بحوث ودراسات

النِّظام العالمي بين نهاية الحرب الباردة وبداية الحرب العالميَّة الثَّالثة (9 من 10)

د. محمد عبد المحسن مصطفى عبد الرحمن

أكاديمي مصري.
عرض مقالات الكاتب

طبول الحرب العالميَّة الثَّالثة تدقُّ…ونظام عالمي جديد يلوح في الأفق

من بين ما أثاره المفكِّر الإسلامي الكبير، الدُّكتور عزَّت السَّيِّد أحمد، في مؤَّلفه كيف ستواجه أمريكا العالم؟: الهيمنة الأمريكيَّة والنِّظام العالمي الجديد (1992م) مستقبل حلف شمال الأطلسي (النّاتو) بعد انهيار الاتِّحاد السُّوفييتي، وما ترتَّب عليه من انهيار لحلف وارسو. ويستهلُّ السَّيِّد أحمد حديثه في ذلك الصَّدد بالإشارة إلى مسارعة الكثير من دول حلف وارسو بالانضمام إلى معسكر الرَّأسماليَّة الغربي، ممَّا يثير تساؤلات عن موقف روسيا، وريثة الاتِّحاد السُّوفييتي، من انقلاب حلفاء الأمس عليها. وتعريفًا بحلف وارسو، فوفق ما تذكره موسوعة ويكيبيديا الرَّقميَّة عنه، تأسَّس ذلك الحلف في مايو من عام 1955م خلال الحرب الباردة من 8 دول، تنتمي إلى أوروبَّا الشَّرقيَّة والوسطى، هي الاتِّحاد السُّوفييتي وألبانيا وبلغاريا وألمانيا الشَّرقيَّة وبولندا وتشيكوسلوفاكيا وجمهوريَّة رومانيا الاشتراكيَّة والمجر. انهار حلف وارسو في يوليو 1991م، إيذانًا بانهيار الاتِّحاد السُّوفييتي ذاته في 25 ديسمبر من نفس العام، بعد قرابة 70 عامًا من تأسيسه. تكوَّن الاتِّحاد السُّوفييتي من 15 جمهوريَّة اشتراكيَّة، هي روسيا وأرمينيا وأذربيجان وإستونيا وأوزبكستان وبيلاروسيا وتركمانستان وجورجيا وطاجيكستان وكازاخستان وقيرغيزستان ولاتفيا وليتوانيا ومولدوفا وأوكرانيا.


منذ انهيار الاتّحاد السُّوفييتي، مرَّت العلاقات الرُّوسيَّة-الأوكرانيَّة بتوتُّر شديد، برغم توقيع الدَّولتين عام 1994م مذكّرة بودابست للضَّمانات الأمنيَّة، وقد نصَّت تلك المذكِّرة على أن تتخلَّى أوكرانيا عن ترسانتها النَّوويَّة لروسيا، في مقابل الحصول على ضمانات من روسيا بعدم التَّعدّي على أراضيها واحترام سيادتها، بل وحمايتها في مواجهة العدوان الخارجي. غير أنَّ إبرام ذلك الاتِّفاق لم يفلح في إنهاء الخلاف، الَّذي تجدِّد عام 2014م، بعد سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، ثمَّ عام 2016م، بعد تكثيف روسيا وجودها العسكري على حدود أوكرانيا، الأمر الَّذي أثاره مخاوف الأخيرة حيال تذرَّع روسيا لاحتلال أراضيها وانتهاك سيادتها. ظلَّت العلاقات الرُّوسيَّة-الأوكرانيَّة تسوء بمرور الوقت، حتَّى وصل الخلاف إلى ذروته أواخر عام 2021م، حينما هدَّدت روسيا باجتياح أوكرانيا، منعًا لانضمام الأخيرة إلى حلف النّاتو؛ لما تراه في ذلك من تهديد لأراضيها، كما نشرت صحيفة العين الإخباريَّة الإماراتيَّة في 16 فبراير 2022م، قُبيل الاجتياح الرُّوسي لأوكرانيا.

منبع الأزمة.. لماذا تخشى روسيا انضمام أوكرانيا لـ “النّاتو”؟

انضمام أوكرانيا المحتمل لحلف شمال الأطلسي ومن بعدها جورجيا من شأنه أن يفرض نوعًا من الحصار على روسيا وسيكون بمثابة إعلان الهزيمة. طرح إذا تحقَّق فسيكون الأسوأ بالنِّسبة للرَّئيس الرُّوسي فلاديمير بوتين، بل سيكون كابوسًا لرجل يسكنه هاجس طويل الأمد نابع من مرارة تداعيات انهيار الاتِّحاد السُّوفيتي، خلال فترة حكم سلفه بوريس يلتسين في التِّسعينيات. مسار طويل من الأحداث يفسر الشَّراسة التي يطالب بها الرُّوس اليوم بالضَّمانات الأمنيَّة وبالأساس وقف توسُّع حلف شمال الأطلسي (النّاتو) شرقًا، أي منع انضمام أوكرانيا.

وقد اعتبر محلِّلون أنَّ الاجتياح الرُّوسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022م كان بمثابة بداية للحرب العالميَّة الثَّالثة، على الأقلِّ وفق ما كتبه المؤرَّخ البريطاني، بيتر فرانكوبان، الأستاذ في جامعة أوكسفورد البريطانيَّة العريقة، في مقال تحت عنوان ” Has Russia already started World War Three? “، أو هل أشعلت روسيا الحرب العالميَّة الثَّالثة؟، نشرته صحيفة الصَّنداي تايمز البريطانيَّة في 30 أبريل 2022م، ونقلته عنها شبكة BBC News عربي في اليوم التَّالي.

كيف بدأت روسيا بالفعل الحرب العالمية الثَّالثة؟ – في الصَّنداي تايمز

في الصَّنداي تايمز كتب بيتر فرانكوبان، الأستاذ في جامعة أوكسفورد، تقريرا ذكر فيه أن الآثار الزِّلزاليَّة للحرب يمكن رؤيتها في كل مكان، وتابع تحليله بالقول “إنَّ الجنود الرُّوس اعتقدوا أنَّهم سيدخلون كييف في غضون أيام، في أعقاب الإعلان عن ‘‘العمليَّة العسكريَّة الخاصَّة’’ في الرَّابع والعشرين من فبراير(شباط)، ولكنَّ الحرب تحوَّلت لما نراه الآن”. 

ويمضي الكاتب في القول،” حين سُئلت فيونا هيل، كبيرة مديري الشُّؤون الأوروبيَّة والرُّوسيَّة في مجلس الأمن القومي الأمريكي حتَّى وقت قريب، الأسبوع الماضي إذا ما كان القول إن قيام حرب عالميَّة جديدة احتمال بعيد، فإنَّها أجابت بصورة مباشرة قائلة: ‘‘نحن بالفعل في هذه الحرب، ونحن فيها منذ بعض الوقت’’”.

يؤكِّد السَّيِّد أحمد (1992م) على أنَّ حلف النّاتو ما كان ليتفكَّك بعد انهيار الاتِّحاد السُّوفييتي، موضحًا أنَّ مهمَّته الجديدة بعد تطويق الاتِّحاد المنهار وخنْق دوله اقتصاديًّا وعسكريًّا، صارت الحيلولة دون تحقيق أيِّ من دول العالم الثَّالث نهضة اقتصاديَّة تعفيها من التَّبعيَّة للغرب، أو تمكِّنها من إنهاء الهيمنة الغربيَّة على ثرواتها. ويعتبر المفكِّر الكبير أنَّ انهيار الاتِّحاد السُّوفييتي أفسح المجال أمام الاستعمار الغربي الجديد للتَّركيز على دول العالم الثَّالث النَّامية، الَّتي صارت الخصم الجديد الواجب تطويقه. وفق ما يذكره محمَّد الأطرش في مقاله “أزمة الخليج؛ جذورها والسِّياسة الأمريكيَّة تجاهها”، الَّذي نشرته مجلَّة المستقبل العربي (عدد 155، يناير 1992م، صـ34)، فإنَّ:

الحقيقة الأساسيَّة الَّتي لا تلغيها بعض التَّحفظات الضَّروريَّة، هي أنَّ الولايات المتَّحدة خاصَّةً، والدُّول الرَّأسماليَّة الرَّئيسيَّة عامَّةً، الَّتي اعتادت نهْب موارد بلدان العالم الثَّالث واستيراد مواردها الأوَّليَّة الاستراتيجيَّة بأسعار منخفضة جدًّا، نتيجة علاقات القوَّة، لا ترغب في التَّكيُّف مع الإجراءات الَّتي تتَّخذها بعض البلدان، بينما تطالب أمريكا العالم الثَّالث بالتَّكيُّف مع الإجراءات الَّتي تتَّخذها المراكز الرَّأسماليَّة. فالولايات المتَّحدة مستعدِّة للجوء إلى القوَّة المباشرة وغير المباشرة للحيلولة دون ارتفاع أسعار استيراداتها من السِّلع الاستراتيجيَّة، دون تأميم استثماراتها في العالم الثَّالث.


ويختتم السَّيِّد أحمد (1992م) حديثه في ذلك الشَّأن بالإشارة إلى حرْص الولايات المتَّحدة الشَّديد على عدم حدوث تقارُب اقتصادي بين أوروبَّا وآسيا، وإن كان حلف النّاتو يتكوَّن من دول رأسماليَّة أوروبيَّة؛ لأنَّ تقدُّم الأسواق الأوروبيَّة اقتصاديًّا يضرُّ بالهيمنة الأمريكيَّة على الاقتصاد العالمي. من هذا المنطلق، فإنَّ إشعال حرب عالميَّة جديدة تعطِّل الأسواق الأوروبيَّة اقتصاديًّا يصبُّ في مصلحة الولايات المتَّحدة، معقل اليهود والماسون ومركز تدبير مخطَّطاتهم، خاصَّةً مع حظْر إمدادات النَّفط ومختلف مصادر الطَّاقة. ينقلنا هذا التَّبرير لإشعال حرب عالميَّة في هذه الآونة إلى تناوُل الدُّكتور بهاء الأمير أبعاد الحرب الرُّوسيَّة-الأوكرانيَّة في مقاله “روسيا وأوكرانيا واليهود والحرب” (2022م). يستهلُّ الأمير تناوُله بالتَّذكير بحقيقة أنَّ اليهود هم المستفيد الأوَّل عبر التَّاريخ من إشعال الحروب، بإحداث أزمات اقتصاديَّة تجبر الدُّول على الاقتراض من مؤسَّساتهم الماليَّة الرِّبويَّة، وبيع السِّلاح للأطراف المتنازعة، ثم َّ فرْض سياسات جديدة تخدم مشروعهم لتأسيس دولة الدَّجَّال العالميَّة. 

ليس من الصَّعب على اليهود، المتغلغلين في الدَّوائر السِّياسيَّة والماليَّة والعسكريَّة في أوروبَّا منذ زمن انتهاء الحروب الصَّليبيَّة، في القرن الثَّالث عشر للميلاد، افتعال أزمات تفضي إلى حرب يستفيدون من تداعياتها على كافَّة الأوجه، فيما يدعم مشروعهم، الَّذي يعرِّفه الأمير (2022م) كما يلي (صـ8-9):

المشروع اليهودي مشروع توراتي عقائدي تاريخي يسير مع الزَّمن كلِّه، والمصالح المكاسب الوقتيَّة ليست سوى وسيلة للتَّقدُّم فيه، ولا سبيل لتحويل اليهود عنه…ومشروع اليهود العقائدي له شقَّان، شقٌّ عالمي يخصُّ جميع البشر والأمم، وشقٌّ خاصٌّ بما بين النِّيل والفرات، والشِّقَّان متزامنان، وكلُّ خطوة في أحدهما تكون مقرونة بخطوة في الآخر…فالشِّقُّ العالمي من المشروع التَّوراتي اليهودي، هو خضوع الأمم كلِّها وجميع أفرادها لليهود ودخولهم في طاعتهم طواعيةً…والشِّقُّ الخاص من المشروع اليهودي هو الدَّولة البني إسرائيليَّة نفسُها، بحدودها التَّوراتيَّة من النِّيل إلى الفرات، والهيكل من قبلها وقِبلة الأمم كلِّها ومحل الفصل بينها.

ويستند الأمير في ذلك إلى ما ورد من نبوءات كتابيَّة عن تأسيس اليهود دولة عالميَّة في قلب المقدَّسة، او ما يُعرف بفلسطين التَّاريخيَّة، تكون مركز حُكم الكون، حيث ورد في العهد القديم: “وَيَكُونُ فِي آخِرِ الأَيَّامِ أَنَّ جَبَلَ بَيْتِ الرَّبِّ يَكُونُ ثَابِتًا فِي رَأْسِ الْجِبَالِ، وَيَرْتَفِعُ فَوْقَ التِّلاَلِ، وَتَجْرِي إِلَيْهِ كُلُّ الأُمَمِ. وَتَسِيرُ شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ، وَيَقُولُونَ: «هَلُمَّ نَصْعَدْ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، إِلَى بَيْتِ إِلهِ يَعْقُوبَ، فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكَ فِي سُبُلِهِ». لأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ الشَّرِيعَةُ، وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ الرَّبِّ. فَيَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ، وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ، فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكًا وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفًا، وَلاَ يَتَعَلَّمُونَ الْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ” (سفر اشعياء: إصحاح 2، آيات 2-4). وكما كانت نتيجة إشعال اليهود للحرب العالميَّة الأولى (1914-1918م) انهيار دولة الخلافة الإسلاميَّة واستعمار الأرض المقدَّسة؛ وكما كانت نتيجة إشعالها للحرب العالميَّة الثَّانية (1939-1945م) تأسيس نواة حكومة الدَّجَّال العالميَّة، أي منظَّمة الأمم المتَّحدة، لتحكم العالم بمؤسَّساتها المختلفة؛ فإنَّ النَّتيجة الَّتي يبتغيها اليهود من إشعال ثالث الحروب العالميَّة هي إسقاط كافَّة حكومات العالم، إيذانًا بظهور مخلِّص بني إسرائيل، ليسود اليهود في ظلِّ وجوده العالم بلا منازع.

وبتتبُّع علاقة الحرب الرُّوسيَّة-الأوكرانيَّة بالحرب العالميَّة الثَّالثة، نجد أنَّ إشعال فتيل تلك الحرب كان بإيعاز من اليهود لبدء حربها واسعة النِّطاق من قبل أوروبَّا، لتنتقل إلى كافَّة أنحاء العالم؛ من جرَّاء الأزمة الاقتصاديَّة الَّتي تفاقمها الحرب، خاصَّةً مع قطْع إمدادات الطَّاقة والموادِّ الغذائيَّة، وغير ذلك من الموارد الحيويَّة. يستعرض الأمير (2022م) أهمَّ أسباب الحرب آنفة الذِّكر، وهي نشوب خلاف سياسي بين أوكرانيا وروسيا، العضوتين السَّابقتين في الاتِّحاد السُّوفييتي، بعد انهيار الاتِّحاد، وسعي أوكرانيا إلى الانضمام إلى حلف النّاتو، الأمر الَّذي شجَّعتها عليه ” الولايات المتَّحدة الماسونيَّة” وبريطانيا، بإجراء مناورات مشتركة معها باسم النّاتو في البحر الأسود في يونيو 2021م، برغم ادِّعاء الحلف رفْضه انضمام أوكرانيا، حرصًا على عدم استفزاز روسيا (صـ13).

رغم اعتراض روسيا.. مناورات عسكرية “ضخمة” في البحر الأسود ستبدأ أوكرانيا والولايات المتَّحدة تدريبات عسكريَّة تشارك فيها 30 دولة في البحر الأسود وجنوب أوكرانيا، الاثنين، على الرَّغم من دعوات روسيا لإلغائها.

وتأتي تدريبات “نسيم البحر 2021” في أعقاب تصاعد التَّوترات بين حلف شمال الأطلسي وموسكو الَّتي قالت الأسبوع الماضي إنها أطلقت طلقات تحذيريَّة وأسقطت قنابل في مسار سفينة حربية بريطانيَّة لإخراجها من مياه البحر الأسود قبالة شبه جزيرة القرم. ورفضت بريطانيا الرُّواية الرُّوسية للأحداث.

وإلى جانب رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى النّاتو، فمن أهمِّ الأسباب الَّتي أشعلت الحرب هي سعي روسيا إلى ضمِّ أقاليم أوكرانيَّة إلى أراضيها، هي دونباس ودونيتسك ولوهانسك، إلى جانب شبه جزيرة القرم، في إطار المساعي الرُّوسيَّة لتوحيد الشُّعوب السُّلافيَّة النَّاطقة بالرُّوسيَّة. وتأكيدًا على تحكُّم اليهود في سياسات إدارة الرَّئيس جو بايدن، يشير الأمير (2022م) إلى أهمِّ الأعضاء اليهود في تلك الإدارة بقوله (صـ14):

رئيس نظام الاحتياطي الفيدرالي الحالي جيروم بأول Jerome Powell يهودي صريح من جهة أمِّه، وكذلك وزير خارجيَّة الولايات المتَّحدة الحالي هو اليهودي الصَّريح أنتوني بلينكن Antony Blinken، ووزير دفاعها لويد أوستين Lloyd Austin موظَّف عند اليهود، فهو عضو في هيئة إدارة مؤسَّستين رأسماليتين عابرتين للقارَّات، إحداهما للإنشاءات العسكريَّة، وهي رايتون تكنولوجيز Raytheon Technologies، الَّتي يرأسها اليهودي جريجوري هيز Gregory Hayes، والأخرى لإنشاء المستشفيات وتجهيزها وأنظمة الرِّعاية الصِّحيَّة، وهي تينيت هيلث كير Tenet Health Care، الَّتي يرأسها ويديرها اليهودي دونالد رينتماير Donald Rittenmeyer. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى