ثقافة وأدب
الــــــوَرَم
-أ- لا تَبْتَئِسْ لَيسَ في حُكَّامِنَا شَمَمُ فَكُلُّهُمْ تَبَعٌ في الحَرْبِ يَنْهَزِمُ وما مَحَافِلُهُمْ إلا قِمَامُ قَذَىً تَجَسَّدَتْ وجَعَاً في حَقِّ مَن رُجِموا لَيسَ الوَقَارُ ثِيابَاً تَسْتَظِلُّ بِها لَكِنَّهُ الرُّوحُ تَسْتَغْني بها الرِّممُ في العَيشِ يعلو على الأنْسَابِ ذو أَدَبٍ وفي الميادينِ يَحْيا الفَارِسُ الخَذِمُ * يُخَلِّدُ الَمرْءَ ذِكْرٌ حِينَ يَتْرُكُهُ وليسَ يَنْفَعُهُ جَاهٌ ولا حَشَمُ وحُرْمَةُ الوَطَنِ المَنْكُوبِ باقِيَةٌ في ذِمَّةِ القَومِ لَنْ يَغْتَالَها السَّقَمُ * * * -ب- مَنْ لَمْ يَعِشْ مِحْنَةَ الأوطانِ في حزَنٍ فإنَّهُ في زَوايا لَيْلِها رَقَمُ تَبَّتْ يَدا كُلِّ مَأفُونٍ بِسُرْبَتِهِ * شَيخُ الثَّواءِ وفي أسْيَادِهِ قزمُ * عينُ الحقيقةِ في الأحرارِ مُبْصِرَةٌ والمُرْجِفُونَ يُوارِي عَيْنَهُمْ قَتَمُ لِكُلِّ باغمةٍ حَبْلٌ يُقَيِّدُهَا * وليسَ للحرِّ غيـرَ الصِّدْقِ مُعْتَصَمُ مازالَ في سَدَفِ الظَّلْمَاءِ بَارِقَةٌ * ما عَابَها مَنْ إلى الشَّيطانِ يَحْتَكِمُ فالسَّيلُ يَجْرِفُ دُودَ الأرضِ قاطبَةً لا حَاكِمٌ خَالِدٌ فيها ولا خَدَمُ فَاعْدُدُ حِسَابَكَ فالأيَّامُ قَادِمَةٌ وفي مَواسِمِها يُسْتَأَصْلُ الوَرَمُ ====== الخذم: الشجاع المأفون: المجنون الثواء: مكان الإقامة الباغمة: صوت الحيوان السدف: الستار