مجتمع

فجور على كوبري عام وفي وضح النهار…ومسؤولية السيسي

ياسر سعد الدين

كاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

انشغلت مصر وشغلت معها الشارع العربي بقصة مصورة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة، لشاب وفتاة يمارسان فعلًا فاضحًا على جسر في طريق عام وفي رابعة النهار. استنكر كثيرون في مواقع التواصل الأمر ومنافاته للأخلاق. وما لبثت النيابة العامة أن أمرت وبشكل سريع بإخلاء سبيل الشاب والفتاة (وهما طالبان في الثانوية العامة) بعد ضبطهما واستجوابهما وإقرارهما بارتكاب الفعل المخلِّ؛ بضمان مالي قدره ألف جنيه لكل منهما.

يتحمل النظام المصري الانقلابي وعلى رأسه السيسي، المسؤولية الأساسية في تدمير قيّم المجتمع المصري الأخلاقية وبشكل مبرمج ومتعمد، والتي نرى عديد من شواهدها ومشاهدها تتكرر كذبح للفتيات، وانتشار التحرش الجنسي وأخيرًا وليس آخرا واقعة الكوبري المخجلة والمخزية.

يمكن قراءة هذه السياسة وبعجالة من خلال النقاط التالية:

• سجن الكثير من الدعاة والموجهين والمفكرين، وإرهاب الآخرين لتخلو الساحة لأقزام ودمى همهم الأساسي تزييف ولوي النصوص الشرعية ،وتزوير الحقائق لتخدم السفاح ونظامه، مما حرم المجتمع المصري من التوجيه الأخلاقي والقيمي.

• دفع النظام للتوجيه الاجتماعي شخصيات وضيعة الأخلاق ومنحطة القيم لتتصدر المشهد ولتشكيل وعي زائف، في هذا السياق يمكن قراءة اختيار راقصة خليعة كأم مثالية.

• إعلام النظام ومسلسلاته وبرامجه التلفزيونية والتي تشيع الفاحشة في المجتمع بطرق مباشرة وغير مباشرة، وتظهر الملتزمين أخلاقيا ودينيا وقيميا كمرضى نفسيين ومعقدين.

• تدمير المنظومة التعليمية في مصر وانعدام الاستثمار في التعليم مقابل ضخ المليارات على القصور والمشاريع العملاقة لتتحول المدارس المتهالكة إلى أماكن مكتظة فيما المعلم يعاني يضنك العيش، وبالتالي خسرت مصر المدارس كمصدر تربية وتوجيه للمجتمع.

• في حالة الافتقار والضنك والتي أوصل النظام البائس المجتمع إليها، وجدت الكثير من الأسر حاجة ملحة لعمل الأبوين ساعات طويلة لتحصيل لقمة العيش المرة، مما حرم الأطفال من توجيه وعناية الأسرة، مما تركهم فرائس سهلة لمواقع تواصل اجتماعي تضخ السم الزعاف أخلاقيا وعقديا وبشكل متواصل.

• مقارنة مع تعامل النيابة العامة مع الموقوفين سياسيا وفكريا ومع الموقوفين أخلاقيا، يظهر أن التشجيع على الرذيلة من -خلال إطلاق فوري لسراح مرتكبي الجرم الفاضح مقابل غرامة صغيرة للغاية- هي سياسة الدولة ومنهجها.
إنها دولة السيسي، دولة الظلم والقهر، والقتل والفجور، والافتقار والجوع للأغلبية المسحوقة…والقصور والترف والمؤتمرات الباذخة للطبقة الحاكمة بالحديد والنار. دولة من قضاتها مرتشون ( المستشار سامي عبد الرحيم)، وقتلة على المنهج الداعشي (المستشار أيمن حجاج، نائب رئيس مجلس الدولة)، إما أعلاميوها فمطبلون وأبواق رخيصة، لا مصداقية في الطرح، ولا ماء في الوجه!!

ما الذي تبقى في مصر لم يدمره السيسي ؛المنظومة الاقتصادية والسياسية والأخلاقية والاجتماعية والتعليمية وحتى العسكرية؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى