مختارات

وظيفتك عندنا..!

بروفسور حسين علي غالب بابان|

طابور طويل، وشباب طموح أكبرهم في منتصف الثلاثينات مرتدين ثياباً جديدة وجميلة كأنهم ذاهبون لحفل زفاف.
يحمل كل واحد منهم ملفاً فيه نسخ من أوراقهم الثبوتية مع شهاداتهم الجامعية، كل هذا عند شركة توظيف في منطقة تحتضن الأثرياء، ومن يعمل في هذه الشركة شابات جميلات جداً والابتسامة لا تفارق وجوههم الغارقة بمستحضرات التجميل، و لديهم أساليبهم في إقناع الآخرين.

اقرأ: قيمة العمل في الدولة المسلمة ورعايتها للمصالح العامة
الشركة ما هي إلا شركة احترفت الاحتيال، ويشرف عليها ثماني شابات منزوع من قلوبهم الرحمة، ويستغلون المكان. وقد درسوا حاجة الشباب، ووضعوا خطة عمل مقنعة وكل واحدة لها دور معين .

تابعنا في فيسبوك

من محاسن الصدف أن صديقاً إعلامياً أعرفه حق المعرفة سمع عن هذه الشركة وقرر التوجه إليها بحثاً عن الرزق، لكنه أحس أن ما يدور حوله عليه الكثير من علامات الاستفهام والتعجب، وخرج من هذه الشركة بعدما قالت له إحداهن: “إن كنت تريد وظيفة، فأنا عندي لك وظيفة لكن أدفع لي الآن مبلغ كذا …”، وبعد انتهاء جملتها خرج دون أن يدفع أي مبلغ يذكر لها أو لغيرها.

أنا حزين على هذه الأعداد الهائلة من الشباب الذين وقعوا ضحية لهذه الشركة، كيف لشباب مثقف وجامعي أن يكون مُغيباً هكذا؟ ألا يعلمون أنه لا يوجد في وقتنا الحاضر أي شيء سهل على أرض الواقع بسبب الظروف الاقتصادية العالمية والبطالة وأعداد الخريجين الكبير وقلة الموارد؟

بروفسور حسين علي غالب بابان
أكاديمي وكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى