مقالات

كأس العالم.. بصريح العبارة

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

أنا وفي هذه الليلة أشعر بشيء من الانبساط والارتياح والسبب في ذلك هو :خسارة المنتخب الإيراني أمام الإنكليز بنصف “دزينة” من الأهداف في مونديال كأس العالم الذي سمّاه أمير قطر “مونديال العرب” ،وأرى في هذه التسمية من دعاة لما يجبّ الأقاويل والترهات وما يثار من لغط حول المونديال بين من قال: “لا لزوم لإقامته في بلد مثل قطر”. اقرأ: كأس العالم الإسلامي لكرة القدم (قطر 2022)

وبين من قال: يكفي أنه حمل اسم “العرب “وأنا من هؤلاء الذين شعرت بإحساس دغدغ مشاعري حين قال عنه الأمير في حفل الافتتاح :”أهلاً بكم في مونديال العرب”، فأنا -وهذه مشاعري وأرجو أن لا يحاسبني عليها أحد بتهمة العنصرية أو الشوفينية- لا أستطيع أن أخفي هذه المشاعر كلما ذكر اسم “العرب” وكذلك “الإسلام” فأنا عربي مسلم ولكني أحب كل البشر على اختلاف انتماءاتهم الاثنية والدينية، ولا يهمني ديانة أو “كريستيانو رونالدو” ولا عشيرة “ميسي”، ولكني حزنت على عدم مشاركة” بن زيما” في هذا المونديال فهو لاعب من أصول عربية يحمل الجنسية الفرنسية ويعتنق الديانة الإسلامية، كذلك أحب اللاعب المصري “محمد صلاح” للسبب ذاته، ولا أنسى اليوم الذي علت فيه أصوات جماهير نادي “ليفربول” بأغنية فيها اسم “محمد” حينها اغرورقت عيناي بالدموع.

تابعنا في فيسبوك


نعود للموضوع الذي كدنا نخرج عنه، ونتحدث عن سبب سروري وشماتتي بخسارة المنتخب الإيراني- أرجو أن تستمر خسارات منتخب الملالي ويخرج من المنافسة بكم من الأهداف تزيد من نقمة الشعب الإيراني على نظام الملالي ومؤسساته- ولكني لا أكره أو احقد على الشعب الإيراني فهو أيضاً ضحية لنظام فاسد مستبد، ونتمنى لهذا الشعب الانتصار والإطاحة بهذا النظام وبعمائم ملاليه.


ولا أخفي سرّاً بأنني لم أشجع في يوم ما المنتخبات السورية في جميع أنواع الرياضات طيلة حكم المجرم “حافظ” ووريثه العميل “بشار”، لأن هذه المنتخبات لم تكن يوماً تسعى لإحراز انتصار يفخر به المواطن بل كانت منتخبات تسعى لتمجيد الحاكم وتلميع صورته البشعة، والتعويض عن هزائمه بانتصارات هزيلة.


المنتخبات السورية تُشكّل بطريقة لا تأخذ بالاعتبار كفاءة اللاعبين وجدارتهم بقدر درجة الولاء لرأس النظام المجرم، لذلك كنت أشعر بأن اللاعبين السوريين هم يعملون-مجبرين -على خدمة النظام وليس خدمة لوطنهم، مع احترامي للكثير من الرياضيين السوريين الذين كانوا في طليعة الثوار حين اندلعت الثورة السورية ومنهم على سبيل المثال الشهيد -عبد الباسط الساروت- وأمثاله كثر.
لا شك بأن للرياضة دور هام وفعال في بناء الأجيال ولم تعد أنشطتها مجرد ألعاب وترفيه، بل باتت معلماً من معالم الرقي والتحضر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى