فنجان سياسي

“جول” أم “غول” في شباك تحرير الشام


فراس العبيد/
لم أكن من الذين استفادوا من “الغول التركي” أو ما يسمى منظمة “جول”، بل كنت من أوائل من يعتقد أن “المنظمات” التي دخلت المحرر وترتدي “العباءة اﻹنسانية” ليست إﻻ شوكة في خاصرة المجاهدين، فهي بالمحصلة؛ إحدى وسائل اﻻستخبارات لجمع المعلومات؛ خاصة في منطقة صارت مهوى أفئدة “المهاجرين” ومحطة بارزة في الشام، للجهاديين.
غول وليس جول:
لا أتهم هنا هذه المنظمة بعينها، فالمسألة محسومة، جميعهم شارك وعلى رأسهم، من استسلم وفتح ثغره كالمغارة ليتلقف لقيماتٍ “ذليلًا” على قارعة “رصيف البلديات واﻷبنية، وفي أحسن اﻷحوال “سلةً غذائية” ﻻ تصله حتى يسمع من المذلّة واﻹهانة، ما الله به عليم.
بل إن الشريك اﻷول في إدخال تلك “المنظمات” هم أنفسهم الفصائل التي مكّنت لها، ولعل “هيئة تحرير الشام” قاسمتها “الرزق والسلال” على أساس نسبٍ معلومة.
ويبدو أن “الورقة السياسية” للضغط على “تحرير الشام” بدأت، عبر الضغط على الشارع (المدنيين)، من خلال وقف الدعم عن “الغول جول”… وسبقها “شفق” التي لم يتحدث عنها “اﻹعلام” أو ما أسميه “دكاكين العاطلين من الثرثراين لتحصيل لقمة عيش”.
بالمجمل؛ الناس، الفصائل، جميعهم استسلم لـ”اﻹغاثة”، فكانت “مصدر رزق” اتكل عليها من يفترض أن يعرف أن “جعل رزقي تحت ظل رمحي”… واللبيب من اﻹشارة يفهم.
في شباك تحرير الشام:
جول باللهجة العامية أي هدف… والهدف وضعته “تركيا” في مرمى “تحرير الشام”، وربما غدًا في مرمى باقي اﻷتباع… (مونديال كأس تسليم الشام يعني).
و”غول” مرعب تلك المنظمات وضعت في وجه السوريين، وكبديل عن العمل واﻹنتاج، يقفون طوابير على أبوابها.. وكبديل عن الرباط والجهاد، يعتصمون بحبلها.
بوصلة منحرفة:
أمّا مناسبة الكلام السابق، فهو تقرير نشره موقع “عنب بلدي” تحت عنوان؛ (بعد قرار “جول” وقف دعم المحطات بإدلب.. “قورقينا” ومحيطها بلا مياه).
اختصره بالنقاط التالية:
أعلنت منظمة “جول” الإنسانية العاملة في محافظة إدلب عن توقف محطات ضخ المياه في عشرات القرى، بعد توقف الدعم عنها بدءًا من 30 من تشرين الأول الماضي.
وجاء في بيان المنظمة، أن برنامج المياه الذي تدعمه في 11 محطة مياه تغذي أكثر من 40 قرية وبلدة بمحافظة إدلب، توقف عن العمل بسبب انقطاع الدعم.

  • تواجه المنطقة نقصًا في المياه، تزامنًا مع انعدام البدائل من قبل الدوائر الخدمية، أو السكان.
  • لا خطط بديلة نظرًا إلى ضعف الواردات.
  • تمويل المجلس المحلي بالكاد يكفي أجورًا للموظفين، وخصوصًا عمال النظافة.
  • لا تتجاوز أجرة العامل اليومية 20 ليرة تركية في المنطقة.
  • ينشغل سكان القرية والقرى المحيطة بثمن الخبز والحاجيات الأساسية.
  • يصل سعر صهريج الماء بسعة 5000 ليتر إلى 140 ليرة تركية، بحسب محمد، بينما لا يملك معظم الناس ثمنه، إذ يحتاج الفرد إلى العمل 15 يومًا لتأمين ثمن صهريج واحد يكفي بضعة أيام.
  • تشهد المنطقة منذ نحو شهرين انقطاعًا في المحروقات وارتفاعًا في أسعارها، على خلفية دخول “هيئة تحرير الشام” إلى مناطق من شمالي حلب، التي يسيطر عليها “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا.
  • وتعاني مناطق شمال غربي سوريا نقصًا في الدعم بمختلف القطاعات، وأبرزها التعليم والطبابة، بينما شهدت الفترة الأخيرة حالات انقطاع للدعم في القطاع الخدمي.
    إن قراءة متأنية في تلك النقاط تعطيك صورة واضحة عن تحول وانحراف البوصلة، من الثورة المسلحة للتغيير إلى تحصيل لقمة العيش.
    سيرد البعض أن لقمة الخبز مهمة، وهذا صحيح، لكن ماذا لو أن أصحاب رؤوس المال قدموا دون شروط، ودون الحاجة إلى”حكومات الطواغيت” وبعيداً عنها المال للثوار المجاهدين، مستجيبين لقول رسُولَ اللَّهِ ﷺ: “مَنْ جهَّزَ غَازِيًا في سبيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا، ومنْ خَلَفَ غَازيًا في أَهْلِهِ بخَيْر فَقَدْ غزَا”. متفقٌ عليهِ.
    وكالعادة؛ لن أطيل النفس، وﻻ أتحدث هنا تحديدًا عن فصيل “تحرير الشام”، فالكل شريك في قبول “منظمات إغاثية” بمسميات مختلفة، تحت ذرائع واهية.
    وأختم؛ اليوم أوقفت الدعم عن المياه، ماذا لو توقفت عن تقديم سلة الأغذية، وللتنويه، الكثير من العوائل التي رأيتها بعيني رأسي، كانت تحصل على تلك “السلة” وهي تجوب الشوارع بسياراتها الفارهة، والحجة “نحن ولاد البلد أحق من غيرنا”.

والله غالب على أمره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى