مختارات

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة (138) الجزء الرابع: الدولة العثمانية 20 – سليمان الثاني بن إبراهيم

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب



ولد فِي 15 محرم سنة 1052 15 ابريل سنة 1642
تولى يوم السبت 2 محرم سنة 1099هـ = 8 نوفمبر 1687 م. بعد عزل أخيه
توفي فِي 26 رَمَضَان سنة 1102هـ = 23 يونيه 1691م عَن غير عقب.
وعمره 50 سنة، بعد أن حكم 3 سنوات وَ8 أشهر.
وَتَوَلَّى بعده أخوه السّلطان أحمد خان الثاني سنة 1102هـ
اسمه ونسبه:
السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان الثَّانِي ابْن السُّلْطَان إبراهيم الأول ابْن السُّلْطَان أَحْمد الأول ابْن السُّلْطَان مُحَمَّد الثالث ابْن السُّلْطَان مُرَاد الثالث ابْن السُّلْطَان سليم الثاني ابْن السُّلْطَان سُلَيْمَان القانوني ابْن سليم الأول فاتح مصر وَالشَّام ابْن السُّلْطَان بايزيد خَان ابْن السُّلْطَان مُحَمَّد خَان فاتح الْقُسْطَنْطِينِيَّة ابْن مُرَاد بْن مُحَمَّد ابْن يلدرم بايزيد ابْن مُرَاد بْن أورخان ابْن عُثْمَان خَان الْغَازِي (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص305، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 121، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 2/ 269)

تابعنا في فيسبوك


مولده:
ولد فِي 15 محرم سنة 1052هـ = 15 ابريل سنة 1642 (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص305، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص308)

ولايته:
عصر الضعف
لما تتالت الهزائم على العثمانيين، وحدثت الفوضى بسبب ذلك؛ اتفق العلماء والوزير على عزل السلطان محمد الرابع بن إبراهيم الأول وتولية سليمان الثاني (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 226، بترقيم الشاملة آليا)
وكان السُّلْطَان سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم أخو السلطان محمد الرابع معتقِلاً، فأخرجوه، وسلموا عَلَيْهِ بِالْولَايَةِ وَضربت باسمه السِّكَّة (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 122)
وكان عزل السُّلْطَان مُحَمَّد الرَّابِع وَتولية سليمان الثاني يَوْم يَوْم السبت ثَانِي محرم الْحَرَام مفتتح سنة 1099هـ. = 8 نوفمبر 1687 م. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص304، نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 64، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 122، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص308، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 226)
الذي كان يزيد عمره على أربع وأربعين عاماً. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 226، بترقيم الشاملة آليا)
فاغدق العطايا على الْجنُود وَلم يعاقبهم على عصيانهم الَّذِي كَانَت نتيجته عزل خَلفه وَلذَلِك مَا لَبِثت أن تمردت ثَانِيًا، وَقتلت قوادها، وحاصرت الصَّدْر الْجَدِيد سياوس باشا، فِي سرايه وقتلوه، وَسبوا أزواجه، فَكَانَت الأستانة فوضى، وانتهز الاعداء هَذِه الاختلالات والاضطرابات المستمرة لفتح الْحُصُون العثمانية. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص305)
أعماله وأهم الأحداث في أيامه:

  • انتهز الأعداء الفوضى التي جرت بعد تولي السلطان الجديد سليمان الثاني، حيث تمرد الجند، وقتلوا الصدر الأعظم سياوس باشا، وسبوا نساءه، فتقدم الأعداء في أملاك الدولة العثمانية، فأخذت النمسا كثيراً من المواقع والمدن ومنها بلغراد، كما أخذت البندقية سواحل دالماسيا (السواحل الشرقية لبحر الأدرياتيك) وبعض المواطن في بلاد اليونان وتوالت الهزائم. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 229، بترقيم الشاملة آليا)
  • ولما رأى السُّلْطَان توالي المصائب عزل الصَّدْر الأعظم مصطفى باشا، الَّذِي خلف سياوس باشا قَتِيل الإنكشارية، وَعين مَكَانَهُ كوبريلي مصطفى باشا، ابْن كوبريلي مُحَمَّد باشا الْكَبِير وَلم يكن أضعف همة من وَالِده وأخيه، بل كَانَ يُشبههُ فِي علو المكانة، ومضاء الْعَزِيمَة، فبذل جهده فِي بَث روح النظام فِي الْجنُود، باللين طوراً، وبالشدة أخرى، ومنعهم عَن اغتيال حُقُوق الاهالي، وَصرف لَهُم متاخراتهم من مَال الأوقاف، حَتَّى لَا يكون لَهُم حجَّة فِي اختلاس شَيْء من الأهالي، فانتظم حَال الْجَيْش وَصَارَ يُمكن التعويل عَلَيْهِ فِي الحروب، (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص305، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 231)
  • وَمن جِهَة أخرى سمح للنصارى في استانبول بِنَاء مَا تَهَدَّمَ من كنائسهم فِي الأستانة، وعاقب بأشد الْعقَاب كل من تعرض لَهُم فِي إقامة شَعَائِر دينهم، حَتَّى استمال جَمِيع مسيحيي الدولة وَكَانَت نتيجة مُعَامَلَته المسيحيين الأرثوذكس بِالْقِسْطِ أن ثار أهالي موره الأروام على البنادقة، فطردوهم من دِيَارهمْ لتعرضهم لَهُم فِي إقامة شَعَائِر مَذْهَبهم الارثوذكسي، وإجبارهم على اعتناق الْمَذْهَب الكاتوليكي، ودخلوا فِي حمى الدولة الْعثمانية طائعين مختارين لعدم تعرضها لديانتهم مُطلقًا (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص306، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص309، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 231)

هذه شهادة من أبناء النصارى على سماحة الاسلام الذي مانعمت البشرية بنعمة الأمن والطمأنينة على الدين والعرض والمال والدم إلا في ظله؛ لأن القرآن الكريم وسنة سيد المرسلين علمتهم ذلك، قال تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين} (سورة الممتحنة: آية 8). (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص309)
وَلما انتظم الْجَيْش وطهر من الأدران الَّتِي كَادَت تُؤدِّي بِهِ إِلَى الدمار، وساد الأمن دَاخل الْبِلَاد سَار بِنَفسِهِ لمحاربة الأعداء فاسترد فِي قَلِيل من الزَّمن مَدَائِن نيش وودين وسمندريه وبلغراد فِي سنة 1690م. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص306)
بَينا كَانَ سليم كراي خَان القرم يخضع ثائري الصرب وتيكلي المجري يرجع أقليم ترنسلفانيا إِلَى أملاك الدولة، وَبِذَلِك أعاد كوبريلي مصطفى باشا بعض مَا فقدته الدولة من الْمجد والسؤدد بِسَبَب ضعف الوزراء وَعدم اطاعة الانكشارية. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص306، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص308)
وشاء الله تعالى أن يختار الصدر الأعظم شهيداً في ساحة الوغى وهو ينافح عن حرمات الدين في أحد المعارك ضد النمسا الصليبية عام 1102هـ. (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص309)

  • تمكن الجنرال المجري كارفا من الإستيلاء على مركز إيالة أكري من العثمانيين، في صفر1099هـ = 1687م، وبذلك خرج شمال المجر من الحكم العثماني. وقد كان بالمدينة التي فتحها العثمانيون قبل 91 عامًا من تاريخ سقوطها حوالي 41 مسجدًا هُدمت جميعًا إلا مأذنة واحدة ما زالت باقية حتى الآن. وتحول جامعها الكبير إلى كنيسة القديس ليوبولد، فلا حول ولا قوة إلا بالله. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 227، بترقيم الشاملة آليا)
  • استمر التدهور في الدولة العثمانية، وازدادت شراسة الأعداء، حتى سقطت قلعة بلغراد في أيدي الألمان، في ذي القعدة 1099 هـ = 1688م بعد تسع وعشرين يوماً من حصار الجيش العثماني بداخلها، وتم تحويل مائة مسجد في المدينة إلى كنائس، بعد ذبح المسلمين الموجودين فيها. وكانت بلجراد مدينة إسلاميّة لعدة قرون من حيث العمران، وحركة العلم ورفع راية الجهاد. تحوّلت بعد سقوطها بسنوات إلى محاربة المسلمين، الذين حوَّلوها إلى إحدى أعظم مدن أوروبا حضارة. وقت أنْ كانت أوروبا تعيش في ظلمات الجهل والتّخلف، وقد صارت اليوم مدينة مسيحيّة في ظل الحرب الشّرسة التي تعرّض لها الإسلام والمسلمون في هذه الأرض. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 228، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص308)
  • تمكن القائد القرمي – التابع للدولة العثمانية – سليم كيراي في شعبان 1100هـ = 1689م من هزيمة الجيش الروسي، المكون من 300 ألف جندي والذي اقترب من حدود القرم، ثم اتجه نحو النمسا فاستعاد بعض المواقع التي أخذت مثل بلغراد كما أخضع القرم سليم كراي ثوار الصرب وفي الوقت نفسه أعاد تيكلي المجري إقليم ترانسلفانيا إلى الدولة العثمانية وبهذا استعاد العثمانيون شيئا من هيبتهم. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 231)
  • وفي محرم 1101هـ = 1689م رفع القائد البندقي الشهير موروسيني حصاره عن جزيرة “آغري بوز” الخاضعة للحكم العثماني بعد 106 أيام من الحصار والقتال الشرس، وقتل خلال ذلك 23 ألفًا من البنادقة، وقد أطلق البنادقة على القلعة 182 ألف طلقة مدفعية، لكن القلعة ظلت صامدة(الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 232، بترقيم الشاملة آليا)
    وفي شوال 1101هـ = 1690م تمكن الألمان من إسقاط قلعة كانيجة في أيديهم، وذلك بعد 158 سنة من سيطرة الدولة العثمانية عليها، لكن العثمانيين تمكنوا من استردادها بعد ذلك بوقت قليل. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 233، بترقيم الشاملة آليا)
    وفي ذي القعدة 1101هـ = 1690م استسلمت قلعة بنفشه للبندقية بعد مقاومة استمرت 14 شهراً، وتُعَدُّ قلعة بنفشه هذه آخر قلاع الدولة العثمانية في جزيرة المورة (اليونان). (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 234، بترقيم الشاملة آليا)
    وفي ذي القعدة: 1101هـ = 1690م انتصر العثمانيون بقيادة جركس أحمد باشا على الجيش الألماني في معركة زرنيت، ولم ينج من الجيش الألماني المكون من 26 ألف جندي سوى 200 جندي فقط!!! (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 235، بترقيم الشاملة آليا)
    وفي ذي الحجة: 1101هـ = 1690م تمكن العثمانيون من الاستيلاء على قلعة نيش من الألمان وذلك بعد حصار استمر 23 يوما. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 236، بترقيم الشاملة آليا)

وفاة السلطان سليمان الثاني:
وَفِي 26 رَمَضَان سنة 1102هـ = 23 يونيه سنة 1691 توفّي السُّلْطَان سُلَيْمَان الثَّانِي عَن غير عقب. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص306، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص309، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 237)
ومدّة سلطنته ثلاث سنين. (نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 64) وقيل: ثَلَاث سنوات وَثَمَانِية أشهر. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص306، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص309، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 237)
وعمره 50 سنة (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص306، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص309، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 237، بترقيم الشاملة آليا)
وَدفن فِي تربة جده السُّلْطَان سُلَيْمَان الاول. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص306، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص309، الموسوعة التاريخية 8/ 237)
وَتَوَلَّى بعده أخوه السّلطان أحمد خان الثاني سنة إثنين ومئة وألف ، ومدّة سلطنته أربع سنين. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص306، نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 64، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص309، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 237، بترقيم الشاملة آليا)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى