منوعات

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة (120) الدولة العثمانية 5- مُحَمَّد جلبي الْغَازِي

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب




ولد سنة 777هـ، وقيل سنة 781 هـ = 1379م
اسْتقر فِي السلطنة واستقلّ بالملك سنة 816هـ، وعمره 39 سنة
مَات فِي سنة 825 هـ = 1421 م، وعمره 43 سنة
مدَّة ملكه 9 سِنِين، أوصى بِالْملكِ لِابْنِهِ مُرَاد
اسمه ونسبه:
السُّلْطَان (مُحَمَّد الأول) غياث الدين مُحَمَّد جلبي الْغَازِي ابْن السُّلْطَان يلدرم با يزيد بن مراد بن أورخان بن عثمان متملّك بلاد الرّوم وَابْن سلاطينها، المعروف بكِرِشجي (النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة 14/ 238، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 9/ 249، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 2/ 141)
وتفسير كِرشجي أي صاحب الوَتَر؛ لأن كرش باللغة التركية هو الوتر الذي يوتر به القوس وكان قبل سلطنته خنق بوتر ثم أطلق فسمى بذلك، وهو بكسر الكاف والراء المهملة وسكون الشين المعجمة وكسر الجيم. (النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة 14/ 239)
مولده:
ولد السُّلْطَان (مُحَمَّد الأول) جلبي سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة (777 هـ) (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 2/ 141، نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 12) وقيل: ولد سنة 781 هـ = 1379م (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص149)
صفاته وسماته الشخصية:

  • اشتهر السُّلْطَان مُحَمَّد بحبه للعلوم والفنون (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص152)
  • واتصف بالحزم مَعَ الْحلم فِي مُعَاملَة من قهرهم مِمَّن شقّ عَصا طَاعَة الدولة. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص149)
  • وَكَانَ شجاعاً مقداماً مُجَاهدًا فِي سَبِيل الله تَعَالَى، خيِّراً، افْتتح عدة قلاع وبلاد، فمن ذلك قلعة قسطمونية وقلعة أسكب وقلعة صامسون وأقشهر وغيرها. (نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 12، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 9/ 249، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 77، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 2/ 141)
    سلطنته وانفراده بالملك والسلطان:
  • خلف السُّلْطَان يلدرم با يزيد أولاده: موسى وعيسى وسليمان ومصطفى ومحمد، فاستقل بالسّلطنة السُّلْطَان مُحَمَّد خان ابْن السُّلْطَان يلدرم بايزيد خان وَاسْتقر فِي السلطنة سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة (816هـ) (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 77، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 2/ 141، نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 12)
  • انْفَرد السُّلْطَان مُحَمَّد بِمَا بَقِي من بِلَاد آل عُثْمَان واشتهر فِي التَّارِيخ باسم السُّلْطَان مُحَمَّد جلبي الْغَازِي وَيعْتَبر بعض المؤرخين السُّلْطَان مُحَمَّد الأول خَامِس سلاطين آل عُثْمَان وَلم يعتبروا أخوته لكَوْنهم لم يَلْبَثُوا فِي الْملك مُدَّة طَوِيلَة وَذَلِكَ لعدم الْخَلْط فِي تعداد مُلُوك هَذِه الدولة، وَلم يراع الْبَعْض الآخر هَذَا التَّرْتِيب بل اعتبرهم ملوكاً وَلذَلِك وجد اخْتِلَاف بَين كتب المؤرخين فِي عدد سلاطين الدولة العثمانية لَكِن الْمُتَّفق عَلَيْهِ هُوَ عدم اعْتِبَار من نَازع السُّلْطَان مُحَمَّد جلبي فِي الْملك من أخوته وعده هُوَ خَامِس سلاطين الدولة الْعلية (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص149)
  • واستقلّ بالملك وعمره تسع وثلاثون سنة (نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 12)
    وفاته:
    وبينما كَانَ السُّلْطَان مشتغلا بإجرائه الترتيبات الداخلية وهَذِهِ المهام السلمِيَّة فاجأه الْمَوْت سنة 824 هـ = 1421 م (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص152) وقيل: مات سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة (825هـ) (شذرات الذهب في أخبار من ذهب 9/ 249، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 2/ 141، نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 12)
    فى شهر رجب، (النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة 14/ 238) فِي مَدِينَة أدرنه (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص152)
    ومكث في السّلطنة تسع سنين، (نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 12، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 77)
    وعاش ثمان وأربعين سنة (نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار 2/ 12)، وقيل: 43 سنة (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص152)
    وَدفن السُّلْطَان بعد مَوته فِي مَدِينَة بورصة (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص152)
    ما قيل في سبب موته:
    وَكَانَت وَفَاته بِمَرَض الإسهال (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص152)
    وقيل:أنه مات حتف أنفه في أوائل سنة أربع وعشرين وثمانمائة (824هـ)، وقيل: مات بشيء دس إليه على يد قوجقار في الهدايا الملكية المؤيدية، (عجائب المقدور في أخبار تيمور ص277)
    الولاية بعده:
    مات السُّلْطَان مُحَمَّد خان ابْن السُّلْطَان يلدرم بايزيد بعد أن أوصى بِالْملكِ لِابْنِهِ مُرَاد الَّذِي كَانَ حِينَئِذٍ فِي أماسيا. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص152)
    وخوفاً من حُصُول مَا لَا تحمد عقباه لَو علم موت السُّلْطَان مُحَمَّد مَعَ وجود ابْنه مُرَاد فِي بِلَاد آسيا اتّفق وزيراه إبراهيم وبايزيد على إخفاء مَوته عَن الْجند حَتَّى يحضر ابْنه مراد، فأشاعا أن السُّلْطَان مَرِيض وأرسلا لِابْنِهِ، فَحَضَرَ بعد وَاحِد وأربعين يَوْمًا، واستلم مقاليد الدولة. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص152) فملك بعد السُّلْطَان مُحَمَّد ابنه مراد بك صاحب الفتوحات والغزوات المشهورة الآتى ذكره. (النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة 14/ 238)
    أعماله وأهم الأحداث في أيامه:
  • أعاد السلطان مُحَمَّد الأول تنظيم حكومة العثمانيين وقوتهم، وعلى الرغم من أنه فقأ عيني أحد المطالبين بالعرش وقتل آخر، فإنه اكتسب لقب السيد المهذب، بفضل سلوكه الكيس اللطيف، وحكمه العادل، وسنوات السلم العشر التي منحها للعالم المسيحي، (قصة الحضارة 26/ 58)
  • بنى المدارس، وعَمَّرَ فِي بِلَاد الرّوم عماير كَثِيرَة، ومدارس ومساجد (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 2/ 141، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 9/ 250)
  • وَله خيرات مُتعَدِّدَة مِنْهَا ببرصا جَامع عَظِيم، ومدرسة علمية وتربة سلطانية، وَمِنْهَا بِولَايَة مرزفون جدد وَأَنْشَأَ جامعين وحمَّامين، وأوقافاً عديدة، كَثِيرَة الْغلَّة، وَقفهَا وَشرط أَن تحمل غَلَّتهَا إِلَى الْحَرَمَيْنِ الشريفين(سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 77)
  • وَكَانَ مُعظِّما للْعُلَمَاء عَارِفًا بدرجاتهم منعماً عَلَيْهِم بالمقررات الواسعة مُرَتباً لَهُم فِي مدارس الروم، مبالغاً فِي استجلاب خواطرهم، حَتَّى كَأَنَّهُ أحدهم، وَإِذا سمع بعالم فِي جِهَة من الْجِهَات كَاتبه ورغَّبه فِي الْقدوم عَلَيْهِ وأجرى لَهُ من النَّفَقَات مَا يَكْفِيهِ بعضه، وَكَانَ يقْرَأ على أكَابِر الْعلمَاء وَيَأْخُذ عَن كل عَالم فِي علمه ويتناظرون بَين يَدَيْهِ (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 2/ 141)
    وَقد حكى صَاحب الشقائق النعمانية من أفضاله على الْعلمَاء وتعظيمه لَهُم مَا يتعجب النَّاظر فِيهِ (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 2/ 141)
  • وهُوَ أول سلطان عثماني أرسل الْهَدِيَّة السنوية إِلَى أمير مَكَّة الَّتِي يُطلق عَلَيْهَا اسْم الصرة واستمر ذلك حَتَّى سقوط الدولة، وَهِي عبارَة عَن قدر معِين من النُّقُود يرسل إِلَى الأمير لتوزيعه على فُقَرَاء الْحَرَمَيْنِ الشريفين مَكَّة وَالْمَدينَة، لَكِن لم تكن بِالْقدرِ الَّذِي بلغته بعد ذلك. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص152، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 78، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 9/ 250، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 2/ 141)
    وَقد قَالَ بعض المؤرخين أن السُّلْطَان سُلَيْمَان الأول هُوَ أول من أرسل الصرة فِي سنة 923 هـ سنة 1517 م، بعد فتح مصر، وَلَكِن اتّفق من يوثق بهم من المؤرخين خُصُوصاً صولاق زَاده على أن السُّلْطَان مُحَمَّد جلبي هُوَ أول من أرسلها (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص152)
    جهاده وحروبه:
  • كَانَت مُدَّة حكم السُّلْطَان مُحَمَّد كلهَا حروباً داخلية لإرجاع الإمارات الَّتِي اسْتَقَلت فِي مُدَّة الفوضى الَّتِي أعقبت موت السُّلْطَان بايزيد فِي الأسر. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص149)
  • حافظ على محالفة ملك الرّوم الَّذِي لَوْلَا مساعدته لَهُ لخيف على عرى الدولة الْعلية من الانفصام، ورَدَّ لَهُ الْبِلَاد الَّتِي فتحهَا أخوه مُوسَى وَاسْتمرّ على محافظته لعهده إِلَى آخر عمره. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص149)
  • وَمِمَّا يُؤثر عَن هَذَا السُّلْطَان أنه اسْتعْمل الحزم مَعَ الْحلم فِي مُعَاملَة من قهرهم مِمَّن شقّ عَصا طَاعَة الدولة، فإنه لما قهر أمير بِلَاد القرمان – وَكَانَ قد اسْتَقل – عَفا عَنهُ بعد أن أقْسمْ لَهُ على الْقُرْآن الشريف بَأن لَا يخون الدولة فِيمَا بعد، وَعَفا عَنهُ ثَانِيَة بعد أن حنث فِي يَمِينه. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص149)
  • وَكَذَلِكَ لما حَارب قرة جُنَيْد الَّذِي كَانَ حَاكم أزمير من قبل السُّلْطَان بايزيد وقهره، عَفا عَنه،ُ وتناسى كل مَا وَقع مِنْهُ، وعينه حَاكماً لمدينة نيكوبوليس (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص150)
  • وَبعد ذَلِك بذل السُّلْطَان مُحَمَّد جلبي قصارى جهده فِي محو آثَار هَذِه الْفِتَن بإجرائه الترتيبات الداخلية الضامنة لعدم حُدُوث شغب فِي الْمُسْتَقْبل (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص151)
    وافتتح عدَّة من الْحُصُون مِنْهَا بَلْدَة اسكب وآق شهر وَغَيرهمَا (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 4/ 77)
    فتنة بدر الدين:
    وَظهر فِي أيام السُّلْطَان مُحَمَّد شخص يُسمى بدر الدّين من الْعلمَاء الْمَشْهُورين فِي ذَلِك الْوَقْت، وَكَانَ مُعَيَّنَناً بوظيفة قَاضِي عَسْكَر فِي جَيش مُوسَى أخي السُّلْطَان مُحَمَّد، وَبعد انهزام مُوسَى أُلزم بالإقامة فِي مَدِينَة أزنيك، ثمَّ هرب مِنْهَا، وابتدأ فِي نشر مذْهبه المؤسس على الْمُسَاوَاة فِي الأموال والأمتعة، وَهَذَا الْمَذْهَب أشبه شَيْء بآراء بعض الشيوعيين في عصرنا فَتَبِعَهُ خلق كثير من الْمُسلمين والمسيحيين وَغَيرهم، لأنه كَانَ يعْتَبر جَمِيع الأديان على السوَاء، وَلَا يفرق بَينهَا، بل كَانَ عِنْده جَمِيع النَّاس أخوة مهما اخْتلفت مذاهبهم وأديانهم، واستعان فِي نشر مذْهبه هَذَا بشخصٍ يدعى بيرقليجه مصطفى، وَآخر يُقَال أن أصله يَهُودِيّ واسْمه طورلاق كَمَال، واشتهر أمْرَهْ بِسُرْعَة، وَكثر عدد تابعيه حَتَّى خيف على المملكة العثمانية من امتداد مذْهبه، فأرسل إليه السُّلْطَان مُحَمَّد الْقَائِد سيسمان ابْن أمير البلغار الَّذِي دخل فِي دين الاسلام، وَعين حَاكماً لمدينة سمسون، مَعَ جَيش جرار لمحاربة اتِّبَاع بدر الدّين فَظهر عَلَيْهِ بيرقليجة مصطفى وَقَتله، وَلما علم السُّلْطَان بذلك جمع الجيوش وأرسل وزيره الأول الْمَدْعُو بايزيد باشا لمحاربة هَذِه الفئة، فَصَارَ إليها وقابل مصطفى فِي ضواحي أزمير فحاربه فِي موقع يُقَال لَهُ قره بورنو وقهره وأخذه أسيراً، ثمَّ قَتله وَكَثِيرًا من اتِّبَاعه (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص150)
    وَفِي هَذِه الاثناء ضبط بدر الدّين فِي بِلَاد مقدونية بعد مقاومة شَدِيدَة وشنق فِي سنة 1417م، وَبِذَلِك اطفئت هَذِه الْفِتْنَة وَلم يبْق لَهَا بعد ذَلِك من خبر. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص151)
    وَكَانَ شنق رَئِيس هَذِه الْفِتْنَة بِنَاء على فَتْوَى أفتى بهَا مَوْلَانَا سعيد اُحْدُ تلامذة التَّفْتَازَانِيّ وَهَذَا نَصهَا كَمَا جَاءَ فِي تَارِيخ همر: من أتاكم وأمركم جَمِيعًا على رجل، يُرِيد أن يشق عصاكم، وَيفرق جماعتكم فَاقْتُلُوهُ. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص151)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى