ثقافة وأدب

صرخة طفل في مخيمات الثلج

إسماعيل الحمد

شاعر وأديب سوري
عرض مقالات الكاتب

أمّاهُ ماغابَتْ عُيونُكِ لَحظةً

عنّي وقد وَأدَ الشِّتاءُ سُباتي

عيناكِ تَعتَذِرانِ لي وكأنّها

تُلقي على جَدَثِ الحَياةِ حَياتي

وقرأتُ في عَينَيْكِ عُمْقَ مَواجِعي

وكأنّما حدَقاتُها مِرآتي

.فَقَرأتُ عنْ داري التي رَسَمتْ على

جُدرانِها الثّكْلى صَدَى آهاتي

داري التي وَدّعْتُها في لَيْلَةٍ

دَفَنوا بها كُتُبي ونبْضَ لِداتي

وبكَتْ على أنقاضِها لُعَبي الّتي

أخفَتْ بها ماذابَ مِنْ ضَحِكاتي

إِنْ كُنتُ فيها من ذُنوبِ مَسائِها

فأنا بها الصُّبْحُ الأغَرُّ الآتي

وأنا بها دَمْعُ السُّهادِ على الأسَى

وأنا الذي مَأساتُها مَأساتي

الليلُ كَرَّ عَلى النَّهارِ بِلَوْنِهِ

فَتَداخَلَتْ في لَوْنِهِ أَوْقاتي

والثّلجُ أبْصَرَ في الظَّلامِ مَلامِحي

فَتَشَبَّثَتْ أنيابُهُ بِرُفاتي

سُفُني تُهاجِمُها العُواصِفُ كُلَّما

أخْفَيْتُ عَنْها في الدُّجَى مِرْساتي

مَنْ ذا على بَرْدِ الشِّتاءِ يُعينُني

ويُكِنُّ عِندَ الله سِرَّ نَجاتي ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى