تقارير

تحرير الشام.. ممارسات قمعية وسياسات مريبة في إدلب


المكتب اﻹعلامي في الداخل/
تتلخص آراء الناس، في إدلب، بمقولة لا تذاع علنًا، بأنّ “هيئة تحرير الشام”، تمارس سياسات قمعية، واقتصادية، أشبه ما تكون بممارسات نظام اﻷسد.
للحيطان آذان:
وكما هو الحال في مناطق النظام، بات التعبير الدارج بين الناس وتحديدًا في الشمال السوري المحرر من القبضة اﻷمنية للأسد، “الحيطان لها آذان”، فاﻻنتقاد لممارسات هيئة تحرير الشام وحكومتها “حكومة اﻹنقاذ”، تعني “اﻻعتقال” و”التغييب” و”التعذيب”. بحسب ما نقل مراسلنا عمن استطلع رأيهم.
اعتقال نشطاء:
وبحسب مراسلنا، اعتقل الجهاز اﻷمني سيء الصيت والتابع لـ”هيئة تحرير الشام”، يوم أمس الأربعاء 26 من تشرين الأول/ أكتوبر، الناشط الإعلامي “بكار محمد حميدي”، على منشورٍ له، انتقد فيه الهيئة.
وحميدي ناشط مهجر إلى ريف إدلب الغربي، ينحدر من سهل الغاب.

حميدي ليس اﻷول:
وبحسب مراسلنا؛ فإن حميدي ليس اﻷول أو الوحيد، بل درجت عادة تحرير الشام على ملاحقة واعتقال النشطاء اﻹعلاميين والتضييق عليهم، تحت ذرائع وحجج مختلفة، توصف في المناطق المحررة بـ”التعسفية” وتثير قلق النشطاء، خاصةً أنها مؤشر على “محاربة حرية الرأي”.
وكانت اعتقلت دورية من “الأمن العام”، الناشط “أحمد عمار حموش”، بتاريخ 9 تشرين الأول الجاري، على خلفية مشاركته في وقفات احتجاجية، اعترضت على فتح معابر مع النظام، وانتقاده للهيئة في منشورات على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وكذلك وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، في أيلول الماضي، اعتقال 11 شخصًا بينهم 3 أطفال من قبل “تحرير الشام”، أفرجت عن 7 منهم، فيما بقي 4 في عداد المختفين قسرا. دون توضيح اﻷسباب.
أزمة محروقات:
وفي سياق آخر؛ تعيش إدلب، انقطاعاً عامًا لمعظم أصناف المحروقات والغاز المنزلي، منذ ما يزيد عن أسبوع كامل، بالتزامن مع منع “هيئة تحرير الشام”، نقل المحروقات أو استيرادها من مناطق ريف حلب الشمالي.
وتبرر معرفات موالية لتحرير الشام أن قيادات مناطق درع الفرات، هي التي تمنع إدخال المحروقات والغاز، وتلمز بهم في أنهم “يحاربون الناس في معيشتهم”.
سوق سوداء في المحرر:
وكما هو المشهد في مناطق النظام، ظهرت سوق سوداء، لبيع المحروقات على البسطات، وبلغ سعر ليتر البنزين، 30 ليرة تركية.
ويذكر أن حواجز تحرير الشام، ضمن معابر دير بلوط والغزاوية، التي تفصل محافظة إدلب عن مناطق ريف حلب الشمالي، تمنع نقل واستيراد المحروقات، إلى إدلب، من خلال التفتيش على خزانات الوقود.
ويشار إلى أن مناطق ريف حلب الشمالي يتوفر فيها أصناف كثيرة من المحروقات، بأسعار منافسة لمحطات الوقود الموجودة في محافظة إدلب.
حالة غليان:
وليس بعيدًا عن الكلام السابق، وأمام مشهدٍ من اﻷزمات الحادة التي يعيشها الشارع في المحرر، يرى نشطاء أن “تحرير الشام” تسير في خطوات باتجاه التطبيع مع النظام، رغم أنّ اﻷخيرة تنفي.
وبالمجمل؛ حالة غليان تشهدها المنطقة المحررة، إﻻ أنها تبقى مقيدة خشية البطش اﻷمني الذي تمارسه تحرير الشام، والمماثل لما يقوم به النظام في مناطق سيطرته.
ﻻ تلقى اليوم تحرير الشام قبوﻻ في الشارع، وينظر لها على أنها مشروع تسليم، خاضع ﻷجندات خارجية، في حين يرى آخرون أنها تتبع سياساتٍ خاطئة، لكنها بالمقابل تسعى لفرض وهيمنة ضمن رؤية ومقاربة لحركة حماس في قطاع غزة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى