سياسة

ما خفي في الثورة السورية

العميد د. م. عبد الناصر فرزات

عرض مقالات الكاتب

جاءت الثورة السورية رداً على مؤامرة عالمية تهدف إلى طرد وتهجير السنة من سورية ودعم تشكيل الهيكل الشيعي في العراق وسورية ولبنان بدعم إيراني روسي وتوجيه أمريكي غربي.

حاولت أمريكا منذ بداية الثورة إخضاع الثوار والشعب السوري للإرادة الأمريكية والدولية، باستخدام كافة القوى الإقليمية وتدخل مباشر روسي (السيناريو الأمريكي ريتشارد بلاك)، واعتمدت سياسية التجويع والضغط على الشعب والثوار ودعم السلطة الحاكمة في دمشق سياسياً واقتصادياً، يدها في ذلك إيران والعصابات المارقة في كل من لبنان والعراق والمنطقة ودعم الشبيحة ليصبحو قادة وأصحاب القرار في الثورة، وإبعاد أصحاب الفكر والكفاءة الوطنيين السوريين عن مقاليد قيادة الثورة.

لقد أدركت أمريكا اليوم أنه لا يمكن  كسر إرادة الشعب الذي ضحى بمليون شهيد ومليون معتقل وضحى بالغالي والنفيس وصمد في وجه أعتى القوة العالمية لمدة أكثر من إحدى عشر عاماً من أجل الحفاظ على أهداف الثورة وكرامة الشعب الثائر ضد الظلم والفساد الطائفي، ضد نظام بشار وأزلامه وأعوانه.

ما يجري اليوم من اتفاقيات ومصالحات وتنالات ومقايضات هو الأخطر و لا علاقة للسوريين ولا قرار للثوار الأحرار فيما يحدث، وذلك من أجل إعادة تعويم النظام الطائفي الاستبدادي لبسط سيطرته على كامل التراب السوري.

إن سيطرة بشار على الشمال السوري بدعم وحقد إيراني وضغط روسي وتواطؤ أمريكي، وإعادة التطبيع مع نظام الإجرام هو شرعنة للفساد والقتل والتهجير والاعتقال وفتح مقابر جماعية لا يمكن حصرها وتسليم الأبرياء إلى مصيرهم المحتوم، وطرد ما تبقى من أهل السنة خارج سورية. وفي نفس الوقت وتزامناً مع ما يجري في سورية فإن الولايات المتحدة تؤمن الغطاء لإيران للعمل على تهجير وطرد السنة في العراق (تطهير عرقي بكل ما تعنيه الكلمة في سورية والعراق).

تابعنا في فيسبوك

لقد كان هدف المؤامرة واضحاً للسياسيين الأتراك منذ البداية في ظل الاحداث الدولية المتصاعدة بين القوى العظمى. وقد عجزت عن وقف المؤامرة والوقوف إلى جانب الشعب السوري، (من الواجب أن يكون الدور التركي أكثر فعالية لصالح الشعب السوري، ولكن؟…) لذلك عمدت إلى سياسة المسايرة لما يجري على المستوى الإقليمي والدولي، وتدخلت في سورية بهدف الحفاظ على مصالحها وتأمين حدودها وأمنها القومي وتقليص عدد المهاجرين السنة في كل من سورية والعراق. 

من الواضح اليوم أنه، أمام نظام بشار الطائفي المتهالك خيارين إما أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ويسقط في لحظة فارقة قد لا يتوقعها المحللون والسياسيون…  وإما أن تحاول أمريكا وإيران بتقديم الدعم الأخير له قبل هلاكه.. ولكن هو أقرب إلى الهلاك أمام صمود الشعب والثوار.

ليكن ما يكون لا بد لنا من الصمود واستمرار النضال ووصول الشرفاء أصحاب الكفاءة إلى سدة الحكم وقيادة سورية إلى بر الأمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى