني”.
اقتلاع بالتدريج:
وتلعب تحرير الشام، على اقتلاع المهاجرين، من إدلب ومناطق سيطرتها بصورةٍ ممنهجة وتدريجية، خشيةً من رد فعل مناوئ لها في الداخل، والمؤشر الذي يقرأ من هذا التوجه الذي بدأ أساسًا منذ العام 2018، وارتفعت وتيرته مؤخراً، وجود مشروع التقارب التركي مع النظام.
إلى صفوف داعش:
وتوجه بالمقابل، عدد من المقاتلين من “جماعة الألبان” وغيرهم من التنظيمات الجهادية والسلفية الأخرى، إلى مناطق البادية للعمل تحت صفوف “تنظيم الدولة /داعش”.
تفكيك المهاجرين:
ويمكن فهم سبب توجه “تحرير الشام” إلى خطوة تسهيل خروج هذه الجماعات، حيث تساهم بتفكيكها لاحقاً، وتدير تركيا عملية التفكيك هذه، فهي التي سهلت دخول المقاتلين، وهي التي تسهّل خروجهم اليوم.
يذكر أن لـ”جماعة اﻷلبان”، بصمة واسعة في وقف تمدد قوات النظام، خاصة في جبهتي الساحل والغاب بريف حماة.
التفكيك جارٍ:
وﻻ يخفى أن “تحرير الشام” تستثمر في تبييّض صفحتها “أمام الغرب” عبر كسر شوكة التنظيمات الجهادية، حيث اعتقلت قيادات من المهاجرين، وأجبرت تنظيمات على حل تشكيلاتها، أو إجبارهم على القتال تحت مظلتها، تحت مسمى “غرفة الفتح المبين”، التي توصف محليًا بـ”المهين”.
أوكرانيا المستضيفة:
لا شك أن أوكرانيا لها حساباتها المستقبلية، لكنها تستثمر في إدخال هؤلاء المقاتلين مستفيدة من عدائهم العقائدي لروسيا، فهي لا تعارض انضمام المقاتلين الأجانب لمساندتها خاصة أن الحرب في سوريا أكسبتهم خبرة عالية وطويلة.
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، انتقل قائد جماعة “أجناد القوقاز” الشيشانية، مع عناصر من جماعته إلى أوكرانيا لمحاربة القوات الروسية.
وأكد موقع “المونيتور” الأمريكي نقلاً عن مصادر من داخل الجماعات الجهادية في سوريا “أن مقاتلين شيشانيين من “الأجناد” يقاتلون قوات النظام وميليشياته في ريف اللاذقية، وصلوا مؤخراً إلى أوكرانيا قادمين من إدلب شمال غربي سوريا”.
وتأسست “جماعة الألبان” في إدلب عام 2012، وتضم مجموعة مقاتلين ينحدر معظمهم من ألبانيا وكوسوفو ومقدونيا ووادي بريسيفو جنوبي صربيا.
وشاركت هذه الجماعة في المعارك ضد قوات النظام في مطار “أبو الظهور” ومدينة جسر الشغور بريف إدلب، وفي 2020 ظهر نشاطها بمنطقة الكبينة في جبال اللاذقية، إضافة إلى غربي حلب. ويترأس المجموعة كما أسلفنا عبد الجشاري (أبو قتادة الألباني)، وهو من مواليد سكوبي عاصمة مقدونيا الشمالية، وأدرجته وزارة الخزانة الأمريكية أواخر 2016 في قائمة الأشخاص المحظورين بسبب صلاته مع فرع “القاعدة” في سوريا.
الخلاصة:
شير تطورات اﻷحداث إلى مرحلة “تصفية المهاجرين” في سوريا، لتسريع المرحلة المقبلة، التي بلغت ذروتها مع التصريحات والتحركات التركية اتجاه “نظام اﻷسد”، الذين لن يدخل الساحة المحررة قبل إنهاء أبرز ملف وهو “التيار الجهادي السلفي”.
ويمكن القول:
إن تحرير الشام بقيادة “أبو محمد الجوﻻني”، هي الجهة الوحيدة اليوم القادرة على التعامل مع هذا التيار، وسبق أن أكدت دراسة لمؤسسة راند، أن اﻷخير قدم خدمة جليلة في تفكيك الجهاديين، لم يسبقه لها أحد من قبل. (بتصرف).
ويشبه الجوﻻني في سوريا بحكمتيار في أفغانستان، وشيخ شريف شيخ أحمد في الصومال.

صورة عبدالحكيم الشيشاني في أوكرانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى