أخبار

بعد 6 سنوات من الفشل والتبعية لإيران.. جنرال “العهد القوي” يغادر الرئاسة

فريق التحرير|

غادر الرئيس اللبناني ميشال عون الأحد القصر الرئاسي في بعبدا قبل يوم من انتهاء ولايته وفي حضور عدد من أنصاره. وألقى عون خطابا قال فيه: “اليوم صباحاً وجهت رسالة إلى مجلس النواب ووقعت مرسوم اعتبار الحكومة مستقيلة”. ويأتي ذلك في خطوة تزيد من تعقيدات المشهد السياسي في لبنان الذي يعاني من فراغ سياسي يهدد بتعميق الأزمات في ظل انهيار اقتصادي متسارع منذ ثلاث سنوات..
وترك المنصب بدون خليفة قبل يوم واحد من انتهاء ولايته رسميا ومدتها 6 سنوات، والبلاد في وضع لم يسبق له مثيل، وفي وقت تقود فيه لبنانَ حكومةُ تصريف أعمال.
ووجه عون رسالة إلى البرلمان يدعوه فيها لمناقشة مسار تأليف الحكومة، متهما رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعرقلة تشكيل حكومة جديدة، داعيا ميقاتي للاعتذار عن مهمة تشكيل الحكومة.
من جهته رد ميقاتي بأن الحكومة ستتابع القيام بواجباتها الدستورية كافة، ومن بينها تصريف الأعمال.
وأوضح ميقاتي أن قرار عون قبول استقالة الحكومة يفتقر إلى أي قيمة دستورية، مؤكدا أن تصريف الأعمال من واجبات الحكومة المستقيلة دون قرار من رئيس الجمهورية.
وكان البرلمان اللبناني قد فشل يوم الاثنين 24 أكتوبر/تشرين الأول، للمرة الرابعة على التوالي في انتخاب رئيس جديد للبلاد بسبب الانقسامات السياسية الحادة.
ونقلت وسائل إعلام لبنانية عن عون اتهامه مؤسسات الدولة والقضاء اللبناني والبنوك وأصحاب المال بالمسؤولية عن الأزمة التي تمر بها البلاد.
وقال إن حاكم مصرف لبنان المركزي “ارتكب جرائم”، وأضاف “الجرائم المالية في لبنان ارتكبها حاكم المصرف المركزي”.
وشدد على أنه لم يتمكن من تقديم حاكم المصرف للمحاكمة نظرا لوجود شركاء له من المنظومة الحاكمة.
وأوضح الرئيس المنتهية ولايته أن لبنان “يحتاج للإصلاح”، وقال لأنصاره “أرى اليوم بكم جميعا رجال مقاومة، أنتم رفاقنا في الفرح والحزن”.
كما دافع عن اتفاقية ترسيم الحدود مع إسرائيل باعتبار أنها ستساعد في إنقاذ الوضع.
وطالب بضرورة العمل على إخراج لبنان “من الحفرة العقيمة التي وضعوه فيها”، مضيفا أن “اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي وقعناه مع إسرائيل سيسهم في ذلك”.

وعلى وقع هتافات مؤيدة أطلقها الآلاف من مناصريه وأعضاء حزبه، الذين أمضى بعضهم ليلته في محيط القصر الرئاسي في منطقة بعبدا المشرفة على بيروت، قال عون: “اليوم صباحاً وجهت رسالة إلى مجلس النواب ووقعت مرسوم اعتبار الحكومة مستقيلة”.
واتسّم النصف الثاني من عهده بشلل سياسي وانهيار اقتصادي متسارع وتظاهرات غير مسبوقة في تشرين الأول/اكتوبر 2019 استمرت أشهرا، ثم انفجار مروّع في مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020، ضاعف النقمة الشعبية على أداء الطبقة السياسية.
وإن كان فقد جزءاً كبيراً من شعبيته خصوصاً على الساحة المسيحية، إلا أن عون لا يزال في عيون محازبيه وأنصاره “قائداً شجاعاً نظيف الكف” وزعيماً من خارج سرب العائلات السياسية التقليدية والإقطاعية في بلد ذي تركيبة طائفية بامتياز
ميشال عون، وهو الرئيس الـ13 للبنان (منذ عام 1943)، والرابع بعد اتفاق الطائف، انتخب رئيساً للبلاد في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 بعد فراغ لأكثر من عامين، منذ انتهاء ولاية ميشال سليمان عام 2014، وذلك بعد تعطيل “التيار الوطني الحر”، برئاسة النائب جبران باسيل (صهر عون) و”حزب الله” و”حركة أمل” برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري، جلسات الانتخاب، حتى حصول التسوية الرئاسية بأبرز أركانها، باسيل ورئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من خلال تفاهم معراب (مقرّ جعجع).
عون الذي ولد في 30 سبتمبر/ أيلول 1933 عاد من منفاه الفرنسي (انتقل إلى باريس في 13 أكتوبر 1990 بعد الاجتياح السوري لقصر بعبدا)، في 7 مايو/أيار 2005 إلى بيروت عقب انسحاب قوات النظام السوري من لبنان، وذلك غداة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 14 شباط/ فبراير 2005. وانتخب نائباً في البرلمان في 12 يونيو/ حزيران 2005، وانتخب في 18 سبتمبر 2005 رئيساً لحزب التيار الوطني الحر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى