اقتصاد

أين وصل مشروع “خط الغاز العربي” الذي يمر من سوريا…؟


عروة العظم/
بعد أن هللت الصحف الرسمية الموالية، على وقع زغردت المسؤولين والمحللين، لمشروع ” خط الغاز العربي الذي من المفترض أن يمر من سوريا” غاب الحديث عنه مؤخرًا بشكل شبه كامل، وسط اﻻنشغال بأزمة المحروقات الداخلية، التي تعصف بالبلاد ووضعتها على “حافة اﻻنهيار اﻻقتصادي”.
بصمة أمريكية:
وقبل أن يمر الخط العربي إلى لبنان يبدو أن اﻷصابع اﻷمريكية تدخلت، وفي هذا الصدد يشرح المنسق الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون الطاقة “آموس هوكشتاين”، بعض تفاصيل التي تعرقل تنفيذ المشروع، ويقول في حديث لصحيفة “النهار” اللبنانية: “إن الولايات المتحدة تحاول مساعدة لبنان في هذا المسار، وأن تتأكد من أن يتم بشكل لا يخترق العقوبات الأمريكية”.في إشارة واضحة إلى “العقوبات على نظام اﻷسد”.
صح النوم:
ويبدو أن واشنطن استفاقت متأخرة أنّ “سوريا” أي (نظام اﻷسد) ستستفيد بحصة من المدفوعات والمشروع، وتحاول تدارك اﻷمر، يقول “هوكشتاين”، إن شراء لبنان للغاز المصري والكهرباء الأردنية “يتطلب مفاوضات معقدة لأنه يقوم على مفاوضات مع مصر ومفاوضات منفصلة أخرى مع الأردن ومفاوضات بالغة التعقيد مع سوريا التي تخضع لعقوبات أمريكية، فلا يمكن أن تعطى مدفوعات إلى سوريا”.
وأضاف أنه بعد اتخاذ هذه الخطوات من قبل الجانب اللبناني، يتم التدقيق من وزارة المالية في الولايات المتحدة في أن هذه العملية ليست خرقاً للعقوبات المفروضة على سوريا.
وهذا اﻷمر يفرض اﻹجابة من رف المسؤولين في الوﻻيات المتحدة اﻷمريكية، “هل غاب عن ذهنهم سابقًا هذا اﻷمر، خاصة في تلك البلاد التي لا تتخذ أي خطوة دون دراسة معمقة… وإذا غاب لماذا… ولماذا عادت مناقشته؟”.
لبنان المفلس:
ويشير “هوكشتاين” إلى أن لبنان في مرحلة الإفلاس ولا يمكنه الدفع، فيحتاج إلى منظمة دولية لتمويل مثل هذه العملية شرط أن يجمع رسوم هذه الكهرباء لتسديد القرض للبنك الدولي… ما يعني أن أي مفاوضات ستجر البلد لاحقًا إلى وحل التبعية السياسية أكثر وبشكل يعمّق تقييدها ويكبلها بالنظام الدولي وتحديدًا “واشنطن”، التي تسعى لفرض مزيد من النفوذ والسيطرة.
يشار إلى أن صحيفة “الشرق الأوسط” نقلت سابقاً عن مصادرها أن “وزارة الخزانة لم تستطع تقديم ضمانات كافية لمصر والأردن، للمضي قدماً في تشغيل خط الغاز العربي واستثنائه من قانون قيصر، وكانت الوزارة قدمت ورقة سابقة، لكنها لم تقدم إلى الآن ضمانات كافية تلبي المطالب المصرية – الأردنية”.
يذكر أيضًا أنه سبق وعُقد اتفاق لبناني – أردني – مصري يقضي بتزويد الأردن بـ 150 ميغاواط من الكهرباء للبنان من منتصف الليل حتى السادسة صباحاً و250 ميغاواط خلال بقية اليوم، مع حصول سوريا على 8% من الطاقة المنقولة.
الخلاصة:
جرعة اﻷمل التي قدمها النظام السوري للشارع الموالي، لا تزال بعيدة، لكنها موجودة، حتى يأذن راعي البقر للقطيع الذي يقوده (أقصد الصواغيت العرب)، بالمضي وتنفيذ أوامره، بعد تحصيّل المزيد من المكاسب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى