سياسة

ماخيارات المعارضة السورية في ضوء توجه تركيا لتطبيع علاقتها مع نظام الأسد؟

على وقع التوجه التركي نحو التطبيع مع النظام السوري، وتكرار التصريحات الرسمية التركية في هذا الإطار، تُطرح في أوساط المعارضة تساؤلات عن الخيارات المتاحة لإجراء تحالفات سياسية جديدة، وما إن كانت متوفرة.

وبنحو متسارع، تتزايد المؤشرات على احتمالية عقد لقاء سياسي بين تركيا والنظام السوري، حيث كشفت وكالة “رويترز” قبل يومين، نقلاً عن مصادر تركية وصفتها بـ”الكبيرة”، تأكيدها أن “الأمور تسير في طريقها نحو عقد اجتماع في نهاية المطاف بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري بشار الأسد، رغم أن الأخير يرجئ هذا الأمر حاليا”.

اقرأ: رويترز: الأسد يقاوم الروس ويرفض لقاء أردوغان


صمت المعارضة
وحتى الآن، لم يخرج عن المعارضة السورية، بشقيها السياسي (الائتلاف) والعسكري، أي تصريح بخصوص الدعوات التركية، وقال مصدر من الائتلاف طلب عدم الكشف عن اسمه لـ”عربي21″، إن الائتلاف يتجنب في الوقت الحالي التصريح بما يجري، لأن كل التطورات الحالية لم تخرج عن دائرة التصريحات السياسية.

لكن رغم ذلك، لا تبدو المعارضة السياسية مطمئنة إزاء رسائل تركيا للنظام السوري، التي لا تكاد تغيب مؤخرا، خاصة أن تركيا تستضيف على أراضيها الائتلاف والحكومة المؤقتة وغالبية الشخصيات الفاعلة.

اقرأ: أردوغان: لا نستأذن أحدا عندما نتخذ خطوات تتعلق بأمن أراضينا

ما الخيارات؟
من جانبه، يرى الباحث في مركز “الحوار السوري” الدكتور أحمد قربي، أنه يجب قبل الحديث عن خيارات المعارضة في ضوء التوجه التركي الجديد، النظر إلى تشرذم المعارضة وعدم وجود رؤية واضحة لديها، والأهم من كل ذلك غياب الحامل الذي يمكن أن يبحث عن البدائل.

ويقول لـ”عربي21″ إن “ما سبق يجعل طرح أي خيار على جانب كبير من الاستحالة، لأن البحث عن تحالفات جديدة مثل الانفتاح على الدول الأوروبية، والولايات المتحدة، يتطلب وجود حامل سياسي، ما يعني أن على قوى الثورة إعادة هيكلة مؤسساتها (الائتلاف) لإيجاد حامل سياسي قوي”.

تابعنا في فيسبوك


وعلى النسق ذاته، يشير الكاتب والمحلل السياسي الدكتور باسل المعراوي إلى فقدان المؤسسات السياسية الثورية إلى القاعدة الشعبية.

ويقول لـ”عربي21″ إنه “بسبب الهيمنة التركية الكاملة على قرار المعارضة السياسي والعسكري، فإنه ليس من المتوقع أن يخرج عنها أي اعتراض على مسار التطبيع بين الدولة التركية والنظام السوري، خاصة أن المعارضة مشاركة بمسار أستانا، وموقعة على كل مخرجاته، وأي مفاوضات تخص الشأن السوري بين تركيا والنظام سيكون أساسها ومحورها ومسارها ما تم الاتفاق عليه بجولات أستانا الـ19”.

وتوقع المعراوي أن تقوم تركيا بضم شخصيات وطنية ذات مصداقية شعبية لهياكل المعارضة الرسمية لتقليل حجم الاعتراض الشعبي على أي مفاوضات قد تُعقد قريبا بين النظام السوري والمعارضة بدفع تركي وروسي، ويستدرك: “ليس مؤكدا نجاح هذه الخطوة التركية بتطعيم المعارضة إن جرت، ولا يمكن التكهن بمآل الموقف القادم”.

وعند هذا الجانب، يرى عضو الائتلاف السابق، زكريا ملاحفجي، في حديثه لـ”عربي21″، أن الدخول في أي مفاوضات مع النظام لا يعد خيارا مفيدا، لأن النظام اعتاد المراوغة.

وأبعد من ذلك، يقلل ملاحفجي من احتمالية نجاح مسار التطبيع بين النظام السوري وتركيا، ويقول: “كل ما يجري يمكن أن يكون اختباراً من جانب أنقرة لجدية النظام، وروسيا أيضا”.

وقبل أيام، قال الممثل الخاص للرئيس الروسي في سوريا، ألكسندر لافرنتييف، إن “موسكو تعمل على تنظيم لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره التركي رجب طيب أردوغان”، معتبراً أن على تركيا “أن تنظر في هذا اللقاء، ونعتقد أن مثل هذا الاجتماع سيكون إيجابيا ومفيدا بشكل عام، نحن نعمل في هذا الاتجاه، وإمكانية عقد اجتماع للرؤساء في روسيا متاحة دائما، وموسكو تؤيد ذلك”.

المصدر: عربي 21

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى