دين ودنيا

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة (136)

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب


الجزء الرابع: الدولة العثمانية
18- السُّلْطَان إِبْرَاهِيم بن السُّلْطَان أَحْمد بْن مُحَمَّد
ولد فِي 12 شَوَّال سنة 1024هـ = 4 نوفمبر سنة 1615م
جلس على تخت الْملك بعد وَفَاة أَخِيه السُّلْطَان مُرَاد في 9 شَوَّال سنة 1049هـ
خلع نَهَار الْخَمِيس 16 أو 18 رَجَب سنة 1058 = 8 اغسطس سنة 1648م.
وَكَانَت مُدَّة سلطنته 8 سِنِين وَ8 أو 9 أشهر
وقتل سنة سنة 1058هـ بعد خلعه بـ 3 أو 10 أيام، وعمره 34 سنة
تسلطن بعده ابْنه مُحَمَّد الرَّابِع.
اسمه ونسبه:
السُّلْطَان إِبْرَاهِيم الأول ابن السُّلْطَان أَحْمد الأول ابْن مُحَمَّد الثالث ابن مُرَاد الثالث ابن سليم الثاني ابن سُلَيْمَان القانوني ابن سليم خَان الأول بن بايزيد ابْن مُحَمَّد الثاني الفاتح ابن مُرَاد الثاني بن مُحَمَّد الأول بن بلدرم بايزيد بن مُرَاد الأول ابن أورخان بن عُثْمَان بن أرطغرل ابْن سُلَيْمَان شاه السُّلْطَان الْأَعْظَم (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 13، تاريخ الدولة العلية العثمانية ص286)
وهو أَخُو السُّلْطَان مُرَاد الْمَذْكُور قبله (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 120)
أحد مُلُوك آل عُثْمَان قد تقرر أَن أصل بَيتهمْ من التركمان النزالة الرحالة من طَائِفَة التاتار وَيَنْتَهِي نسبهم إِلَى يافث بن نوح (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 13)
مولده:
ولد فِي 12 شَوَّال سنة 1024هـ = 4 نوفمبر سنة 1615م (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص286، خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 15).
صفاته وسماته الشخصية:
كَانَ ملكاً مُعظماَ حسن المنظر، سمح الْكَفّ، وَكَانَ زَمَانه أَنْضَرُ الْأَزْمَان، وعصره أحسن العصور، وأطاعته جَمِيع الممالك، وسكنت بيمن دولته الْفِتَن، واعتدل بِهِ الزَّمن (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 13)
وَكَانَ صَاحب طالع سعيد، مَا جهز جَيْشًا إِلَى نَاحيَة إِلَّا انتصر، وَلَا قصد فتح بلد إِلَّا ظفر، (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 14)
وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن السُّلْطَان إِبْرَاهِيم كَانَ مَيْمُون النقيبة، مَنْصُور الكتيبة، (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 15)

تابعنا في فيسبوك


ولايته:
السلطان إبراهيم بن أحمد (1049 – 1058هـ/1639 – 1648م):
لم يكن السلطان مراد الرابع بن أحمد الأول قد عقب ولداً ذكراً، (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص306، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 150)
ولم يبق بعد موت السلطان مراد الرابع من نسل آل عثمان سوى أخيه السلطان إبراهيم، الذي كان مسجوناً مدة سلطنة اخيه، (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص306، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 150)
ولما توفي السلطان مراد الرابع أسرع كبار المملكة إلى مكان الحبس ليخبروا السلطان إبراهيم بذلك، فعندما قدموا ظن أنهم قادمون لقتله، فخاف وذعر، ولم يصدق ماقالوه له، ولذلك لم يفتح لهم باب السجن، فكسروه ودخلوا عليه يهنئونه، فظن أنهم يحتالون عليه للاطلاع على ضميره، فرفض قبول الملك بقوله: إنه يفضل الوحدة التي هو بها على ملك الدنيا، ولما أن عجزوا عن إقناعه، حضرت إليه والدته وأحضرت له جثة أخيه دليلاً على وفاته، وحين ذلك جلس على سرير السلطنة. (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص306، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 150، بترقيم الشاملة آليا)
ثم أمر السُّلْطَان إِبْرَاهِيم بدفن جثة أخيه باحتفال وافر، وساق أمامها ثلاثة أفراس من جياد الخيل التي كان يركبها في حرب بغداد ثم مضى إلى جامع أيوب الانصاري، وهناك قلدوه بالسيف، ونادوا له بالخلافة. (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص306، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 150)
كان يقول عند ارتقائه العرش: الحمدلله اللهم جعلت عبداً ضعيفاً مثلي لائقاً لهذا المقام اللهم أصلح وأحسن حال شعبي مدة حكمي، واجعلنا راضياً بعضاً عن بعض. (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص306)
وجلس على تخت الْملك بعد موت أَخِيه السُّلْطَان مُرَاد (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص306، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 150، بترقيم الشاملة آليا، خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 13، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 120، نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 64)
فِي تَاسِع شَوَّال سنة تسع وَأَرْبَعين وَألف (1049هـ) (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 13، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 120، نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 64)
خلعه وتولية ابنه محمد الرابع.
أراد السُّلْطَان إبراهيم أن يفتك برؤوس الإنكشارية، فِي لَيْلَة زفاف إحدى بَنَاته على ابْن الصَّدْر الأعظم، لتذمرهم وانتقادهم على أعماله ورغبتهم فِي التَّدَاخُل فِي شؤون الدولة، وَالْخُرُوج عَن حدودهم، فَعَلمُوا بِقصد السُّلْطَان، وَتَآمَرُوا على عَزله، واجتمعوا بِمَسْجِد يُقَال لَهُ أورطه جَامع، وانضم اليهم بعض الْعلمَاء والمفتي عبد الرَّحِيم افندي، وأهاجوا عَسَاكِر الإنكشارية والسباه، وَقرر الْجَمِيع بعزله وتولية ابْنه مُحَمَّد الرَّابِع، الْمَوْلُود فِي 29 رَمَضَان سنة 1051 = أول يناير سنة 1642 م أَي الَّذِي لم يتم السَّابِعَة من عمره. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص288، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 156، بترقيم الشاملة آليا، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص307)
وتمت هَذِه الثورة وخلع عَن الْملك فِي نَهَار الْخَمِيس سادس عشر رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين وَألف (1058هـ) (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 15) وقيل: يَوْم 18 رَجَب سنة 1058 = 8 اغسطس سنة 1648م. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص288، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 156)

وَذكروا في سَبَب خلعه أَنه كَانَ ارْتكب بعض أُمُور تتَعَلَّق بهوى النَّفس، وَأطَال فِي تعاطيها حَتَّى مِلَّته أَرْكَان دولته، ثمَّ اجْتَمعُوا وخلعوه من السلطنة، وسلطنوا مَكَانَهُ وَلَده السُّلْطَان مُحَمَّد (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 15)
ولقد دافع عنه صاحب كتاب السلاطين العثمانيون، وقال إن الافتراءات الكاذبة التي قيلت في حقه أكاذيب مختلفة من قبل الذين أرادوا عزله، ثم قتلوه بعد ذلك. (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص306)
مقتله:
وَبعد خلعه بِعشْرَة أيام (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص288) أو ثلاثة أيام (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 15) أظهر السباه عدم ارتياحهم من الْملك الفتى، وطلبوا إعادة السُّلْطَان إبراهيم إِلَى عرش الْخلَافَة، فخشي رُؤَسَاء الْعِصَابَة الَّتِي عزلته من تغلب السباه وإرجاعه رغم أنفهم، وصمموا على قَتله، فَسَارُوا إِلَى السراي وَمَعَهُمْ الجلاد قره عَليّ وقتلوه خنقاً. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص288، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 156، بترقيم الشاملة آليا)
وكان مقتله سنة ثَمَان وَخمسين وَألف (1058هـ) (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 120)
وَبِذَلِك ارْتَاحَ خاطرهم واطمان بالهم، كَمَا قتلوا السُّلْطَان عُثْمَان الثَّانِي من قبله (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص288)
ومدّة سلطنته ثمانية سنين. (نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 64) وقيل: ثَمَان سِنِين وَثَمَانِية أشهر(سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 120) وقيل: ثَمَان سِنِين وَتِسْعَة أشهر (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص288، خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 15، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص307)
وسنه 34 سنة (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص288، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص307)
وَدفن فِي مدفن عَمه الصَّالح السُّلْطَان مصطفى إِلَى جَانِبه بِجَامِع أياصوفيا (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 15)
وَمِمَّا اتّفق لَهُ وَلم يتَّفق لغيره من السلاطين فِيمَا أعلم أَنه رأى سلطنة أَبِيه وَعَمه وأخويه وَولده. (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 15)


فَائِدَة غَرِيبَة:
وُجِدَ أن من ولي السلطنة وَكَانَ اسْمه إِبْرَاهِيم لم يتم لأَحَدهم أمرهَ إِلَّا قتل، وَقَالَ الرَّاغِب فِي محاضراته قَالَ أَبُو عَليّ النطاح كَانَ الْمهْدي يحب ابْنه إِبْرَاهِيم فَقَالَت لَهُ شكْلَة أم إِبْرَاهِيم أَلا ترَاهُ يَلِي الْخلَافَة، فَقَالَ لَا، وَلَا يَليهَا من اسْمه إِبْرَاهِيم؛ إِن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل أول نَبِي عذب بالنَّار، وَإِن إِبْرَاهِيم ابن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام لم يَعش، وبويع إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي فَلم يتم لَهُ الْأَمر، وَأحكم إِبْرَاهِيم الإِمَام أَمر الْملك فَقتل، وَتمّ لغيره، وَطلب الْخلَافَة إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الْحُسَيْن فَمَا تمت لَهُ، على جلالته وَكَثْرَة جَيْشه، وَقد بَايع المتَوَكل لِابْنِهِ إِبْرَاهِيم الْمُؤَيد فَلم يتم لَهُ وَقتل. (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 15)
أعماله وأهم الأحداث في أيامه:
الأحوال الداخلية:

  • كانت الأحوال الداخلية شبه مستقرة بسبب اصلاحات أخيه نحو الانكشارية، وتجديد الجيش، فاتجه إلى الاقتصاد في نفقات الجيش والأسطول وإصلاح النقد وإقامة النظام الضرائبي على أسس جديدة. (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص307)
  • استطاع الصدر الأعظم قرة مصطفى باشا أن يوقف تدخل النساء في شؤون السلطنة وتمكن من القضاء على محاولات رجال البلاط السلطاني لإفساد الدولة وقضى على العابثين والمفسدين وقاطعي الطريق في مختلف الولايات. (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص307)
  • وفي عام 1053هـ = 1643م توفي يحيى بن زكريا بن بيرام مفتي الديار العثمانية، تركي الأصل ولد ونشأ في استنبول، تولى قضاء الشام، ثم نقل إلى قضاء مصر، ثم قضاء استنبول، كان له شأن رفيع عند السلطان جمعت فتاويه في كتاب سمي فتاوى يحيى، له نظم منه تخميس البردة. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 152، بترقيم الشاملة آليا)
  • وفي سنة 1057هـ = 1647م غزا الشريف زيد بن محسن أمير مكة بلاد نجد، ونزل روضة سدير، وقتل رئيسها: محمد بن ماضي وولي عليها: رميزان بن غشام، من آل بوسعيد (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 154، بترقيم الشاملة آليا)
    الحروب والمعاهدات الخارجية:
    بلاد القرم:
    كَانَ السلطان إبراهيم غير ميال لمحاربة النمسا، فاطمأن خاطرها، وأوعز لأمير ترنسلفانيا بكف الْعدوان عَنْهَا، لَكِن كَانَ من جِهَة أخرى محافظاً على كَرَامَة الدولة، غير متراخ فِي معاقبة من يَمَسهَا بِسوء، أوْ يتَعَدَّى حُدُودهَا، وَلذَلِك افْتتح حروبه الخارجية بإرسال جَيش جرار إِلَى بِلَاد القرم، لمحاربة القوزاق الَّذين احتلوا مَدِينَة آزوف (شمال البحر الأسود على بحر آزوف)، فحاربهم العثمانيون، وأبلوا فيهم بلَاء حسناً واستردوا الْمَدِينَة مِنْهُم بعد أن أحرقوها، وَذَلِكَ سنة 1051هـ = 1641 أو 1642م (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص286، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 151، بترقيم الشاملة آليا)
    فتح قلعة أزاق
  • وَمن الفتوحات الَّتِي وَقعت فِي عَهده فتح قلعة أزاق وَكَانَ أهل دائرتها من الْكفَّار أظهرُوا الشقاق فَجهز إِلَيْهِم جَيْشًا فافتتحوها فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَألف (1052هـ) (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 14)
    فتح خانية (جَزِيرَة كريت):
    خَانِية هي أحد الْبِلَاد الْمَشْهُورَة بِجَزِيرَة أقريطِش بِفَتْح الْألف وَسُكُون الْقَاف وَكسر الرَّاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُثَنَّاة من تَحت وَكسر الطَّاء الْمُهْملَة وَفِي آخرهَا شين مُعْجمَة وتعرف الْآن بِجَزِيرَة كريت (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 14)
    من أعظم الجزائر وأكبرها، تشْتَمل على بلاد ورساتيق كَثِيرَة، وَذكر بعض من دَخلهَا أَن بهَا من الْقرى أَرْبعا وَعشْرين ألف قَرْيَة، وَأَن دورها ثلثمِائة وَخَمْسُونَ ميلًا وَذكر فِي كتاب الْفرس أَن دورها مسيرَة خَمْسَة عشر يَوْمًا، وَهِي ذَات رياض نَضرة وَبهَا أَنْوَاع الْفَوَاكِه وَالثِّمَار، وخيراتها وافرة، وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهَا من أحاسن الجزائر (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 14)
    وكانت جمهورية البنادقة تهيمن على الجزيرة وعلى الحركة التجارية في بحر إيجة مستغلين الصلح مع الدولة العثمانية، (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص286، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 151، بترقيم الشاملة آليا، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص307) فعزم السلطان إبراهيم على تدمير نفوذ البنادقة، فجهزت الجيوش والأسطول وأعلنت الحرب على البنادقة، واعتقل جميع البنادقة في طول البلاد وعرضها، وأمر بمصادرة أموالهم وممتلكاتهم. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 153، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص307، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 120)
    وَأرسل السُّلْطَان إِبْرَاهِيم إلى جزيرة كريت عساكره بالسفن الْكَثِيرَة، سيرت حملة إليها في عام 1055هـ/1645م، واستولوا على أجزاء منها، وَقدم عَلَيْهِم حَاكم الْبَحْر يُوسُف باشا الْوَزير، فَدخل الجزيرة، وحاصر قلعة خَانِية وافتتحها، وَكَانَ ذَلِك فِي عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخمسين وَألف (1055هـ) (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 14، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 151، بترقيم الشاملة آليا)
    وَأمر الْوَزير الْكَبِير حُسَيْن باشا الْمَعْرُوف بدالي حُسَيْن، وجهز مَعَه عدَّة من وزرائه وأمرائه إِلَى فتح الجزيرة بِتَمَامِهَا، فوصل إِلَيْهَا ونازل قلعة رتمو واستعان عَلَيْهَا باللغم، وَفتحهَا وَاسْتولى على جَمِيع قرى الجزيرة، وَلم يبْق مِنْهَا مِمَّا خرج عَن ملك آل عُثْمَان فِي تِلْكَ الجزيرة إِلَّا قلعة قندية، وَطَالَ أمرهَا مُدَّة مديدة، حَتَّى فتحت فِي زمن السُّلْطَان مُحَمَّد (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1/ 15، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 120)
    وَفِي سنة 1646م فتح أغلب الجزيرة، وَفِي السّنة التالية وضع الْحصار أمام مَدِينَة كنديا عَاصِمَة الجزيرة، لَكِن حَال دون إتمامه وَفتح الْمَدِينَة عصيان الْجنُود فِي الاستانة. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص288).

فانتقم البنادقة بحرق ثغور بتراس وكورون ومودون من بِلَاد موره، وَيُقَال أن السُّلْطَان أراد فِي مُقَابلَة ذَلِك قتل المسيحيين أجْمَعْ وَلَوْلَا مُعَارضَة الْمُفْتِي أسْعَدْ زَاده أبي سعيد أفندي لتم هَذَا الأمر، وَرُبمَا كَانَت هَذِه دسيسة فِي كتب الأفرنج إلا أنها تشهد على أَي حَال بِحسن سياسة هَذَا الْمُفْتِي، لسعيه فِي منع هَذَا الامر، الَّذِي لَو تمّ كَانَ يلْحق بالدولة عاراً عَظِيماً، كَمَا لحق بمسيحي أسبانيا لما ارتكبوه من الْقَتْل والفتك بِالْمُسْلِمين بعد فتح مَدِينَة غرناطة. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص287، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 151، بترقيم الشاملة آليا)

  • وقيل في سَبَب فتح جَزِيرَة كريت حِكَايَة غَرِيبَة، تكَاد تقرب من الرِّوَايَات الْمَوْضُوعَة، وَذَلِكَ أن آغا السراري قيزلر أغاسي كَانَ عِنْده جَارِيَة حسناء وضعت حَدِيثاً، فأعجبت السُّلْطَان واختارها لَأن تكون ظِئْرًا أَي مُرْضِعَة لِابْنِهِ الوحيد مُحَمَّد، ولشغف السُّلْطَان بالجارية ومحبته لابنها حصلت بعض أمور داخلية مكدرة، فأراد آغا السراري ملافاة لهَذِهِ الشقاقات العائلية أن يبتعد عَن الأستانة، بِحجَّة زِيَارَة بَيت الله الْحَرَام، ويستصحب الْجَارِيَة وَابْنهَا مَعَه، وَلما أذن لَهُ السُّلْطَان بذلك سَافر وبينما هُوَ فِي الطَّرِيق إذ هاجمته مراكب رُهْبَان مالطة وقتلوه وأخذوا الْوَلَد ظناً مِنْهُم أنه ابْن السُّلْطَان، وَلما تحققوا من غلطتهم، ربوا الْوَلَد على الدّين المسيحي وأدخلوه طائفتهم، واشتهر عِنْد الافرنج باسم بَدْرِي أوتوماتو أَي الاب العثماني (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص286)
    وَبعد ذَلِك نزل الرهبان إِلَى جَزِيرَة كريد، وأحسن البنادقة وفادتهم، فاغتاظ السُّلْطَان من ذَلِك غيظاً شَدِيداً، وَحبس قناصل البندقية وانكلترا وهولاندا، وَلم يفرج عَنْهُم إلا بعد أن أقنعه وزيره الأول بَأن أغلب هَؤُلَاءِ الرهبان بل كلهم من الفرنساويين، وَمَعَ ذَلِك فانهم غير تابعين للحكومة الفرنساوية، وَلَا لغَيْرهَا فهدأ باله، وَلكنه أمْر بتجهيز عمَارَة بحريّة قَوِيَّة لفتح جَزِيرَة كريد، لأهمية موقعها الجغرافي الْحَرْبِيّ عِنْد مدْخل بَحر أرخبيل اليونان، ولتوسطها فِي الطَّرِيق بَين الاستانة وَولَايَة الغرب، فجهزت الدونانمة، وسارت باحتفال زَائِد تَحت قيادة من يدعى يُوسُف باشا، إِلَى أن ألقت مراسيها أمام مَدِينَة خَانِية، أهم ثغور الجزيرة، فِي 29 ربيع الآخر سنة 1055هـ = 24 يونيه سنة 1645 وافتتحها بِدُونِ حَرْب تَقْرِيبًا لعدم وُصُول الدونانمه البندقية إليها فِي الْوَقْت الْمُنَاسب، (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص287)
    توقيع معاهدة صلح بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية.
    وفي جمادى الأولى 1049هـ = 1639م تم توقيع معاهدة صلح بين الدولة العثمانية في عهد “مراد الرابع” والدولة الصفوية، وانقطعت بهذه المعاهدة كل أسباب العداوة بين البلدين. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 149، بترقيم الشاملة آليا)
    انتصار الأسطول العثماني على الفينيقيين في معركة “أيبسارا” البحرية.
    شعبان 1057هـ = 1647م انتصر الأسطول العثماني بقيادة المشير عمار زاده محمد باشا على الفينيقيين في معركة “أيبسارا” البحرية أثناء فتح العثمانيين لجزيرة كريت الواقعة في البحر المتوسط. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 155، بترقيم الشاملة آليا).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى