منوعات

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة.. الدولة العثمانية (9) السُّلْطَان سليم الأول الْغَازِي الملقب “بـياوز” أَي: الْقَاطِع

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب



– السُّلْطَان سليم الأول الْغَازِي الملقب بـياوز أَي الْقَاطِع
مولده فِي أماسية سنة 872هـ، وقيل: كَانَت وِلَادَته سنة 875 هـ
تسلطن سنة وفاة والده سنة 917 هـ، أوسنة 918هـ، وعمره 46 سنة
توفي 9 شَوَّال سنة 926هـ = 22 سبتمبر (أيلول) سنة 1520م
ومدة حكمه 8 سِنِين وأياماً، وقيل: 9 سنين
بعد أن بلغ من العمر 51 عاماً، وقيل 54 سنة
اسمه ونسبه:
السُّلْطَان سليم الأول الْغَازِي الملقب بـ ياوز أَي الْقَاطِع (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص188)
كاسر أكاسرة العجم، وفاتح أقاليم مصر والشّام (نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 34)
ابن بايزيد الثاني بن مُحَمَّد الثاني الفاتح، بن مُرَاد الثاني، بن مُحَمَّد جلبي الأول، بن بايزيد الأول بن مُرَاد الأول، بْن أورخان بن عُثْمَان الغازي بن أرطغرل بن سليمان بن سليمان شاه، سُلْطَان الروم وَابْن سلاطينها (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 1/ 265، مفاكهة الخلان في حوادث الزمان ص379، (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص189)

اقرأ: المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة (124) الدولة العثمانية (8) بايزيد خَان الثَّانِي


مولده:
ولد السُّلْطَان سليم سنة خمس وَسبعين وَثَمَانمِائَة (875هـ). (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص197، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 83)
وقيل: كان مولده فِي أماسية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة (872هـ) (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 83، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 1/ 265، نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 34)

تابعنا في فيسبوك


صفاته وسماته الشخصية:
كان السلطان سليم قوى الجسم، قوى الإرادة، عزوفاً عن المسرّات وأسباب المتعة، وَلُوعاً بالصيد والقنص، وحياة المعسكر، واستحق لقب “العبوس” لأنه شنق تسعة من قرابته منعاً لأية فتنة أو تمرد. (قصة الحضارة 26/ 60)
وَكَانَ سُلْطَانا قهاراً، ملكاً جباراً عَظِيماً، شَدِيد الْبَطْش، عَظِيم الصولة (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 1/ 265، نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 34، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 83)
سفّاكاً للدماء. (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 1/ 265، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 83، تاريخ الدولة العلية العثمانية ص197)
قتل سَبْعَة من وزرائه لأسباب واهية، وَكَانَ كل وَزِير مهدد بِالْقَتْلِ لأقل هفوةً، حَتَّى صَار يدعى على من يرام مَوته بَان يصبح وزيراً لَهُ. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص197)
وكان قامعا للبدعة. (نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 34)
عالماً فاضلاً ذكياً، حسن الطبع، بعيد الغور، صاحب رأي وتدبير وحزم، وكان دائم الفكر في أحوال الرعية والمملكة، وقَهَر الملوك وأبادهم. (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص199)
وَكَانَ كثير الفحص عن أخبار الملوك والرعايا، وكان يُغَيِّر زِيَّه فِي لِبَاسه، ويتجسس فِي اللَّيْل وَالنَّهَار ليتفقّد أحوال رعيّته، وأسرار مملكته ، ويَطَّلِع على الْأَخْبَار، وَله عدَّة مصاحبين يدورون تَحت قلعته، وَفِي الْأَسْوَاق والمحافل والجمعيات، وَمهما سَمِعُوا شيئا ذَكرُوهُ لَهُ في مجلس المصاحبة ، فَيعْمل بِمُقْتَضى مَا يثبت عنده مما يسمعهُ (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 83، نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 34)
وكان على معرفَة بالألسنة الثلاثة: العربية والتركية والفارسية (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 83، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص199)
وَله شعر رائق، ونظم فائق، وَكتب بَيْتَيْنِ فِي الكوشك الَّذِي بُنِيَ لَهُ لما فتح مصر، وهما بالعربي بِخَطِّهِ قَوْله من الْبَسِيط

ألمُلْكُ لِلَّهِ مَنْ يَظْفَرْ بِنَيْلِ مُنّى … يَتْرُكْهُ قَسْرًا ويَضْمَنْ بَعْدَهُ الدَّرَكَا
لَوْ كَانَ لِي أَوْ لِغَيْري قَدْر أُنْمُلَةٍ … فَوْقَ التُّرَابِ لَكَانَ الأَمْرُ مُشْتَرَكَا
وتحتها مَا صورته كتبه سليم بذلك الْحَظ والقلم (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 83، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص199)
وسليم هَذَا هُوَ أول من ملك مصر من آل عُثْمَان سلاطين الزَّمَان والقائمون بشعائر الْإِسْلَام من السّنة وَالْفَرْض كَانَ عَظِيم الهيبة سعيد الْحَرَكَة كثير المبرات دَائِم الْأَسْفَار مستيقظاً للأمور الجليلة، نظره إِلَى معالي الْأُمُور، لَو انتظم فِي سلكه كل لَحْظَة أعظم الْأَمْصَار هُوَ عِنْده فِي غَايَة الاحتقار والاستصغار، ويكفيه فتح مصر أم الدُّنْيَا. (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 83)


ولايته وسلطنته:
تعتبرخلافة سليم الأول (918 – 926 هـ/1512 – 1519م)، وخلافة ابنه سليمان القانوني (923 – 974 هـ = 1517 – 1566 م) عصر قوة الخلافة العثمانية.
وكان قد استولى على السلطان با يزيد خان الثاني في آخر عمره مرض النقرس، وضعف عن الحركة، وترك الحروب والسفر سنين متعددة، فصارت عساكره يتطلبون سلطاناً شاباً، قوي الحركة، كثير الأسفار ليغازي بهم، ويغنموا الغنائم، فرأوا أن السلطان سليم خان من أولاد السلطان با يزيد أقوى أخوته وأجلدهم، فمالوا إليه، وعطف عليهم، فخرج إليه أبوه محارباً، فقاتله وهزمه أبوه، ثم عطف على أبيه ثانياً لما رأى من ميل العساكر إليه واجتماعهم عليه، فلما رأى السلطان با يزيد توجه أركان الدولة إلى سليم، استشار وزراءه وأخصاءه في أمره، فأشاروا إليه أن يفرغ له عن السلطنة، ويختار التقاعد بعزه في أدرنة، وأبرموا عليه في ذلك، فأجابهم حين لم ير بداً من إجابتهم، وطلب السلطان سليم إلى حضرته، وعهد إليه بسلطنته، ثم توجه مع بعض خواص خدامه إلى أدرنة. (الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة 1/ 125)
واستقل السّلطان سليم خان الأوّل بالسّلطنة بعده والده (نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 34) وجلس على تخت السلطنة سنة وفاة والده وعمره إذ ذاك ست وأربعون سنة (نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 34) وجلوسه على سَرِير السلطنة سنة 917 (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 1/ 265) وقيل: سنة ثَمَان عشرَة وَتِسْعمِائَة (918هـ) (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 82)
وَمن وزرائه الأجِلَّة بير باشا، وَابْن هرسك أَحْمد، وَسنَان باشا، وزنبيلي وَغَيرهم (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 83)
يحكى أن بعض الْكُهَّان أخبر السلطان با يزيد أَن ذهَاب ملكه يكون على يَد ولد لَهُ سيولد، فَأمر الْقيمَة على نِسَائِهِ أَن تقتل كل مَوْلُود ذكر، فولد سليم، فَأَرَادَتْ قَتله، فأدركتها الشَّفَقَة عَلَيْهِ فتركته، وأظهرت أنه أُنْثَى اسْمهَا سليمَة، فمضت على ذَلِك أَيَّام ثمَّ إن السُّلْطَان أَرَادَ أَن يجمع بَنَاته فجمعهن وفيهن سليم فَوضع لَهُنَّ حلوى فَمَا زَالَ سليم يَأْخُذ مافي أيدي أخواته ويضربهن وَالسُّلْطَان ينظر إِلَى ذَلِك، ثمَّ مرزنبور فَأَخذه ومرسه بِيَدِهِ حَتَّى مَاتَ فَقَالَ السُّلْطَان هَذَا لَا يكون إِلَّا ذكراً، فأصدقوه الْخَبَر، فأذعن لقَضَاء الله، وَكَانَ زَوَال ملكه على يَد سليم، فإنه قهره وَأخذ الْملك من يَده ً. (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 1/ 265)


النزاع على السلطنة، وتغلب السلطان سليم على إخوته:
سافر بجيوشه إِلَى بِلَاد آسيا، لمحاربة أخوته وأولاد أخوته، حَتَّى يهدأ باله بداخليته، وَلم يبْق لَهُ مُنَازع فِي الْملك، (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص188)
فاقتفى أثر أخيه أحْمَد إِلَى أنقرة، وَلم يتَمَكَّن من الْقَبْض عَلَيْهِ، لوُجُود علاقات بَينه وَبَين الْوَزير مصطفى باشا الَّذِي كَانَ يُخبرهُ بمقاصد السُّلْطَان، لَكِن علم السُّلْطَان بِهَذِهِ الْخِيَانَة فَقتل الْوَزير شَرّ قتلة، جَزَاءً لَهُ، وعبرةً لغيره، ثمَّ ذهب إِلَى بورصة حَيْثُ قبض على خَمْسَة من أولاد اخوته، وأمر بِقَتْلِهِم، وَبعدهَا توجه بِكُل سرعَة إِلَى صاروخان مقرّ أخيه كركود ففر مِنْهُ إِلَى الْجبَال وَبعد الْبَحْث عَلَيْهِ عدَّة أسابيع قبض عَلَيْهِ وَقتل. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص188)
أما أحْمَد فَجمع جَيْشًا من محاربيه وَقَاتل العساكر العثمانية فَانْهَزَمَ وَقتل بِالْقربِ من مَدِينَة يكى شهر فِي يَوْم 17 صفر سنة 919 هـ = 24 أبريل سنة 1513م (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص188)


السلطان سليم والدولة الصفوية:
حركة شاه إسماعيل ومقاومة السّلطان سليم له:
فمن ذلك أنه ظهر غاية الظهور في أيّامه شاه إسماعيل ابن الشيخ حيدر ابن الشّيخ جنيد ابن الشّيخ إبراهيم، ابن السّلطان خواجا شيخ علي ابن السّلطان صدر الدّين موسى ابن الشّيخ صفي الدّين صاحب زاوية أردبيل (نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 34)
قبل توليه الملك:
أرسل الشاه إسماعيل الصفوي دعاته لنشر المذهب الشيعي في الأناضول، وما لبثوا أن وجدوا بعض المؤيدين، ثم قامت جماعة «القيزيل باش» أي العلويين في منطقة أنطاكية العثمانية بالتمرد على سلطة الدولة العثمانية، استجابة لأوامر من الشاه إسماعيل الصفوي نفسه، وقاد هذا التمرد شخص عرف باسم «شاه قولو» أي عبد الشاه، وكان هذا التمرد رهيبًا، استخدم العثمانيون فيه كل قوتهم حتى نجحوا في إخماده بقيادة السلطان سليم الأول بن السلطان بايزيد، يوم أن كان والي إمارة «طرابزون» القريبة من إيران.(الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 30، بترقيم الشاملة)


وحدث الصدام الأول بين سليم بن بايزيد والصفويين، عندما احتل سليم أربع مدن من مخلفات إمبراطورية «الآق قوينلو»، وأرسل الشاه إسماعيل الذي يدعي أنه وريث تلك الإمبراطورية المنهارة أخاه إبراهيم ميرزا على رأس جيش لاستعادة تلك المدن، لكنه هُزِم أمام سليم الأول الذى دمَّر جيشه، وأوقعه في الأسر. (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 30، بترقيم الشاملة آليا)
وأدَّت انتصارات سليم إلى إكسابه مكانة كبيرة وتقديرًا وإعجابًا في نفوس الناس، حتى نظمت فيه قصائد شعبية، غير أن السلطان بايزيد أمر ابنه سليمًا أن يطلق سراح أخى الشاه، ويترك المدن الكبرى التى استولى عليها، بناءً على شكوى من الشاه إسماعيل، ولم يلقَ هذا التصرف قبولاً لدى الجيش أو الشعب. ثم تطورت الأمور، وأجبر الجيش السلطان بايزيد الثاني على التخلي عن العرش لابنه سليم الأول. (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 30 بترقيم الشاملة آليا)
وَلما عصى السُّلْطَان سليم وأخوته والدهم السُّلْطَان بايزيد الثَّانِي ساعد الشاه إسماعيل الأمير أحْمَد على وَالِده، ثمَّ على أخيه من بعده، وَقَبِلَ من فرَّ من أولاده عِنْده. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص189)


بعد انفراده بالملك:
لما انفرد السلطان سليم الأول بالحكم سنة (918هـ= 1512م)، ، واطْمَأَن خاطره من جِهَة داخليته، عَاد إِلَى مَدِينَة أدرنه جاءته الرسل من كل الأنحاء لتهنئته، ولم يحضر أحد من إيران الصفوية، فزاد ذلك من شقة الخلاف بين الدولتين. (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 31، بترقيم الشاملة آليا) وكَانَ بانتظار سفراء من قبل البندقية والمجر وموسكو وسلطنة مصر، فابرم مَعَ جَمِيعهم هدنة لمدد طَوِيلَة فقد كَانَ اهتمامه ببِلَاد الْفرس حيث المد الشيعي وشاه إسماعيل الشيعي (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص189)
الَّذي كَانَت دولته أخذت فِي النمو والارتقاء فِي عصرهَ فإنه فتح ولَايَة شيروان وَجعل مركزه مَدِينَة تبريز سنة 1501م وَبعدهَا فتح الْعرَاق الْعَرَبِيّ وبلاد خُرَاسَان وديار بكر سنة 1508م وأرسل أحْدُ قوَّاده فاحتل مَدِينَة بَغْدَاد، وَفِي سنة 1510م ضم إِلَى أملاكه بِلَاد فارستان وأذربيجان وَبِذَلِك امتدت مَمْلَكَته من الخليج الْفَارِسِي إِلَى بَحر الخزر وَمن منابع الْفُرَات إِلَى مَا وَرَاء نهر أموداريا (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص189)
وَطَغى إِسْمَاعِيل الصفوي وبغى، وَصَارَ يقتل من ظفر بِهِ قتلاً ذريعاً، وَلَا يمسك شَيْئاً من الخزائن بل يفرقها فِي الْحَال على عساكره إِلَى أَن ملك تبريز وأذربيجان وبغداد وعراق الْعَجم وخراسان، وَكَانَ يَدعِي الربوبية، وَكَانَ عسكره يَسْجُدُونَ لَهُ. (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 83)
وَقتل خلقاً لَا يُحصونَ ينيفون على ألف ألف أَو يزِيدُونَ بِحَيْثُ لَا يعْهَد فِي الْإِسْلَام وَلَا فِي الْجَاهِلِيَّة مِقْدَار مَا قَتله شاه إِسْمَاعِيل هَذَا، وَهُوَ من مُلُوك الْعَجم الموسومين بقزل باش (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 84) وَزِيَادَة على ذَلِك أرسل وَفْدًا إِلَى سُلْطَان مصر يطْلب مِنْهُ التَّحَالُف لإيقاف سير الدولة العثمانية، مُبينًا لَهُ أنه إن لم يتَّفقَا حَارَبت الدولة كلاً مِنْهُمَا على حِدته، وقهرته وسلبت أملاكه، (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص189)

وَصُورَة الْكتاب الأول: ليعلم إِسْمَاعِيل بهادر أصلح الله أحواله أَن جَمِيع أهل الشَّرَائِع وَالْأَحْكَام، وعلماء الدّين وَالْإِسْلَام، المحبين لشريعة سيد الْأَنَام، قد أفتوا بكفرك وفسادك وضلالك وعنادك، لارتكابك العقائد الْفَاسِدَة، والضلالات الكاسدة، وَالْأَحْوَال الفظيعة، والأقوال القبيحة الشنيعة، وَمن اسْتحلَّ مَا حرم الله فَلَا شكّ فِي كفره، فَلذَلِك نشرت الْأَعْلَام الإسلامية، والرايات الدِّينِيَّة، وسرتُ إِلَى بلادك لإمحاء رسمك ووجودك، واضمحلال اسْمك وجنودك، لَكِن لما كَانَ من سنة الدّين، وَطَرِيق الْحق الْمُبين، الْإِخْبَار والإعلام بالدعوة إِلَى اتِّبَاع شَرِيعَة الْإِسْلَام قبل اللجوء بِالسَّيْفِ حِين لَا يُفِيد أَيْن وَلَا كَيفَ، أرْسلت إِلَيْك مخبراً بأنك إِن أخلصت التَّوْبَة، وصدقت فِي الأوبة، وَرجعت عَن تِلْكَ العقائد القبيحة الفظيعة، فقد فزت بالمقصد الْأَسْنَى، وَلَك الْأمان مَعَ الزِّيَادَة فِي الْحسنى، وَإِن لم ترجع فلتعلم أَنِّي قد سرت إِلَيْك بآيَات النَّصْر والتمكين، ورايات الظفر الْمُبين، عملا بقوله تَعَالَى {قتلوا الَذِين يُلونَكُم من الكفارِ} التَّوْبَة 123، لترمى بِالْعَذَابِ مجاهرة، والنكال مباهرة، وَالسَّلَام على من اتبع الْهدى. (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 84)
فَلم يرتدع لذَلِك فَأرْسل إِلَيْهِ بِكِتَاب ثانٍ بديع اللَّفْظ والمعاني، فَلم يرتدع لفرط العتو والطغيان، فَسَار إِلَيْهِ السُّلْطَان سليم (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 84)


دخُول العثمانيين مَدِينَة تبريز وبلاد الفرس:
وَبعد ذَلِك أعلن السُّلْطَان سليم الشاه إسماعيل بِالْحَرْبِ، وسافر بجيوشه من مَدِينَة أدرنه فِي 22 محرم سنة 920هـ = 19 مارس سنة 1514م، وَسَار الْجَيْش العثماني تَحت قيادة السُّلْطَان سليم نَفسه كَمَا جرت بِهِ الْعَادة، قَاصِداً مَدِينَة تبريز عَاصِمَة الْعَجم، وَكَانَت الجيوش الفارسية تتقهقر أمامه خدعة مِنْهُم، ليُنْهِك التَّعَب الجيوش العثمانية، فينقضوا عَلَيْهِم، واستمروا فِي تقهقرهم إِلَى وَادي جالدران بِقرب تبريز. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص190)
فالتقى العثمانيون مع الصفويين في 2 من رجب 920هـ = 23 من أغسطس سنة 1514م في معركة «جالديران»، فانتصرت الجيوش العثمانية نصرا مُبينًا، وهزم الشاه «إسماعيل»، الذى هرب ناجيًا بحياته، وترك إحدى زوجاته في الميدان، ودخل سليم العاصمة الإيرانية تبريز، وفر الشاه بِمَا بَقِي من جيوشه، (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 84، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 31 بترقيم الشاملة)
وَوَقع كثير من قواده فِي الأسر، وأُسرت أيضاً إحدى زَوْجَاته، وَلم يقبل السُّلْطَان أن يردهَا لزَوجهَا، بل زَوجهَا لَأحَد كاتبي يَده، انتقاماً من الشاه، وَفتحت الْمَدِينَة أبوابها، ودخلها السُّلْطَان منصوراً فِي يَوْم 14 رَجَب سنة 920 هـ = 4 سبتمبر سنة 1514م، وَاسْتولى على خَزَائِن الشاه وأرسلها إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة، وَكَذَلِكَ أرسل إليها أربعين شخصاً من أمهر صناع هَذِه الْمَدِينَة، الأمر الَّذِي يدل على عدم إغفاله تقدم الصَّنَائِع أثناء اشْتِغَاله بالحروب، (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص190)
وَأَرَادَ أَن يُقيم بتبريز لأخذ إقليم الْعَجم جَمِيعه، فَمَا أمكنه ذَلِك لعدم وجود المؤونة الكافية لجيوشه بهَا، ولِكَثْرَة الغلاء والقحط، وَسبب ذَلِك أَن القوافل الَّتِي كَانَ أعدهَا السُّلْطَان سليم لِأَن تتبعه بالميرة والعليق تخلفت عَنهُ فِي مَحل الِاحْتِيَاج إِلَيْهَا، وَمَا وُجد فِي تبريز شَيْء من المأكولات والحبوب، لِأَن إِسْمَاعِيل شاه حرقها عِنْد انكساره، فَاشْتَدَّ الغلاء بِحَيْثُ بِيعَتْ العليقة بِنَحْوِ مِائَتي دِرْهَم والرغيف الْخبز بِمِائَة دِرْهَم، فاضطر السُّلْطَان سليم إِلَى الْعود عَن تبريز إِلَى بِلَاد الرّوم وَتركهَا خاوية على عروشها، مقتفياً أثر الشاه إسماعيل (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص190، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 84)

حَتَّى وصل إِلَى شاطئ نهر الرس وَعِنْدهَا امْتنع الانكشارية عَن التَّقَدُّم لاشتداد الْبرد، وَعدم وجود الملابس، والمؤونة اللَّازِمَة لَهُم، فقفل رَاجعاً إِلَى مَدِينَة أماسيا بآسيا الصُّغْرَى للاستراحة زمن الشتَاء، والاستعداد للحرب فِي أوائل الرّبيع. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص191)


وفي طريق العودة ضم سليم إلى دولته أراضى «ذي القادر»؛ لأن حاكمها علاء الدين، التابع لدولة المماليك رفض مساعدة سليم عندما كان في طريقه لمحاربة الصفويين، مما وتّر العلاقة بين العثمانيين ودولة المماليك، وقام بينهما عداء سافر، ساعد فيه الاتفاق بين دولة المماليك في مصر والشام وبين الصفويين ضد العثمانيين، وزاد الأمر تعقيدًا عثور العثمانيين على خطاب يؤكد العلاقة الخفية بين المماليك والصفويين، وهذا الخطاب محفوظ الآن في أرشيف متحف «طوب قابو» في «إستانبول».(الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 31، بترقيم الشاملة آليا)
وَمر فِي عودته من بِلَاد أرمينيا لكنه لم يفتحها لعدم وجود الْوَقْت الْكَافِي لذَلِك (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص191)
وعندما أقبل الرّبيع بنضارته رَجَعَ السُّلْطَان إِلَى بِلَاد الْعَجم فَفتح قلعة كوماش الشهيرة وإمارة ذِي الْقدر سنة 1515م، ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة تَارِكًا قواده لإتمام فتح الولايات الفارسية الشرقية. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص191)
وَلما وصل إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة أمْر بقتل عدد عَظِيم من ضباط الإنكشارية الَّذين كَانُوا سَبَب الِامْتِنَاع عَن التَّقَدُّم فِي بِلَاد فَارس كَمَا سبق الذّكر، خشيَةً من امتداد الْفساد، وَعدم الطاعة فِي الجيوش، وأمر بقتل قَاضِي عَسْكَر هَذِه الفئة، واسْمه جَعْفَر جلبي، لأنه كَانَ من أكبر المحركين لهَذَا الِامْتِنَاع، وخوفا من حُصُول مثل ذَلِك فِي الْمُسْتَقْبل جعل لنَفسِهِ حق تعْيين قائدهم الْعَام، ليَكُون لَهُ بذلك السيطرة عَلَيْهِم، وَكَانَ النظام السَّابِق يقْضِي بتعيينه من أقدم ضباط الإنكشارية (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص191)

وَبعد عودة السُّلْطَان إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة فتحت الجيوش العثمانية مَدَائِن ماردين وأورفه والرقة والموصل، وبذلك تمّ فتح إقليم ديار بكر، وأطاعت كَافَّة قبائل الكرد بِدُونِ كثير عناء، بِشَرْط بقائهم تَحت حكم رُؤَسَاء قبائلهم. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص191)


أعماله وأهم الأحداث في أيامه:
اسْتولى على جَمِيع مَا كَانَ تَحت يَد أَبِيه (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 1/ 265)
لما كَانَ تَعْيِينه بمساعي الإنكشارية يَقْتَضِي توزيع المكافآت عَلَيْهِم حسب الْمُعْتَاد أعطى لكل نفرٍ مِنْهُم خمسين دوكاً (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص188)
ثمَّ عين ابْنه سُلَيْمَان حَاكماً للقسطنطينية، (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص188)
وبنى كثيراً من الْجَوَامِع، وحوَّل أجمل كنائس الْقُسْطَنْطِينِيَّة إِلَى مَسَاجِد، مَعَ سبق الْوَعْد من السُّلْطَان مُحَمَّد الثَّانِي الفاتح لبطريق الرّوم بِعَدَمِ مس نصف الْكَنَائِس الثَّانِي الَّذِي تَركه لَهُم بعد فتح الْمَدِينَة. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص197)
وشن الحرب تلو الحرب من أجل الفتح والغزو. ولم تزعجه إغارة إسماعيل الصفوي – شاه فارس – على الحدود التركية، فقطع سليم على نفسه عهداً بأن يشيد ثلاثة مساجد ضخمة في القدس، وبودا وروما، إذا من الله عليه بالنصر على الفرس. (قصة الحضارة 26/ 60)
وقرر أن يوحد الأمة الإسلامية تحت النفوذ العثماني للوقوف في وجه التقدم الصليبي (موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر ص331)
وتقدم نحو إسماعيل الصفوي، وغزى بِلَاد الْعَجم وَحَارب شاه إسماعيل الصفوي وغلبه، وانتصر على الدولة الصفوية الشيعية، التي تحالفت مع البرتغاليين ضد المسلمين، ودخل عاصمتها تبريز عام 920 هـ بعد معركة (جالديران)، وجعل من شمالي أرض الجزيرة ولايةً عثمانية.. (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 1/ 265، قصة الحضارة 26/ 60، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر ص331)
وَله فتوحات عَظِيمَة (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 1/ 265) وفي 1515م حول مدافعه ورجاله الإنكشارية إلى المماليك، وضم سوريا وبلاد العرب ومصر إلى مملكته (1517) (قصة الحضارة 26/ 60)
فاستفتح مصر وَالشَّام وانتزعهما من المماليك الجراكسة الذين تحالفوا مع الصفويين ضد العثمانيين إذ ذَاك، وَهُوَ قانصوه الغوري وَقَتله في معركة مرج دابق شمالي حلب سنة 922 هـ، 24 آب اغسطس سنة 1516م، (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 1/ 265، سلسلة جهاد شعب الجزائر 1/ 38، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر ص331)

ثم هزم المماليك في مصر في معركة الريدانية قرب القاهرة سنة 923 هـ وقتل حاكمهم طومان باي، في 21 كانون الثاني – يناير (سنة 1517 م) فأنهي بذلك دولة المماليك. (سلسلة جهاد شعب الجزائر 1/ 38، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 1/ 265، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر ص331)
وتنازل له الخليفة العباسي في القاهرة عن الخلافة في نفس العام، فأصبح السلطان العثماني سليم خليفة المسلمين منذ ذلك اليوم. وقَدِمَ شريف مكة إلى القاهرة، وأعلن خضوع الحجاز للخليفة العثماني. (موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر ص331)
وحمل الخليفة العباسي من القاهرة إلى القسطنطينية مكرماً، وأصبح سلاطين العثمانيين بعد ذلك – كمثل هنري الثامن – أصحاب السلطة الدينية والزمنية (سيادة الدين والدولة) (قصة الحضارة 26/ 60)
وقد أحدثت فتوحات سليم ذعراً صارخاً في أوروبا، حتى لقد خشي البابا ليو العاشر من اتحاد كلمة المسلمين مرة أخرى فشرع يعد العدة للحرب، ولتوجيه حملة صليبية جديدة بحجة حماية المسيحين من أذى المسلمين. (سلسلة جهاد شعب الجزائر 1/ 39)
ولعل سليماً كان يفكر في استئناف خطته لتفح الغرب يوم رجع إلى أدرنة سنة 1518م غير أنه لم يلبث أن توفي (سلسلة جهاد شعب الجزائر 1/ 39)
وفي أوج مجد قواته وعظمتها، جهز سليم لغزو رودس والعالم المسيحي. فلما تمت كل الاستعدادات، أصيب بالطاعون فقضي عليه سنة1520م. (قصة الحضارة 26/ 60)


وفاته:
لم تطل سلطنة سليم الأول (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 83)
ولم يتيسر له العود إلى العراق وبلاد العجم لمقاتلة القزلباش كما أضمر في نفسه، لظهور جراحات فيه إتّصلت بموته.(نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 48)
فلم يلبث أن تُوفِّي وهو في طريق عودته من الْقُسْطَنْطِينِيَّة إِلَى أدرنه سنة سِتّ وَعشْرين وَتِسْعمِائَة (926هـ = 1520م) من جرّاء خراج صغير فى ظهره. (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 85، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 1/ 265، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 34، بترقيم الشاملة آليا، نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 48)


وقيل مات بالطاعون. (قصة الحضارة 26/ 60)
ليلة السبت يَوْم 9 شَوَّال سنة 926هـ = 22 سبتمبر أيلول سنة 1520م. (سلسلة جهاد شعب الجزائر 1/ 39، تاريخ الدولة العلية العثمانية ص197، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص199)
توفي وله من العمر أربع وخمسون سنة. (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص199، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 83، نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 34) وقيل: توفي فِي السّنة الحادية وَالْخمسين من عمره. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص197)
والتَّاسِعَة من حكمه (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص197)، وقيل: مكث في السّلطنة تسع سنين وثمانية أشهر (نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 34، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص199) وقيل: كَانَت مدَّته ثَمَان سِنِين وأياماً (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 85)
وفي أوج مجد قواته وعظمتها، جهز سليم لغزو رودس والعالم المسيحي. فلما تمت كل الاستعدادات، أصيب بالطاعون فقضى عليه. (قصة الحضارة 26/ 60)
وأمر ليو العاشر الذي كان قد ارتعد فرقاً لتقدم سليم أكثر مما ارتعد لظهور مارتن لوثر، فأمر الكنائس المسيحية بإقامة الصلوات شكراً لله. (قصة الحضارة 26/ 60)


الولاية بعده:
وأخفى طبيبه الخصوصي خبر مَوته عَن الْحَاشِيَة وَلم يبلغهُ إلا للوزراء، فَاجْتمع كل من بير مُحَمَّد باشا، وَأحْمَدْ باشا، ومصطفى باشا، وقرروا إخفاء هَذَا الأمر حَتَّى يحضر وَلَده سُلَيْمَان من إقليم صاروخان، خوفًاً من أن تثور الإنكشارية كَمَا هِيَ عَادَتهم. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص197، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص199)
فلما وصل السلطان سليمان الى القسطنطينية أعلنوا موت السلطان سليم، وصلّوا عليه في جامع السلطان محمد، ثم حملوه ودفنوه في محل قبره، وأمر السلطان سليمان خان ببناء جامع عظيم، وعمارة لطعام الفقراء صدقة على والده. (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص199)
وَتَوَلَّى السلطنة وَلَده سُلَيْمَان ابْن سليم (الذي اشتهر بالقانوني) عرش المملكة بدون معارضة. (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 1/ 265، سلسلة جهاد شعب الجزائر 1/ 39)
وانصرف أول ما انصرف إلى تحقيق أخطر ما تركه له أسلافه من مهام، وذلك بالاستيلاء على الحدود الشمالية. (سلسلة جهاد شعب الجزائر 1/ 39)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى