فنجان سياسي

جزيرة القرم “مفتاح التسوية للحرب الروسية – الأوكرانية.. أين المسلمون مما يجري؟


فراس العبيد/
الراجح أن الحرب الروسية _ اﻷوكرانية أنهكت المنخرطين بها، سواء أولئك البارزين تحت اﻷضواء أو من يدير اللعبة من وارء ستر، إﻻ أنّ نتيجة التعادل اﻹيجابي، مازالت بعيدة، فالمسألة ذهبت إلى تحدٍّ خطير، ستكون مخرجاته، “نظام دولي” بهوية جديدة.
على نار هادئة:
والملاحظ أن الطروحات للحل، لم تنضج بعد، فروسيا لا يمكن أن تقبل بهزيمة رخصية، تعيدها إلى مربعها القديم، فطموحات الرئيس فلاديمير بوتن، قوية، وغير مستحيلة في ظل التحالفات التي أقامها.
بالمقابل؛ واشنطن وحلفاؤها القدامى، لديها من اﻹمكانيات ما يسمح بأيام أخرى من “اﻻستنزاف” فالمكاسب كما هوا واضح قيادة دفة “العالم الجديد”، بالتالي؛ سيقدم الأطراف أوراقهم التفاوضية على الطاولة، ويخفي “أقوى أسلحته” تحسبًا ﻻحتماﻻت قاسية تفرضها حسابات الطرف اﻵخر.
بالمجمل؛ المفاوضات السرية تطبخ على نارٍ هادئة، على خلاف الحوار العسكري الذي يدور علنًا تحت أزيز رصاص البندقية.
ما علاقة القرم؟
نشرت صحيفة “غازيتا” الروسية تقريرًا سلطت خلاله الضوء عن اعتقاد بعض ممثلي الدول الغربية أن اتفاقًا بشأن وضع شبه جزيرة القرم يمكن أن يصبح الحجر الأساس للوصول إلى حل دبلوماسي للأزمة الروسية الأوكرانية.
ونقلت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، عن صحيفة “واشنطن بوست” أن الجنرال البريطاني ديفيد ريتشاردز يرى أن إجراء استفتاء بشأن ملكية شبه الجزيرة قد يعجل بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وذكرت عن “واشنطن بوست” أن تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومستشاريه أوحت إلى وجود ميل نحو تقديم التنازلات الدبلوماسية في وقت مبكر من الصراع.
ففي المحادثات التي نظمت في إسطنبول في آذار/مارس من هذا العام، عبرت أوكرانيا عن استعدادها لمناقشة وضع شبه جزيرة القرم. بالإضافة إلى ذلك، أشارت “واشنطن بوست” إلى المطالب الملحة لكلا الجانبين بشأن شبه الجزيرة، العامل الذي يمنع إبرام معاهدة سلام وقد ينتج عنه إما غزو أوكرانيا لشبه جزيرة القرم، أو استفزاز القيادة الروسية لاتخاذ إجراءات قد تصل لدرجة استخدام الأسلحة النووية.
بالتالي؛ ستلعب “جزيرة القرم” أحد اﻷدوار الحاسمة في الصراع، وستلقي بثقلها على المفاوضات الدبلوماسية، ومن المفترض أن تتوجه “اﻷنظار” من الطرفين إليها، خلال الفترة القادمة، على اعتبارها ستكون ساحة جذب ميداني وسياسي، وحشد للطاقات لكسب الرهان اﻷخير.
إعلان السلام:
وبالعودة إلى البداية، يبدو أن الحرب أنهكت الطرفين، إﻻ أن إعلان “السلام”، ليس بتلك السهولة التي يتصورها البعض، فما تزال كفة الميزان متعادلة “هدف لهدف”، ومن غير المنطقي تراجع اﻷطراف للخلف، على اﻷقل لكونه يعني خسارة “القوة اﻻستراتيجية” و”العسكرية” و”السياسية” التي تربع عليها.
أمّا توسع رقعة الصراع فهي توسعت أساسًا، وقضي اﻷمر، لكنها لم تدخل في حسابات المسلمين، فهؤلاء وللأسف بانتظار إلى من ستميل الكفة في الشوط النهائي، ومن بقي من تياراتٍ جهادية، فهي مستنزفة، وكامنة، لكنها بالمحصلة؛ مستفيدة ليس كونها تيارات جهادية، بل لما تحمله بذور هذا الصراع من نتائج على صعيد استرجاع مكانة ودور اﻷمة، في وقت لاحق… يبدو أنه طويل، لكنه أكيد… فهنا نتعامل مع الغيبيات، ومن خلالها، التي نؤمن بها كمسلمين.
مع ملمح يفترض التنويه إليه؛ وهو أنّ على اﻷمة اﻹسلامية اﻻستفادة من الحال الفوضوي وشن عملياتها باتجاهين “الدعوي” و”حرب البرغوث”، خاصة في المناطق المعادية لروسيا وأمريكا، وقلب الطاولة كليّا… واﻷمر ليس مجرد أوهام لكنه شط يتحقق إذا علمنا أن “الصراع” بين اﻷمة اﻹسلامية وأعدائها بحاجة لنفسٍ طويل.
وأخيرًا؛ إعلان السلام بعيد في معادلة الصراع القائمة… وكل اتفاقية سيتم تذييلها بتوقيع هي الة مرحلية آنية ستظهر بعد حين عورتها، ونقائصها، وبالتالي؛ تجدد الاشتباك، ريثما يشتد عود “الصحوة اﻹسلامية” وهنا أتحدث عن “التيار الجهادي” بالذات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى