غير مصنففنجان سياسي

من الجهة التي تقف خلف تفجير “باص مبيت الفرقة الرابعة” في العاصمة دمشق؟


فراس العبيد/
هزّ انفجار عنيف حافلة مبيت لعناصر من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر اﻷسد، شقيق رأس النظام، وسط العاصمة دمشق، أدت إلى قتل ما يزيد عن 18 عسكري، وجرح العشرات بإصابات خطيرة.
تخبط أمني:
وذكرت مصادر في دمشق، لمراسلنا أن حالة من الهلع عاشها النظام، وسط استنفار أمني وتشديد في قلب العاصمة وأطرافها.
وأفاد المصدر؛ أنّ التخبط بدا واضحًا، من خلال اﻷوامر التي كانت تعطى للعناصر، واﻷسلوب في التعاطي مع المارة.
استقرار أمني:
وتأتي حادثة التفجير هذه، بعد ترويج النظام على لسان إعلامه ومسؤوليه عن حالة “اﻻستقرار الأمني” الذي بدأت تشهده البلاد، في خطوة للحض على “عودة اللاجئين”.
وبالتالي؛ التأكيد على تعافي البلاد، وإحكام اﻷسد قبضته اﻷمنية عليها، لتأتي الحادثة كنوع من خلط اﻷوراق.
من خلط اﻷوراق؟
لا توجد حقيقةً “هوية وبصمة” للإجابة عن السؤال السابق؛ “من خلط اﻷوراق؟”؛ فجميع اﻷطراف مستفيدة،على اختلاف الروايات التي جاءت من خلال الصحف الموالية، والعربية.
وعلى سبيل المثال؛ تحدثت صحيفة “الشرق اﻷوسط” أن الرسائل اﻹيرانية واضحة، تستهدف “ماهر اﻷسد” وفرقته، لضمان عدم ارتمائه في الحضن الروسي.
فيما تتحدث صحف أخرى، أن الخلافات الداخلية، في أروقة النظام، والتنازع بين أمراء الحرب، يقف خلف التفجير.
أمّا روسيا، وإن صحت رواية النظام، عبر إعلامه، فلها مقولة مختلفة؛ حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تفاصيل العملية العسكرية التي نفذتها القوات الروسية والسورية في مدينة درعا في الأيام الأخيرة، مؤكدة أنه تم فيها القضاء على عدد من مسلحي تنظيم “داعش” ومن بينهم المسؤولون عن تفجير حافلة مبيت الجنود السوريين في العاصمة دمشق في 13 تشرين الأول الجاري.
وبحسب الضابط الروسي أوليغ إيغوروف، “فإن العملية وقعت في محافظة درعا الجنوبية، وتحديداً في بلدة جاسم، إذ تمّ التنسيق بين القوات السورية والمجموعة الروسية المعنية، لتصفية مقاتلين من تنظيم الدولة”. وفقا لوكالة “تاس” الروسية.
وتابعت الوكالة أن المسلحين الذين شاركوا في تفجير حافلة الأسبوع الماضي، كانوا من بين القتلى في العملية، بالإضافة إلى آخرين مرتبطين بعمليات تنظيم الدولة الإسلامية في درعا ومحافظة الرقة.
مجرد روايات:
وتبقى مختلف التبريرات السابقة، “مجرد روايات”، ﻻ شواهد لها، إﻻ تصريحات إعلامية، تؤكد بمجملها هشاشة الوضع الأمني في سوريا _ مناطق سيطرة اﻷسد_ وتناقضات معتادة، أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها “فقاعات دعائية” ﻻمتصاص غضب الموالين من عائلات القتلى.
فقدان الثقة:
والمتابع لبعض التعليقات التي أتت على خلفية التفجير، تترجح لديه قناعة بأن “الشارع” يشكك في حالة “الأمن واﻷمان” التي يحاول النظام الدندنة حولها، وسط تساؤلات عن كيفية دخول اﻹرهابيين وادواتهم حسب تعبير النشطاء الموالين إلى المربع اﻷمني، ببساطة!!
الخلاصة:
أيًا كانت هوية المنفذ للتفجير وسط العاصمة دمشق، يوم الخميس الفائت؛ فالرسالة اﻷكيدة، أن زعزعة اﻷمن المزعوم، وحالة التخبط تشهدها مناطق سيطرة النظام بالمجمل؛ وﻻ وجود ﻷي سيطرة حقيقية على اﻷرض، بدﻻلة ما يجري على امتدادها جنوبًا في درعا، والسويداء، مرورًا بالعاصمة دمشق، التي لا تخلو بين الحين واﻵخر من تلك العمليات الأمنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى