مقالات

صراعات فكرية وسياسية وعالمين على هامش كأس العالم في قطر

محمد زعل السلوم

كاتب صحفي سوري
عرض مقالات الكاتب

صراعات فكرية وسياسية وعالمين على هامش كأس العالم في قطر

حمل كأس العالم في قطر العديد العديد من الرسائل السياسية على هامش كأس العالم؛ مثل المنتخب الايراني الذي رفض ترديد نشيد علم الملالي بطهران في مباراته الافتتاحية في المجموعة مع إنكلترا مما اضطر تلفزيون إيران الرسمي لقطع بث المباراة وكان لاعبي المنتخب الايراني يرغبون بالتعبير عن تضامنهم مع شباب وشابات الانتفاضة الإيرانية مؤخراً.
أيضاً كانت رسالة لاعبي المنتخب الألماني بكتم أفواههم لمنعهم من حمل إشارة المثلية على أكتافهم والتعبير عن تضامنهم مع الجنس الثالث أو المثلية. ومنوهين بحركتهم تلك لقمع حرية الرأي في قطر والعالم العربي. مثل برلمانات وأحزاب وتعدد آراء وقمع لثورات الربيع العربي وثورات مضادة وكافة أمراض العرب خلال عقود.

اقرأ: عندما نحاول أن ننسى همومنا من خلال كأس العالم

ثم لتأتي مفارقات كثيرة أخرى منها منع إدخال مشجع يحمل علم الأمازيغ معتقدين أنه علم آخر من أعلام المثلية ورمزاً جديداً لهم، وفعلياً الكثير من العرب بالمشرق غير معتادين على هذا العلم. ولأنه يحمل أربعة ألوان مندمجة فيما بينها وغريبة عليهم.
أيضاً سبق البطولة اتهامات أوروبية لقطر بالمسؤولية عن التسبب بمقتل آلاف العمال الآسيويين وأنهم تعرضوا خلال عملهم لشروط غير إنسانية خلال تجديد قطر للبنية التحتية للبلاد خلال العشر سنوات الماضية في التحضير للبطولة والنهوض بالبلاد فكلفتها 220 مليار دولار منها 8 مليارات دولار للملاعب والاستضافة والبقية الباقية في مد الطرقات وتاسيس الموانئ وتوسيع المطارات وبناء الابراج وناطحات السحاب لتكون مناسبة المونديال عامل دافع لتغيير وجه البلاد بالكامل، وقد ردت قطر والفيفا على هذه التهم ونفته واعتبرته دعاية وهمية لمنع العرب من استضافة اهم مناسبة رياضية في العالم. والتهمة الثانية للاوروبيين قضية تقاليد قطر ورهاب المثلية في العالمين العربي والاسلامي وإصرار قطر على احترام قوانينها كدولة مستضيفة لكأس العالم وتقاليدها العربية والإسلامية. وهو تقليد معتاد في كافة دول العالم التي استضافت الكؤوس السابقة.

تابعنا في فيسبوك


أيضاً حاولت العديد من الدول الاوروبية التحريض على مقاطعة كأس العالم والغريب أنها ذاتها التي حملت شعلة المقاطعة شاركت منتخباتها بكأس الدوحة وخفتت أصوات المقاطعة، بل واختفت مع صافرة البداية للحكم.
أيضاً هناك إضافة للعنصرية والرسائل العنصرية المتبادلة بين شرق وغرب وشمال وجنوب وعرب وأوروبيين وكذلك رهاب المثلية في حين لم يشعر الغربيون بأية مشاعر تجاه أطفال حلب في مونديال روسيا 2018 مثلا وتجزئة المشاعر الإنسانية، وكذلك أضاف الغرب قضية سخيفة وغريبة وهي قضية منع البيرة في الاستادات وقد قام الجمهور الإكوادوري بالمطالبة بالبيرة في أستاد البيت خلال مباراة منتخب بلادهم الافتتاحية لكأس العالم والمجموعة بذات الوقت في قطر.
مع ذلك فإن هذا المونديال المثير للجدل هو المهرجان الأجمل والأكثر وعياً للحقوق الإنسانية، وربما تغيير نحو رؤية بشرية وسطية مختلفة وهذا تحول بحد ذاته نحو عالم أفضل. وأنا عن نفسي مستمتع بمفاجآته السارة مثل تفوق المنتخب السعودي على الأرجنتين وتفوق المنتخب الياباني على ألمانيا وربما تستمر هذه المفاجآت مع الجولة الثانية للدور الاول.
استمتعوا بهذا الكأس داخل المستديرة وانتبهوا لهوامش أخبار المونديال على طرافتها ومفارقاتها.


وتنويه أخير عندما نسخر أو نسعد بفوز منتخب هنا وهناك فلانقصد الإساءة لشعب أو عرق ولا نتحدث بعنصرية وإنما من باب محبتنا لكاس العالم بعيداً عن أي تنمر أو اعتداء لفظي يثير حفيظة إنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى