أخبار

“الغارديان” تكشف كذب 21 عفواً أصدره بشار الأسد

وكالات|

عرّى تقرير نشرت فحواه صحيفة الغارديان مسرحيات العفو التي أصدرها رأس النظام بشار الأسد خلال السنوات الماضية مؤكدة أنها لم تشمل سوى أعداد محدودة للغاية من المعتقلين.

وقالت الصحيفة في تقرير أمس الثلاثاء، إن قرارات العفو، التي تم الترويج لها على أنها أعمال خيرية من قبل بشار الأسد ومسؤوليه، بالكاد أثرت في الأعداد الضخمة التي لا تزال محتجزة في السجون سيئة السمعة رغم انتهاء الأحكام الصادرة بحق العديد منهم.
ونقلت الصحيفة عن تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان أن قرارات العفو التي أصدرها بشار الأسد على مدى 10 سنوات أفرجت عن أقل من 6٪ من المعتقلين، مع بقاء ما يقدّر بنحو 136 ألف شخص في السجون والمعتقلات.
وخلص التقرير الذي استغرق إعداده قرابة العام، إلى أن حكومة ميليشيا اسد أفرجت خلال أكثر من 21 عفواً، عن 7531 شخصاً تعرضوا للاعتقال التعسفي بينما لا يزال 136 ألفاً محتجزين قسرياً، والعديد منهم دون الاتصال بأسرهم أو محامين.

وأكد أن العديد من المعتقلين اعتُقلوا دون مبرر قانوني، وغالباً بسبب مشاركتهم في احتجاجات مناهضة لحكومة ميليشيا أسد في الأشهر والسنوات الأولى من الانتفاضة ضد نظام الأسد.
وقال فضل عبد الغني، مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن الأعداد القليلة من المفرج عنهم تلقي بظلالها على 20 ضعفاً من ذلك العدد لا يزالون يقبعون في المعتقل.
وأضاف عبد الغني أن “نظام أسد على هذا المعدل سيحتاج إلى 233 سنة و 408 مرسوم عفو للإفراج عن باقي المعتقلين”، مضيفاً أن قرارات العفو المزعوم لم تكن إلا “أداة أخرى للقمع”.

اقرأ: شبكة حقوقية: 1.2 مليون مواطن تعرضوا للتعذيب في معتقلات الأسد

المال مقابل العفو
ونقلت الصحيفة عن بشير العبد، المعتقل السابق في سجن صيدنايا سيئ السمعة في دمشق أنه حُكم عليه بالسجن 21 عاماً في 2011 في جلسة استغرقت حوالي 30 ثانية وقد أُجبر، مثل كثيرين آخرين معتقلين، على دفع رشوة كبيرة للسجانين على الرغم من تسميته في قائمة العفو.

وقال العبد إنه في عام 2019 بعد أن أمضى 8.5 سنوات في السجن، عرض عليه أحد الضباط أن يُدرج اسمه في قوائم العفو مقابل مبلغ مالي سدده على دفعات، وبناء على ذلك قام الضابط بإضافة اسمه إلى العفو الصادر في عام 2014 ليصار إلى إطلاق سراحه عام 2019.

اقرأ: منظمة حقوقية: 363 فلسطينياً قضوا تحت التعذيب في معتقلات الأسد

كما أكد العبد أنه كان شاهداً على عدد الرجال الذين وُعدوا بالعفو وكانوا مؤهّلين للحصول عليه ولكن لم يشملهم مطلقاً، كما كان شاهداً على أسماء تم إدراجها ولكن بدلاً من إطلاق سراحها تم توزيعها على سجون أخرى.

وختم العبد بالقول “كنا نعلم أن النظام كاذب، 90٪ من المطلق سراحهم بمراسيم العفو كانوا ممن اعتادوا العمل مع النظام وارتكبوا جرائم حرب مروعة، لكنهم لم يُسجنوا بشكل صحيح، وبمجرد إطلاق سراحهم (بعد أحكام رمزية) سيُعادون إلى ميليشياتهم “.

وكان رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو بينيرو، أكد خلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان أواخر حزيران الماضي أن “العفو المزعوم” الذي أصدره بشار الأسد أواخر نيسان وهمي وجاء لذرّ الرماد في العيون ليس إلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى