مقالات

وفي جورج وسوف….عبرة وعظة!

ياسر سعد الدين

كاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

جورج وسوف أشتهر بمواقفه المداهنة وبشكل منحط للإسد، ففي بداية الثورة السورية وفي حوار مع مجلة “فنونك” التونسية قال ﻭﺳﻮﻑ: “ﺑﺪﻙ ﻗﻠﻚ ﺷﻲ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎ ﻭﻓﻲ ﺑﺸﺎﺭ ﺍﻷ‌ﺳﺪ ﺑﺎﻷ‌ﺭﺽ ﻭﻧﻘﻄﺔ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺴﻄﺮ ﺣﺎﺟﻲ ﺷﻮﻳﺔ ﺯﻋﺮﺍﻥ ﻳﺨﺮﺑﻮ ﺑﺒﻠﺪﻧﺎ”.

في عام 2016، وفيما كانت مضايا تحت حصار قاتل من قوات الأسد وحزب الشيطان، وأطفالها وأهلها يفتك بهم الجوع حتى موت بعضهم، وزع جورج وسوف صورا له أمام مائدة كبيرة من الشسوشي وهو يأكل بشراهة كنوع من التشفي والإنتقام.

استمر جورج وسوف بوقا لنظام القتل والدمار والبراميل المتفجرة، وتواصلت مواقفه المخزية حتى منحه الأسد جائزة الدولة التقديرية للفنون في عام 2019.

ويشاء الله سبحانه أن تتكرر مشاهد فقدان السفاح حافظ الأسد لإبنه البكر باسل، مع الشبيح جورج وسوف في موت أبنه البكر وديع ليذوق هو الآخر طعم فقد الأبن وهو المؤيد لقتل الأبرياء ظلما وجورا وفجورا. يموت باسل في حادث سيارة فاخرة وقد سرق ووالده أموال الشعب السوري، ويموت وديع في عملية تكميم معدة ليعالج سمنة مفرطة وقد سخر والده من سنوات من جوع الأبرياء في مضايا جراء حصار قوات بشار وزبانيته.

من أيام معدودات، كان جورج وسوف وثلة من “الفنانين” ممن ينشرون ثقافة الخنا والخلاعة في بلاد الحرمين وفي غيرها، يتراقصون ويتمايلون بمناسبة ما يسمونه رأس السنة. فهل يعي الذين يريدون أن يفسدوا على الناس دينهم وقيمهم وأخلاقهم وعقيدتهم، أن ربك بالمرصاد وأنه سبحانه وتعالى قاهر عباده بالموت، وأنه يمهل ولا يهمل وإن أخذه أليم شديد!

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. هنالك أناس يعيشون في غفلة و ضلال ، و هنالك أناس لا يستمعون للحق الأبلج و لا يستعملون عقولهم . كلا الصنفين تكرَرا في مسيرة التاريخ البشري فهلك السابقون و لم يتعظ أو يعتبر اللاحقون حتى لقد قيل “ما أكثر العبر و ما أقلَ الاعتبار”. حين لا يكون اعتبار ، فإن هؤلاء الناس قد جعلوا من حياتهم (( كذبة كبيرة )) بمحض اختيارهم من دون أن يجبرهم أحد على هذا المسلك الأعوج.
    تكرَر خلال التاريخ طغاة مستبدون استعبدوا من تحكموا فيهم و كان من أولئك فرعون الذي ضربه الله مثلاً في عدة آيات في القرآن الكريم متناولاً تفاصيل كثيرة حوله و لم تكن قصصه من باب التسلية ففرعون هذا نموذج يتجدَد في كل عصر ، وتحدَث رب العالمين عن قوم عاد مثلاً فقال عنهم (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً …) و أوضح لنا سبحانه و تعالى أمراً يجهله كثيرون (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأولَى…) أي ستكون عاد ثانية و ربما ثالثة و أقلها واحدة أخرى بدليل فهم الصحابة – رضوان الله عليهم – للآية الكريمة (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى … ) بأنه تكون جاهلية أخرى في المستقبل .
    بماذا يختلف فرعون الذي رفع شعار (أَنَاْ رَبُّكُمُ الأعلى) عن من كان له شعار مرفوع في شوارع حلب مثلاً “معاً للأبد يا حافظ الأسد” و هرطقة هذا الأجدب “ﻓﻲ الله ﺑﺎﻟﺴﻤﺎ ﻭﻓﻲ ﺑﺸﺎﺭ ﺍﻷ‌ﺳﺪ ﺑﺎﻷ‌ﺭﺽ” مع أن الله جلَ جلاله قال عن ذاته العليَة (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله). لا أتوقع من سفيه أن يكون مدركاً لحجمي حافظ الأسد و بشار ابن أنيسة زوجة حافظ الأسد فلقد كشف هنري كيسنجر بعد حرب الخليج المسماة “تحرير الكويت ” – و التي كان فيها جيش حافظ تحت إمرة الجنرال الأمريكي نورمان شوارتزكوف – للمذيع الأمريكي المشهور “لاري كينج” أن حافظ كان عميلاً لأمريكا ، أما بشار فقد قامت بتعيينه وزيرة خارجية أمريكا “مادلين أولبرايت” كرئيس متجاوزة نائبي حافظ ” عبد الحليم خدام و زهير مشارقة” .
    أمريكا هي التي دعمت بقاء حافظ رئيساً في بلد الانقلابات “سوريا” حتى وفاته و هي التي تدعم استمرار الطرطور الحالي في منصبه لأنها معنية بخراب و دمار سوريا .
    في أي بلد تحت سيطرة “عاد الثانية” أي الاستعمار الفرعوني ، توجد وظائف للطرطور المتحكم من ضمنها نهب ثروات البلد لصالح السيَد الذي قام بتعيينه . يقال أن الاثنين مع المقرَبين منهما قد نهبوا ما لا يقل عن 3 تريليون “أو 3 ألف مليار” دولار من ثروة سوريا خلال 52 عاماً أغلبها ذهبت للخارج إلى مكان يقول عنه بعض السياسيين الأوروبيين ” البلد الذي لا يشبع” . لماذا “أغلبها” ؟ لأنه كلما ازدادت نذالة الناهبين اللصوص ، قلَت عمولتهم على ما ينهبون. لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم ، و حسبنا الله و نِعم الوكيل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى