مقالات

“طبيبة الفقراء” مهدية المرزوقي معذرة بحجم الحجاز

جمانة الصانع

ناشطة حجازية
عرض مقالات الكاتب

بالرغم من إحجامي عن الكتابة والنشاط في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ظروف عدة، لكن ما حدث للطبيبة التونسية (مهدية المرزوقي)، واحتجازها لدى أجهزة الأمن السعودية، شعرت بالمسؤولية الأخلاقية تجاه مواطنة عربية مسلمة كانت ضيفة على بلادنا (المملكة العربية السعودية) ونعم الضيف المعين للفقراء، ولا بد أن أقول كلمة حق للتاريخ.

السيدة المرزوقي (51 عامًا) كل من تعرف عليها، أو راجعها بهدف الطبابة يعلم إخلاصها ومهارتها، وعلاجها لمرضاها الفقراء بالمجان، حكم عليها من السلطات التي آوت الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، بالسجن (15 عامًا) بسبب إعادة تغريدة أو تغريدتين على وسائل التواصل مضمونهما الإعجاب بالشباب المقاوم في فلسطين ولبنان، ووُجهت لها مؤخراً تهم تتعلق بـ “الإساءة إلى نظام الحكم، والتعدي على نظام الدولة”؛ بعد أن قضت أكثر من عامين في السجن على ذمة هذه القضية.

تابعنا في فيسبوك

وهنا أسأل القاضي بخصوص القضية: إذا قام مواطن عربي بالإعجاب بمقاومة العرب ضد عدونا الأزلي الصهيوني، فهل هذا فيه إساءة لنظام الحكم أو تهديد قومي؟ هل هذا يتناغم مع تعاليم ديننا الحنيف في التعبير عن الرأي والحرية ومناصرة إخواننا في بقية البلدان العربية؟!
ورغم ذلك الاحتجاز التعسفي، فالأسف كل الأسف على هذا الصمت وحالة اللامبالاة من الحكومة التونسية، بل وانعدام أي مواقف مدنية عالمية، وغياب النصرة الحقيقية والفاعلة عن التضامن معها.

إن السنوات الأخيرة التي شهدناها في عموم العالم العربي ومنها المملكة خلفت العديد من القضايا التي تتعلق بحقوق الإنسان في التعبير والدعوة للمنهج الوسطي الحنيف وخاصة بحق العديد من رجال الدين والفكر والسياسة، وقد شهد العامان المنصرمان وهذا العام إصدار عشرات الأحكام، قضت بسجن أفراد سنوات طويلة لمجرّد تفاعلهم وإبداء إعجابهم بمنشورات في وسائل التواصل، واحد منهم مهدية المرزوقي.

تابعنا في تويتر

اللافت في موجة الأحكام هذه ليس فقط قسوتها، وإنما غرابتها كذلك، من قبيل تهمة دعم المُقاومة ضدّ الاحتِلال الإسرائيلي في دولة رعاية الحرمين!!

وإنني كحجازية مناهضة للتطبيع، أقسم إنني خجلة مما يتعرض له ضيوف بلادي، وكل من يدافع عن شرف الأُمّة وعزّتها ومُقدّساتها.

إن الأجهزة الأمنية في السعودية باتت تتصرف بطريقة غير مفهومة وهي المفترض أن تكون راعية للحقوق والحريات والديمقراطية والعدالة، ليس فقط ضمن حدود المملكة، بل في اليمن التي تنتشر فيها العديد من القواعد والقوات السعودية.

فما تعرّضت له الطبيبة التونسية من سياسة احتجازية غليظة، وتبنيها على الناشطين والمغردين، لهو أمر مرفوض ويخالف مبادئ الإنسانية.

  • ونتذكر في الآونة الأخيرة فقط (سعد إبراهيم الماضي البالغ (72 عاماً) الذي عوقب بالسجن، بسبب تغريدات تحدّث فيها عن الحرب على اليمن، واستشهاد الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وكانت التهمة: اعتناق أيديولوجية إرهابية ومحاولة زعزعة استقرار المملكة ودعم الإرهاب وتمويله.
  • أيضاً نورة القحطاني (45عامًا) وحكم عليها بالسجن 13 سنة، مع المنع من السفر بتهمة التحريض على المشاركة في نشاطات تخل بالنظام العام وزعزعة أمن المجتمع واستقرار الدولة، ونشر تغريدات كاذبة ومغرضة، وحيازتها كتاباً ممنوعاً!
  • طالبة الدكتوراه في جامعة ليدز البريطانية، سلمى الشهاب حكمت بالسجن (34 عامًا)، وهو أطول حكم سجن بحق ناشط، وحظر السفر 34 عاماً، بسبب تغريدات وإعادة تغريدات في تويتر.

وفي الوقت الذي يستنفر الإعلام المدعوم كل طاقاته لدعم ما يقول أنه إحلال الديمقراطية في ايران بضوء أخضر أمريكي، بل وجهد رسمي أمريكي على أعلى المستويات تصمت الإدارة الأمريكية عما يجري في الرياض، ولا يحرّكون ساكناً ضد كل هذه الحالات المرفوضة، فالمحاكمات تفتقر إلى أدنى معايير المحاكمة العادلة، وعلى رأسهم القضاة، فقد اشتد التضييق منذ زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للرياض ولقاء ولي العهد محمد بن سلمان، وواضح أنه يدعمه في هذه السياسة، فكل ما يهدّد أمن الصهاينة يعني تلقائياً هو مزعج للحليفة أمريكا.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ارى في هذا المقال محاولة إثارة للرأي العام وللشباب الغشيم للوقوف ضد الحكومة والاجهزة الامنية .
    وللأسف أنه اسلوب واضح التحيز والرغبه في إثارة الفتنه.
    حفظ الله بلاد الحرمين وحكومتها وشعبها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى