المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة (134) الجزء الرابع: الدولة العثمانية 16- السُّلْطَان عُثْمَان بن أَحْمد خَان الأول بن مُحَمَّد الثالث

ولد فِي غُضُون سنة 1013 هـ
وَجلسَ على تخت الْملك 3 ربيع الأول سنة 1028هـ، وعمره نحو 13 سنة
خلع وقتل يَوْم 9 رَجَب سنة 1031هـ = 20 مايو سنة 1622م
فكانت مدة حكمه 4 سنوات و4 أشهر، وَقيل: 3 سِنِين و4 أشهر وَ4 أَيَّام.
وسنه عِنْد الْقَتْل نَحْو 18 أو 19 سنة َ

اسمه ونسبه:
عثمان الثاني بن أحمد خان الأول السُّلْطَان مُحَمَّد الثالث ابْن السُّلْطَان مُرَاد الثالث ابْن سليم الثاني بن سُلَيْمَان القانوني بن سليم الأول.

مولده:
ولد السُّلْطَان عُثْمَان الثَّانِي فِي غُضُون سنة 1013 هـ (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص276)

تابعنا في فيسبوك

صفاته الشخصية:
وَكَانَ عَالما فَاضلا شجاعاً مُطَاعًا شريفاً، يَدُور بِالسَّيْفِ والسنان، ويحمي بطوقه وطوعه بَيْضَة الْإِسْلَام وَالْإِيمَان. (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 117)
وكان صغيراً لم يزد عمره على الثالثة عشرة. (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص304، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 116، بترقيم الشاملة آليا)

ولايته:
تولي الحكم السُّلْطَان عُثْمَان بن أَحْمد خَان بن مُحَمَّد خَان، وَهُوَ ابْن أخي السُّلْطَان مصطفى بن مُحَمَّد، بعد الْقَبْض على عَمه مصطفى عزله، وقيل كان ذلك بتدبير أجنبي. (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص304، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 117، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 116)
وَجلسَ على تخت الْملك ثَالِث ربيع الأول سنة ثَمَان وَعشْرين وَألف (1028هـ) (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 117) وقيل: سنة واحد وثلاثين وألف (1031هـ) (نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 63)
وكان صغيراً لم يزد عمره على الثالثة عشرة. (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص304، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 116، بترقيم الشاملة آليا)
وَقيل: كَانَت سِنَّه حِين التَّوْلِيَة نَحْو عشر سِنِين (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 117)
ومدّة سلطنته سنة واحدة. (نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 63)

أعماله وأهم الأحداث في أيامه:

• كان أول ما عمله أن أطلق سراح القنصل الفرنسي وكاتبه ومترجمه الذين كان قد حبسهما عمه مصطفى الأول لتدخلهم في شؤون الدولة العثمانية، ولمساعدة أحد البولونيين على الهرب من السجن، واعتذر من ملك فرنسا عن هذا الحدث. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص277، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 116، بترقيم الشاملة آليا)
• وارسل مَنْدُوبًا لملك فرنسا لويس الثَّالِث عشر يُسمى حُسَيْن جاووش بِجَوَاب اعتذار عَمَّا حصل من الاهانة لسفيره وَبِذَلِك انحسمت هَذِه المشكلة (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص277)
• ثمَّ أصدر أمراً بتقليل اختصاصات الْمُفْتِي، وَنزع مَا كَانَ لَهُ من السلطة فِي تعْيين وعزل الموظفين، وَجعل وظيفته قَاصِرَة على الإفتاء، حَتَّى يأمن شَرّ دسائسه، الَّتِي رُبمَا تكون سَبباً فِي عَزله، كَمَا كَانَت سَبَباً عزل سلفه، لَكِن أتى الأمر على الضِّدّ بِمَا كَانَ يؤمل. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص277)
• ولما تدخلت بولونيا فِي شؤون إمارة البغدان لمساعدة جراسياني الَّذِي عزل بِنَاء على مساعي بتلن جابور أمير ترنسلفانيا واضيفت إمارته إِلَى اسكندر شربان أمير الفلاخ، وَصَارَت الإمارتان تابعتين لَهُ وبسبب هذا التدخل أعلن السلطان عثمان الثاني الجهاد ضد مملكة بولونيا وَتَحْقِيق امنيته وَهِي فتح هَذِه المملكة وَجعلهَا فاصلا بَين املاك الدولة ومملكة الروسيا الَّتِي ابتدأت فِي الظُّهُور. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص277، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص304)
• وَقبل الشُّرُوع فِي الْحَرْب امْر بقتل اخيه مُحَمَّد تبعا للْعَادَة السيئة، فَقتل فِي 12 يناير سنة 1621 مأسوفا عَلَيْهِ (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص277، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 116، بترقيم الشاملة آليا)
  وقد كَانَت عَادَة بعض مُلُوك بني عُثْمَان وَهِي أن كل سُلْطَان يتَوَلَّى يامر بقتل اخوته اَوْ يحجزهم فِي السراي، كي لَا يكون مِنْهُم مُنَازع فِي الْملك، وَهِي عَادَة مستقبحة جداً، لما فِيهَا من قتل أقْربْ النَّاس بِلَا ذَنْب أوْ جرم إلا مَا يخيله لَهُم الْوَهم من الْخَوْف على الْملك، والاستئثار بِهِ، مَعَ أنهم لَو استخدموا إخوتهم فِي المناصب الْعَالِيَة لَا سِيمَا قيادة الجيوش كَمَا يفعل مُلُوك أوروبا لحفظوا ذمار الدولة، وأخلصوا فِي خدمتها، أكثر من الذوات الَّذين أغلبهم من غير الْجِنْس التركي، بل من المماليك الجركس، أوْ الإفرنج الَّذين رُبمَا اعتنقوا الدّين الإسلامي ودخلوا فِي خدمَة الدولة، أعداء فِي لِبَاس أصدقاء، لتنفيذ أغراض دولهم، (تاريخ الدولة العلية العثمانية
• ص276)
• انتصر الجيش العثماني، وتمكن العثمانيون من إبادة الجيش البولوني الذي كان يبلغ قوامه ستون ألف جندي، ولم ينج من المعركة إلا أربعمائة جندي بولوني فقط. وكان سبب المعركة هو تدخل بولونيا في شئون إمارة البغدان من المجر. لكن حدث الصلح بعد ذلك بناءً على رغبة بولونيا، وطلب الإنكشارية الذين تعبوا من مواصلة القتال. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 120، بترقيم الشاملة آليا)

• وَبعد أن أتم هَذِه التمهيدات الداخلية، أرسل جيشا من الإنكشارية بقيادة الوزير غازي إسكندر باشا، لمحاربة مملكة بولونيا، وفي ذو القعدة 1029هـ = 1620م التقت بجيشهم تَحت قيادة أمير وَلنَا، وَكَانَ متحصناً فِي مَحل منيع بِالْقربِ من بَلْدَة يُقَال لَهَا شوك زم، فهاجمهم العثمانون فِي حصونهم عدَّة دفعات مُتَوَالِيَة (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص278)
  وطلب البولونيون الصُّلْح لفقد قائدهم، وتبادلت بَينهمَا المخابرات، وَتمّ الصُّلْح وأمضي من الطَّرفَيْنِ فِي 6 اكتوبر سنة 1620م / 1029هـ. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص278،الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص304)
  انتصار الصفويين على العثمانيين في معركة “بول شكسته”.
• في رمضان1027هـ = 1618م انتصر الصفويون على العثمانيين في معركة “بول شكسته”، وخسر العثمانيون في هذه المعركة 15 ألف قتيل. وفي محرم 1028هـ = 1619م وقعت الدولة العثمانية معاهدة “أردبيل” مع إيران وقد خفضت هذه المعاهدة كمية الحرير التي كانت تقدمها إيران سنوياً كخراج للدولة العثمانية، إلى نصف ما قررته معاهدة استانبول الموقعة بين الدولتين عام 1612م. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 117، بترقيم الشاملة آليا)
  معاهدة “خوتين” مع بولونيا.
  في ذو القعدة 1030هـ = 1621م قامت الدولة العثمانية بتوقيع معاهدة “خوتين” مع بولونيا، واتفق الطرفان على الصلح بعد اشتعال الحرب بينهما، واتفقا على أن تقوم بولونيا بهدم جميع القلاع التي شيدتها على حدود الدولة العثمانية، وأن تدفع ضريبة سنوية إلى القرم التي كانت تخضع للدولة العثمانية، وأن تترك بولونيا قلعة “خوتين” الهامة للدولة العثمانية. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 121، بترقيم الشاملة آليا)
  استرداد هرمز وسوقطرى بعد طرد البرتغاليين منها.
  بعد أن توفي السفاح البرتغالي بوكيرك شرع سكان الخليج العربي لتحريك ثورة تحت قيادة هرمز على الحكم البرتغالي بحيث امتدت الثورة إلى جميع القواعد والحصون البرتغالية في منطقة الخليج العربي، فقام في تشرين الثاني من عام 1521م رئيس التجار بمهاجمة السفينتين الموجدتين في ميناء هرمز، وأشعل النار فيهما، وهاجم السكان البرتغاليين وحاصروهم في القلعة، ونجحت الثورة نجاحاً جيداً، وذلك في سنة 1032هـ = 1622م (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 124، بترقيم الشاملة آليا)
• ثم قام البرتغاليون بنقل التعزيزات العسكرية إلى جزيرة هرمز، مركز الثورة وقضوا على الثورة بعد أعمال وحشية، ونكَّلوا بالأهالي، ثم عاد العرب إلى الثورة ثانية بعد خمسة أعوام وشاركهم حكام مسقط وقلهات فأرسلت الحملات العسكرية المؤلفة من خمس سفن برتغالية وشنوا هجوماً على ظفار، واستمروا كذلك حتى قضوا على الثورة، ثم عادت البحرين للثورة في عام 1529م وفشل البرتغاليون في قمعها فقلت هيبتهم، فثارت القطيف عام 1550م، واستمر الأمر على مثل هذه الثورات بين حين وآخر، حتى استطاعوا في النهاية القضاء على الوجود البرتغالي في الخليج العربي، وخاصة أن العمانيين واصلوا استعداداتهم لطرد البرتغاليين من بلادهم، وبخاصة بعد خروج هرمز من يد البرتغال، وتنامت قوة العرب العمانيين من أسرة اليعاربة التي استطاعت حسم الصراع لصالحهم. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 124، بترقيم الشاملة آليا)
  خلعه من السلطنة ومقتله
• غضب الخليفة عثمان الثاني بن أحمد الأول على الانكشارية من طَلَبهمْ الرَّاحَة ، وخلودهم إلى الكسل، وإلزامه على الصُّلْح مع بولونيا، بِدُونِ تتميم قَصده، أَي ضمهَا إِلَى أملاكه وعزم على إبطالها وإفنائها عَن آخرهَا، فعزم على التخلص من هذه الفئة الباغية، ولأجل الاستعداد لتنفيذ هذا الأمر الخطير أمر بحشد جيوش جديدة في ولايات آسيا، وأهتم بتنظيمها وتدريبها على الْقِتَال، حَتَّى إِذا كملت عدَّة وعدداً اسْتَعَانَ بهَا على إبادة هَذِه الفئة الباغية وَشرع فعلا فِي إنفاذ هَذَا الْمَشْرُوع ، وعلمت الإنكشارية بذلك فهاجوا وماجوا وتذمروا، وَاتَّفَقُوا على عزل السُّلْطَان عثمان الثاني. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص278، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 123، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص304)

ثمَّ شغب الْجند على قزلار أغاسي فنفوه إِلَى مصر، بعد أَن أَرَادوا قَتله، وَكَانَ مقرب الحضرة السُّلْطَانِيَّة، ومدبر الدولة العثمانية، ثمَّ قبضوا على السُّلْطَان عُثْمَان، وأحضروا عَمه مصطفى الأول المخلوع سابقاً وأجلسوه على تخت السلطنة ثَانِيًا. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص278، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 117، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 123، بترقيم الشاملة آليا)
وَتمّ لَهُم ذَلِك فِي يَوْم 9 رَجَب سنة 1031هـ = 20 مايو سنة 1622م وأعادوا مكانة السلطان مصطفى (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص278، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 123، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص304)

وَلم يكتفوا بعزله بل هجموا عَلَيْهِ فِي سرايه وانتهكوا حرمتهَا وقبضوا عَلَيْهِ بَين جواريه وزوجاته، وقادوه قهراً إِلَى ثكناتهم، موسعيه سباً وشتماً وإهانة، مِمَّا لم يسْبق لَهُ مثيل فِي تَارِيخ الدولة الْعثمانية، وَزِيَادَة على ذَلِك أنهم نقلوه من هُنَاكَ إِلَى القلعة الْمَعْرُوفَة بِذَات السَّبع قلل يَدي قله، حَيْثُ كَانَ بانتظاره كل مِمَّن يدعى دَاوُد باشا، وَعمر باشا الكيخيا، وقلندر أوغلى وَغَيرهم، (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص278)
فقتلوا السُّلْطَان عُثْمَان الثاني، غير مبالين بِهَذَا الجرم الْعَظِيم (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص278، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 117، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص304، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 123)

وَقيل في سبب قَتله أَنه عزم على الْحَج سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَألف (1031هـ) وصمم على ذَلِك وَأمر بالخيام وَالْمُضَارب والوطاق أَن يضْرب ظَاهر الْقُسْطَنْطِينِيَّة فأجمع رأى أَرْبَاب دولته، وأركان سلطنته، على خلعه إِن لم يرجع، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وأشاروا عَلَيْهِ بِالتّرْكِ، وَقَالُوا إِنَّك غزوت الفرنج وقتلتهم وسبيتهم وَفِي قُلُوبهم مِنْك أَمر عَظِيم فنخاف بعد عزمك وانفصالك عَن التخت إِلَى الْحجاز مَعَ بعد الْمسَافَة أَن تثب الفرنج على المملكة، ويصعب خُرُوجهمْ مِنْهَا، مَعَ أَن هَذَا لَيْسَ قانون آبَائِك وأجدادك، وخوَّفوه بذلك، فَلم يمْتَنع وصمم على الْعَزْم إِلَى الْحَج، وَخرج لذَلِك وسلك أول طرق هَذِه المسالك، فَلَمَّا عرفُوا مِنْهُ التصميم قَتَلُوهُ وأعادوا عَمه السُّلْطَان مصطفى (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 117)

وَكَانَ قَتله يَوْم الْخَمِيس سَابِع رَجَب الأصم من سنة 1031هـ. (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 117)
وَمُدَّة تصرفه ثَلَاث سِنِين وَأَرْبَعَة أشهر وَأَرْبَعَة أَيَّام. (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 118)
وقيل: كانت مدة حكمه أربع سنوات وأربعة أشهر. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص278، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 8/ 123، بترقيم الشاملة آليا)
وَقتل وَلم يتَجَاوَز الثَّامِنَة عشرَة من عمره (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص278) وقيل كان سِنُّه عِنْد الْقَتْل نَحْو تسع عشرَة سنة (سمط النجوم العوالي 4/ 117)
وأعادوا مَكَانَهُ السُّلْطَان مصطفى الأول (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص278)

الإضطرابات بعد مقتل السلطان عثمان الثاني:
وَبعد ذَلِك صَارَت الْحُكُومَة العوبة فِي ايدي الإنكشارية ينصبون الوزراء ويعزلونهم بِحَسب أهوائهم، فعزلوا دَاوُد باشا قَاتل السُّلْطَان بعد بضع أيام، وصاروا يمنحون المناصب لمن يجزل إليهم العطايا، فَكَانَت الْوَظَائِف تبَاع جهاراً، وارتكبوا أنواع الْمَظَالِم فِي الْقُسْطَنْطِينِيَّة(تاريخ الدولة العلية العثمانية ص279)
وَلما بلغ خبر قتل السُّلْطَان إِلَى الْوُلَاة وانتشرت بَينهم أخبار الفوضى السائدة فِي الأستانة، وسوس لَهُم إبليس الطمع فاطاعوه، وسرى فِي عروقهم شَيْطَان الغواية فَاتَّبعُوهُ، فأشهر وَالِي طرابلس الشَّام استقلاله، وطرد الانكشارية من ولَايَته، (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص279)

واقتفى اثره وَالِي أرضروم الْمَدْعُو أباظة باشا مُدعيًا أنه يُرِيد الانتقام للمرحوم السُّلْطَان عُثْمَان شَهِيد الإنكشارية، وَسَار بِمن تبعه إِلَى سيواس وأنقره ففتحهما، مصادراً إلتزامات الانكشارية وإقطاعاتهم، قَاتلاً كل من وَقع فِي مخالبه من هَذِه الفئة الَّتِي تلوثت بِدَم سلالة سلاطينهم، وَتَبعهُ وَالِي سيواس، وسنجق قره شهر، ثمَّ سَار إِلَى مَدِينَة بورصه فحاصرها ودخلها بعد ثَلَاثَة اشهر، إلا قلعتها فَلم تسلم. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص279)
واستمرت الإضطرابات الداخلية فِي نفس كرْسِي الْخلَافَة الْعُظْمَى، وَلَا أمن وَلَا سكينَة مُدَّة ثَمَانِيَة عشر شهراً مُتَوَالِيَة. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص279)

حَتَّى إِذا شعر الْعُمُوم بِمَا وَرَاء هَذِه الفوضى من الدمار والخراب، وشبع الإنكشارية نهباً وسلباً وقتلاً فِي نفوس الأهالي وأموالهم، عينوا يدعى كمانكش علي باشا صَدراً أعظم، لتوسمهم فِيهِ الْخِبْرَة والاستعداد (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص279)