مقالات

لماذا نحن بحاجة لانتصار منتخب عربي؟

محمد زعل السلوم

كاتب صحفي سوري
عرض مقالات الكاتب

يقول المثل لكل مجتهد نصيب، والمنتخب المغربي نجح، ونحن شعوب لديها عوز النجاح والابتسامة والشعور بالفرح بعد سنوات شاقة وطويلة من القهر المزمن والأنظمة المريضة التي تحكمنا.

واستمرار انتصارات المغرب ستكون قيمة مضافة بأنه يمكننا أن ننجز أشياء ربما كانت أحلام في السابق.

في الماضي كنا نحلم بزيارة حتى بلد مجاور واليوم تحركنا في كل الأرض وتوزعنا على كل البقاع ولو بشكل مؤسف للغاية، فقدنا فيها شخصيتنا الممزقة وهويتنا وأحلامنا العريضة.

اقرأ: المغرب يكتب التاريخ.. ويصل إلى المربع الذهبي لكأس العالم

وبغض النظر عن ترهات عروبة المغرب من عدمها فهي عضو بجامعة الدول العربية وأسست منظمة المؤتمر الإسلامي وللمغرب باع طويل في السياسة العربية ولغة دولتها الرسمية هي العربية.
ونتواصل كشعراء وصحفيين وكتاب ومؤلفين مع أخوتنا المغاربة بالعربية فضلاً عن كوني ممثل لإحدى مؤسساتها الفكرية العربية في تركيا عدا دعوتي لحضور مؤتمر للمفكرين والنخبويين العرب في الرباط بداية العام المقبل، والواضح هنا فرحة الجماهير العربية في كل مكان من الوطن العربي بل وخروجهم للشوارع وتغطية أهم محطتين إخباريتين عربيتين لهذا الحدث السعيد وأقصد العربية والجزيرة، وحتى على المستوى الشعبي العربي تم توزيع الحلوى في شوارع سوريا وفلسطين وعمان والقاهرة والرياض حتى مثل الرباط وأكثر، وخرج العرب يحتفون في باريس ولندن، واليوم قرأت خبر في جنديرس في الشمال السوري قام فرن بتوزيع الخبز مجانًا على الناس. 

تابعنا في فيسبوك

هذه مشاعرنا لا يمكننا كبتها فكل شعب يتوق للإنجاز والنجاح والشعور بأنه قادر على فعل المستحيلات والأجمل أن مستضيف البطولة قطر وهو بلد عربي أيضاً وقد حقق نجاح لافت على مستوى العالم وهو أيضاً مما كان من المستحيلات، أي أن المنتخب المغربي لديه عامل الأرض والجمهور والاحتضان والتشجيع.

نحن أمة واحدة نبحث بالخيط والإبرة في كومة قش عن إنجاز نتفاخر فيه أمام الأمم وهذا حقنا الطبيعي وهو حق الانتماء، بعد أن خذلتنا العروبة ذاتها بأنظمة عاجزة غير قادرة على فعل الممكن.

بالمقابل بالنسبة للمنتخب المغربي فهناك عدد من لاعبيه يحترف الكرة في المدارس الأوروبية وهذا ما يجب أن نتعلمه.

فالياباني لم يخترع الساعة وإنما تعلم من السويسري ليصنع ساعته المميزة والأرخص والتي انتشرت في العالم في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.

وكذلك الياباني لم يخترع الكمبيوتر ولا اللابتوب ولا الهاتف الجوال، وإنما تعلم صناعتها فأبدع ونشر للعالم هذا الكمبيوتر وذاك اللابتوب والموبايل وحتى التلفزيون من قبل والراديو وأثبت كفاءته في صناعة الأفضل والأجمل للبشرية.

لا بأس من أن نأخذ وأن نضيف روحنا وهويتنا بكل انفتاح وحب واحترام للآخر، وحتى إذا عدنا للعرب الأمويين والعباسيين فهم لم يخلقوا الفلسفة ولا الفكر وإنما أخذوها عن الإغريق والصينيين والهنود وأضافوا عليها شخصيتهم ونقلوها للعالم وأضافوا عليها الشخصية والفكر العربي الإسلامي وساهموا في تغيير الفكر البشري.

والثورة الفرنسية بشعاراتها الثلاث “حرية، إخاء، مساواة” ليست جديدة وإنما كانت إضافة.

نحن نتعلم من بعضنا البعض وحضاراتنا تتلاقح وتتجدد وتتطور وكذلك كرة القدم وكل شيء في حياتنا، لكن القيمة المضافة والنجاح والحماس المعدي وهو نوع من صناعة الأمل بأننا نستطيع نعم بكل بساطة نحن نستطيع.

فالمغزى هو صناعة الأمل في شعوب بائسة تبحث عن الأمان والاستقرار في دول الشمال أمام فشل أنظمة الجنوب نحن أحياء وما زلنا نبحث عن بصيص أمل في آخر النفق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى