وأخيرًا سقط القناع!
قالوا : ستعصفُكَ الرّياحُ وتصطفيك ْ
قالوا : سيَشْرَبُ من دمِ الشّهداءِ
جمْعُ الشَرِّ
والشّيخُ الذي يبتاعُ أرديةَ الشِّتاءْ
قالوا : واِنْ بَقِيَتْ يداكَ على جبينِكَ
نصطفيكَ ،
ونشتريكَ منَ الملاجئِ
نفتديكْ
****
قُلْنا :
سنَحملُ أقنعةَ الرّفاقِِ
واِنْ توسَّدَهُم أنينْ
ثِرْنا
وعادَ الثّأرُ يفعلُ كالدّماءِ
على سفوحِ العائدينْ
يّسْتَلُّ من شَبَحِ الظّلامِ
مآثِرَ الأجيالِ
والمُتغرِّبينْ
نقِّلْ فؤادَكَ للشّواطئِ ،
فالّآلِئُ تستكينْ
نقَّلْ فؤادَكَ حيثُما
شاءَ الحنينُ بأنْ تكونْ
قُلنا: بأنَّ شواطئَ المرجانِ
مَلهاةٌ لروحِ المُتعَبين
قالوا بأنَّ الشّمسَ تأبى ماتُريدُ
عاى هواك ْ
قالو : تَرَيّثْ
فالرّياحُ لها سمومٌ كالمصائب
تعتريكْ
****
قُلنا : ( ونحنُ الصّادقون )
نقَّلْ فؤادَكَ
للسواحلِ في فصولْ
ومنَ السّواحلِ للسواحلِ
في فصولْ
اليوم شمسُكَ لاتُريدُ
بأنْ يكونَ وراءَها نَفَرٌ كسولْ
أو فِديةٌ خرساءُ تهتفُ في فصول ْ
هلْ ماتتِ العذراءُ
من كسَلِ الكسول ْ
ومنَ المزالقِ في متاهاتِ الطّبولْ؟!
* * *
البعضُ كانوا يزحفونَ
ويركُضونَ
وراءَ زنبقةِ الضّبابْ
والبعضُ كانوا يجلسونَ على
القِباب ْ
وأنا مَسَحتُ جبينيَ المبتلَّ
من مطرِ الشِّتاء ْ
ورَمَيْتُ نفسيَ في السّفوحِ
وفي الهِضاب ْ
وخرَجْتُ من بعدِ الشّقاءِ مُمَدِّداً
جَفنَيَّ في قاعِ السَّرابْ
والبعضُ كانوا يَكتبونَ رسائلَ الشَّوْقِ
المُكَبَّلَةَ القيودْ
وأنا مضيْتُ على هوايَ
بلا حدودْ
* اللوحة للفنان العالمي أسعد فرزات