بحوث ودراسات

خبراء يحذّرون: اندلاع الحرب العالميَّة الثالثة بات أقرب من المتوقَّع!

د. محمد عبد المحسن مصطفى عبد الرحمن

أكاديمي مصري.
عرض مقالات الكاتب


يبدو أنَّ مساعي التَّفاوض وتقريب وجهات النَّظر بين كلٍّ من روسيا وأوكرانيا في الآونة الأخيرة باتت لا طائل منها، بعد تجديد روسيا قصفها مواقع حيويَّة في أوكرانيا، وفرْضها شروطًا تعجيزيَّة لإنهاء الحرب، الَّتي بدأت أواخر فبراير الماضي، واعتبرها المراقبون الشَّرارة الأولى للحرب العالميَّة الثَّالثة. تعرَّض الرَّئيس الرُّوسي، فلاديمير بوتين، خلال فعاليَّات قمَّة العشرين، الَّتي انعقدت يومي 15 و16 نوفمبر الجاري في جزيرة بالي الإندونيسيَّة، إلى ضغوط كبيرة من زعماء العالم المشاركين في القمَّة لإنهاء الحرب الدَّائرة بين بلاده وأوكرانيا، الَّتي أسفرت عن أزمة اقتصاديَّة طاحنة؛ نتيجة نقص الغذاء وارتفاع أسعار المحروقات، وتهدِّد باستخدام السِّلاح النَّووي.
وبدلًا من تهدئة الأمور والتَّفاوض من أجل إيجاد وسيلة لإنهاء الحرب وتجنُّب آثارها الكارثيَّة، ازداد التَّوتُّر بعد تعرُّض قرية بشيفودوف بمقاطعة ليوبلين البولنديَّة، الواقعة على الحدود مع أوكرانيا، لهجمة صاروخيَّة عشيَّة 16 نوفمبر؛ أدَّت إلى سقوط قتيلين. اتُّهمت روسيا بشنِّ تلك الهجمة الصَّاروخيَّة على بولندا، وهي من أعضاء حلف شمال الأطلسي (النَّاتو)؛ ما أدَّى إلى رفْع حالة التَّأهُّب بين الدُّول الأعضاء في الحلف، والاستعداد للرَّدِّ على العدوان الرُّوسي. غير أنَّ الرَّئيس الأمريكي، جو بايدن، سارَع بالتَّشكيك في صحَّة المزاعم المنتشرة بشأن وقوف روسيا وراء الهجمة الصَّاروخيَّة على بولندا. ومع تبادُل روسيا وأوكرانيا الاتِّهامات بالسَّعي لإشعال حرب واسعة النِّطاق سيعاني السَّواد الأعظم من أهل الأرض من ويلاتها، يحذِّر المراقبون من اقتراب اندلاع الحرب العالميَّة الثَّالثة، ومن تبعات تلك الحرب الَّتي ستغيِّر وجْه العالم وتعيد تشكيل النِّظام العالمي وفْق معايير القوى العظمى.

اقرأ: قامت الحرب العالمية قامت!

مَن المسؤول الأوَّل عن إشعال الحرب العالميَّة الثَّالثة؟
استغلَّ الرَّئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، واقعة تعرُّض بولندا لهجة صاروخيَّة مجهولة المصدر في اتِّهام روسيا بمحاولة جرِّ دول النَّاتو إلى الحرب، بالوقوف وراء تلك الهجمة، حيث قال في مقطع مصوَّر “هذا هجومٌ صاروخيٌّ روسيٌّ على الأمن الجماعي! إنَّه تصعيدٌ كبيرٌ حقًّا. هناك حاجة لاتِّخاذ إجراء”. أثار تصريح زيلينسكي استياء بعض السِّياسيين، ممَّن اتَّهموه بمحاولة التَّحريض ضدَّ روسيا، ومن بينهم سياسيون أمريكيون، برغم الدَّعم الأمريكي غير المشروط لأوكرانيا في حربها مع روسيا. فقد كتَب السِّياسي الأمريكي، بيني جونسون، عبر حسابه على شبكة تويتر “حاولت أوكرانيا بدء الحرب العالمية الثَّالثة أمس عندما أصاب صاروخ أوكراني دولة من دول حلف شمال الأطلسي وقتل مدنيين أبرياء. القادة الأوكرانيون كذبوا واتَّهموا روسيا. وكتبتها. القادة الأوكرانيون كادوا محاولة بدء الحرب العالميَّة الثَّالثة. هذه هي الحقائق”. في حين أصرَّ تاكر كارلسون، مقدِّم برنامج قناة فوكس نيوز الأمريكيَّة، على أنَّ زيلينسكي لا يستحقُّ الدَّعم في مواجهة روسيا، متَّهمًا إيَّاه بالكذب لإشعال حرب عالميَّة.

اقرأ: بوادر حرب عالمية ثالثة تلوح في الأفق!

من ناحية أخرى، اتَّهم نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، الغرب بجرِّ العالم إلى حرب طاحنة، ستفضي إليها حربه “الهجينة” على روسيا، حيث غرَّد عبر حسابه على شبكة تويتر “قصَّة الهجوم الصَّاروخي الأوكراني على مزرعة بولنديَّة تثبت شيئًا واحدًا فقط: الغرب، بحربه الهجينة ضدَّ روسيا، يزيد من احتمال اندلاع حرب عالميَّة”، نقلًا عن موقع روسيا اليوم. وكانت وزارة الدِّفاع الرُّوسيَّة قد نفت تصريحات وسائل الإعلام البولنديَّة بشأن وقوف روسيا وراء الهجمة الصَّاروخية على قرية بشيفودوف، واصفةً إيَّاها بـ “الاستفزازيَّة”.

خبراء يؤكِّدون: الحرب العالميَّة الثَّالثة اندلعت بالفعل!
أثارت واقعة تعرُّض لهجمة صاروخيَّة ليلة الأربعاء 16 نوفمبر تفاعلًا ملحوظًا على شبكات التَّواصل الاجتماعي، حيث تصدَّر وسما #بولندا و#الحربالعالميةالثالثة شبكتي فيسبوك وتويتر، وسط حالة التَّرقُّب لاتِّساع رقعة الحرب الرُّوسيَّة-الأوكرانيَّة لتشمل مساحات واسعة من أوروبَّا. وقد تناوَل ريتشارد كيمب، وهو قائد سابق للقوَّات البريطانيَّة بأفغانستان، التَّهديد الرُّوسي بتوسيع نطاق الحرب ونقلْها إلى قلب أوروبَّا في مقال تحت عنوان “نحن بالفعل أقرب إلى حرب عالميَّة ثالثة مما يقبل الكثيرون الاعتراف به”، نشرته صحيفة ديلي تلغراف البريطانيَّة. لم يستبعد كيمب في مقاله ارتكاب بوتين حماقات تنقل الحرب إلى قلب أوروبَّا، داعيًا إلى “ردْع روسيا”، مشيرًا إلى أنَّ ذلك “يعني اتِّخاذ إجراءات ضدَّ كلِّ عمل عدواني-متعمَّد أو غير متعمَّد-يؤدِّي إلى الموت والدَّمار في أراضي دول النَّاتو”. من جانبه، أكَّد الاقتصادي الأمريكي، نورييل روبيني، في حديث لصحيفة شبيغل الألمانيَّة، أنَّ الحرب العالمية الثَّالثة قد بدأت بالفعل، حيث استدلَّ على ذلك بقوله “يعبِّر مستشارو الأمن القومي عن قلقهم من تدخل حلف النَّاتو في النِّزاع الأوكراني، كما نشهد خلافات حادة في العلاقات بين إيران وإسرائيل. وأقرأ في الصباح أن إدارة بايدن تتوقع أنَّ الصِّين ستهاجم تايوان قريبًا. بصراحة فإنَّ الحرب العالميَّة الثَّالثة قد بدأت بالفعل، وتنتشر أعمالها في المجال السِّيبراني وفي أوكرانيا”.

تابعنا في فيسبوك

ونتساءل: مَن المسؤول الفعلي عن إشعال الحرب العالميَّة الثَّالثة؟ ومَن صاحب المصلحة في معاناة أهل الأرض من ويلاتها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى