مقالات

ماهي حقيقة وإمكانية إجراء مباحثات أوكرانية-روسية،وهل توفرت شروط إجراء مثل هذه المباحثات؟؟

د. ياسين الحمد

أكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب

روسيا تعرض المحادثات على أوكرانيا من خلال القنوات الرسمية وغير الرسمية دون شروط.

قال رئيس مجموعة التفاوض الأوكرانية مع الاتحاد الروسي، ديفيد أراهما: إن روسيا تحاول بكل وسيلة ممكنة جلب أوكرانيا إلى طاولة المفاوضات.
“هناك مقترحات من روسيا بخصوص المفاوضات، تأتي من خلال قنوات رسمية وغير رسمية. مضمون الرسالة الروسية مجردة وفارغة تمامًا: “دعونا نجلس على طاولة المفاوضات غير المشروطة.

اقرأ: أهداف روسيا من الغزو وما تحقق، و متطلبات أوكرانيا للعودة للحوار مع روسيا 

ولكن هناك غموض روسي حول شروط التي وضعها بوتين قبل إعلان الحرب. اشترط “فلاديمير بوتين” الرئيس الروسي، مجموعة من الشروط لوقف الحرب ضد أوكرانيا، والمتعلق بالاعتراف بالقرم كأرض روسية، وإعلان حياد كييف، فضلا عن تخلي الحكومة الأوكرانية عن “نازيتها”.
وتشمل الشروط الروسية المتوقع بحثها وقبولها وإيجاد حلول من الطرف الأوكراني ما يلي:

1 – قبول أن أوكرانيا أن تكون محايدة.
2 – ألا تنضم إلى حلف الناتو.
3 – خضوع أوكرانيا لعملية نزع السلاح للتأكد من أن البلاد لا تشكل تهديدًا لروسيا في المستقبل.
4 – إن اللغة الروسية يجب أن تتمتع بحماية قانونية في البلاد.
وهذه الشروط الأربعة قابلة للبحث وهناك مقترحات أوكرانية للبحث فيها.
في حين توقعت مصادر رفض أوكرانيا بالمطلق للشروط الثلاثة التالية:
1 – إجراء مفاوضات مباشرة بين بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اتخاذ قرار بشأن اتفاقية حفظ السلام.
2 – مطالبة أوكرانيا بالتخلي عن منطقة دونباس.
3 – الاعتراف بملكية روسيا على شبه جزيرة القرم.

لكن وقائع الحرب، فقد تغير الوضع بفضل جهود القوات المسلحة الأوكرانية خلال ما يقرب من تسعة أشهر من الحرب: “لقد تغير الوضع، وخاصة بعد هزائم روسيا على عدة محاور سواء محور خاركيف، إقليم الدونباس، وتحرير خيرسون وكامل منطقة يمين نهر دنيبر، والآن تتغير الظروف على الأرض يومياً، لكي تتوفر الظروف والجلوس على الطاولة”.

اقرأ: صراع القوى والنفوذ بين أقطاب القوى الفاعلة في غزو أوكرانيا.

في الوقت نفسه، علقت أراخامية على كلام المتحدث باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف، الذي ذكر أن قلة الضوء والحرارة في العديد من مناطق أوكرانيا هي نتيجة تصرفات سلطات كييف، التي، على وجه الخصوص، ترفض التفاوض.

وأوضح أراهامية: “هذا ابتزاز، إنهم يحاولون حقًا إجبارنا على إجراء مفاوضات غريبة جدًا بهذه الطريقة. إنهم يحتاجون فقط إلى نوع من التوقف التكتيكي من أجل إعادة الشحن، وإعادة التجميع” لشن حرب جديدة.

●-الموقف الأمريكي من المباحثات، يحاول بعض النشطاء العرب والسوريين، الاعتماد على معلومة أو تصريح لمسؤول أمريكي أو عضو كونغرس، والاستناد عليها واستخلاص نتيجة تفتقد للموضوعية والمصداقية، لانهم ينقصهم في فهم آليات اتخاذ القرار والقوى داخل الولايات المتحدة التي ترسم الاستراتيجيات الكبرى للولايات المتحدة. والبعض منهم لا يفهم حقيقة وأبعاد هذا التصريح أو ذاك ووضعه في سياقه من خلال فهم حقيقة الموقف الأمريكي.
مع دخول أزمة أوكرانيا شهرها التاسع ووسط تقدم قوات كييف، بات البحث عن حل دبلوماسي أقرب من أي وقت، خاصة مع اقتراب القتال نحو هدوء الشتاء.
إلا أن ذلك الحل والذي قالت تقارير صحفية عديده، إن واشنطن تحاول دفع أوكرانيا إليه لأسباب عدة بينها الحفاظ على الدعم الغربي المقدم لها، لم تكن الإدارة الأمريكية نفسها متوافقة حوله، بحسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
وتقول الشبكة الأمريكية إنه خلال المحادثات الداخلية حول الحرب في أوكرانيا، قاد رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي في الأسابيع الأخيرة محاولات حثيثة للبحث عن حل دبلوماسي للأزمة التي دخلت شهرها التاسع. وكما عرض مارك ميلي على قائد القوات الأوكرانية في بداية الحرب، إذا كان يفكر بالخروج من أوكرانيا، كان رد القائد حاسماً لن أغادر أوكرانيا وسأبقى مع الضباط والجنود والشعب الأوكراني في الدفاع عن بلدنا.

تابعنا في فيسبوك


إلا أن الشبكة قالت: إن موقف ميلي لا يحظى بدعم واسع من الرئيس و من فريق الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن، بما في ذلك وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الدفاع الأمريكي مشيرة إلى أن أيًا منهما لم يعتقد أن الوقت قد حان للقيام بدفع جاد لإجراء محادثات بشأن أوكرانيا.
وبحسب “سي إن إن”، فإن تصريحات ميلي أثارت مخاوف البعض بشأن الإدارة الأمريكية التي تبدو منقسمة في نظر الكرملين، مؤكدة أنه في حين أن بعض مسؤولي بايدن أكثر انفتاحاً على استكشاف الشكل الذي قد تبدو عليه الدبلوماسية، فإن المصادر تقول إن معظم كبار مسؤولي الدبلوماسية والأمن القومي قلقون من منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي نوع من النفوذ على طاولة المفاوضات، ويعتقدون أن الأوكرانيين يجب أن يقرروا متى يجب عليهم ذلك.

وأخيراً حسم الرئيس الموقف الأمريكي عندما سئل عن إمكانية إجراء محادثات، قال الرئيس بايدن في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء: “الأمر متروك للأوكرانيين. لا شيء يتعلق بأوكرانيا بدون أوكرانيا”.
من جهته قال مسؤول مطلع على نمط تفكير رئيس الأركان الأمريكي “ميلي”: “إنه لا يطلب السرعة إلى التفاوض مع روسيا أو الضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (..) إنها مناقشة حول وقف القتال من أجل نهاية سياسية”.
لكن هذا الرأي لا تتبناه الإدارة الأمريكية على نطاق واسع، بحسب أحد المسؤولين الذي قال إن وزارة الخارجية على الجانب الآخر من خطة ميلي.
وقال أحد المسؤولين إن هذه الديناميكية أدت إلى وضع “فريد”؛ فالقادة العسكريون يدفعون بشدة من أجل الدبلوماسية أكثر من الدبلوماسيين الأمريكيين.
كذلك قال رئيس وزراء بريطانيا العظمى ريشي سوناك: تعرف بريطانيا ما يعنيه النضال من أجل الحرية. نحن معكم حتى النهاية بعد لقائه مع رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي

●-موقف النظام الدولي عموماً والتكتلات والتجمعات الدولية

▪︎-الأمم المتحدة – صرح الأمين العام أنطونيو غوتيريش بأن الغزو الروسي كان «أشد اللحظات حزنًا في فترة ولايتي» ودعا بوتين إلى سحب قواته «باسم الإنسانية».
في الخامس والعشرين من فبراير، فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في تبني قرار من شأنه أن «يأسف» للغزو الروسي لأوكرانيا. ومن بين 15 دولة عضوا في مجلس الأمن، أيدت القرار 11 دولة، بينما امتنعت 3 عن التصويت. تم رفض القرار باستخدام روسيا حق النقض.
▪︎ الاتحاد الأوروبي – غردت الرئيسة أورسولا فون دير لاين؛ «لن ندع الرئيس بوتين يهدم البنية الأمنية لأوروبا» ودعا رئيس السياسة الخارجية جوزيب بوريل بوتين إلى وقف «العدوان الأحمق». دعت روبرتا ميتسولا، رئيسة البرلمان الأوروبي، إلى «إجراء فوري وسريع وقوي» وعقدت جلسة استثنائية للبرلمان في 1 مارس.

رئيس وزراء بولندا ماتيوز موراويك: “السلام الروسي” ورم سرطاني لا يهدد غالبية المجتمع الروسي فحسب، بل يهدد أوروبا كلها أيضًا التاريخ هو أحد الأدوات الرئيسية التي تستخدمها روسيا منذ سنوات عديدة. لا يمكننا تجاهل هذا التهديد أو التقليل من شأنه. قد يشجع افتقارنا للرد الأوروبي على الدعاية الروسية على مواصلة التشكيك في الحقائق التاريخية الموثقة جيدًا والمعروفة “. ووفقا له، فقد حلت إيديولوجية بوتين عن “العالم الروسي” محل شيوعية القرن العشرين.
وأضاف رئيس الوزراء البولندي: “هذا ليس جنونًا، لكنه استراتيجية مدروسة جيدًا فتحت بالفعل أبواب الإبادة الجماعية”.

▪︎ الناتو – ندد الأمين العام ينس ستولتنبرغ بالهجوم ووصفه بأنه «انتهاك خطير للقانون الدولي». وأعلن بيان منفصل عن نية نشر قوات دفاعية وأدان بيلاروس لسماحها بالهجوم.
▪︎المحكمة الجنائية الدولية – أصدر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم أحمد خان بيانا حذر فيه من أن «أي شخص يرتكب مثل هذه الجرائم، بما في ذلك عن طريق الأمر أو التحريض أو المساهمة بطريقة أخرى في ارتكاب هذه الجرائم، قد يكون عرضة للمحاكمة أمام المحكمة، مع الاحترام الكامل لمبدأ التكامل. ومن الضروري أن تحترم جميع أطراف النزاع ذلك».
▪︎المجلس الشمالي – أدان الرئيس إركي توميوجا الغزو ووصفه بأنه «غير عادل تمامًا» وقال إنه «يتعارض مع كل من القانون الدولي ونظام الأمن الأوروبي».
▪︎-الاتحاد الأفريقي – دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي ورئيس الاتحاد الأفريقي والرئيس السنغالي ماكي سال روسيا و«أي جهة إقليمية أو دولية أخرى إلى احترام القانون الدولي وسلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها الوطنية» وحثا طرفي النزاع على وقف فوري لإطلاق النار وبدء مفاوضات سياسية دون تأخير.


▪︎ أسيان – أعرب وزراء خارجية الرابطة عن قلقهم البالغ إزاء التوترات الروسية الأوكرانية وحثوا على أقصى درجات ضبط النفس والحوار.
▪︎مجلس البلطيق – نشر بيانا «يدين فيه بشدة الغزو الروسي لأوكرانيا».
▪︎ الجماعة الكاريبية – نددت في بيان غزو أوكرانيا وطالبت «بالانسحاب الفوري والكامل» للجيش الروسي من أوكرانيا.
▪︎ مجلس أوروبا – أصدرت لجنة الوزراء قراراً «يدين بأشد العبارات الهجوم المسلح على أوكرانيا»، ودعت روسيا إلى «الوقف الفوري وغير المشروط لعملياتها العسكرية»، وأنها ستنظر في «التدابير التي يتعين اتخاذها ردًا على الانتهاك الخطير من جانب الاتحاد الروسي بالتزاماته القانونية كدولة عضو في مجلس أوروبا».
▪︎ منظمة الدول الأمريكية – أصدرت بيانا أدانت فيه الهجوم ووصفته بأنه إهانة للبشرية واعتداء على العلاقات الدولية المتحضرة.
▪︎ منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية – أنهى مجلس المنظمة رسميًا مفاوضات الانضمام مع روسيا وأمر بإغلاق مكاتب المنظمة في موسكو.

الخلاصات:
1- إدانة دولية واسعة للغزو الروسي على أراضي أوكرانيا وشعبها .
2- المطالبة بانسحاب روسيا من كافة أراضي أوكرانيا، المعترف فيها دوليا حتى من روسيا عام 1991 وعدة اتفاقات دولية أخرى موقعه من اطراف دولية، أوكرانيا دولة مستقلة ولها الحق السيطرة على كامل أراضيها وفق نظام الأمم المتحدة، ووقف غزوها وحربها على أوكرانيا.
3- تحدث الرئيس الأوكراني أمام اجتماع قوى العشرين بالعالم، حيث قال الرئيس زيلينسكي: كلمة واضحة واثقة بشعبه وجيشه، عدت من خيرسون، المدينة الكبرى التي احتلها الغزاة، وتحريرها ذو معنى كبير للشعب الأوكراني قال أيضاً:
لا يستحق التفكير ولا يمكن تقديم تنازلات أوكرانية وفق الضمير والسيادة والأرض والاستقلال. نحن نحترم قواعد القوانين الدولية، ونحن أهل وعند كلمتنا. لطالما كانت أوكرانيا رائدة في جهود حفظ السلام، وقد شهدها العالم. وإذا قالت روسيا إنها من المفترض أنها تريد إنهاء هذه الحرب، فلندعها تثبت ذلك بالأفعال.
لن نسمح لروسيا بالانتظار، وتحشد قواتها، ثم تبدأ سلسلة جديدة من الإرهاب وزعزعة الاستقرار العالمي. لن يكون هناك مينسك -3، الذي تنتهك روسيا فور كل الاتفاقات.
هناك صيغة أوكرانية للسلام، السلام لأوكرانيا وأوروبا والعالم. وهناك مجموعة من الحلول التي يمكن تنفيذها لضمان السلام حقًا.
-أُقدم مقترحات لمثل هذه الحلول – محددة وصادقة. تقدمه أوكرانيا للدول الرائدة في العالم لكي تشارك معنا في صنع السلام.
تحدث زيلينسكي في مجموعة العشرين وقدم “صيغة السلام”، وهي عروض أوكرانيا:

  1. الإشعاع والسلامة النووية 2. الأمن الغذائي 3. أمن الطاقة 4. الإفراج عن جميع الأسرى والمبعدين 5. تنفيذ ميثاق الأمم المتحدة واستعادة وحدة الأراضي والنظام السلمي.
  2. انسحاب القوات الروسية ووقف الأعمال العدائية 7. عودة العدالة 8. منع الإبادة البيئية (تدمير عالم الحيوان) 9. عدم قبول التصعيد 10. تحديد نهاية الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى